Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل سرين فى تفصيل الوحى من حضرة حمد الملك كله

«الباب الثالث والأربعون وثلاثمائة في معرفة منزل سرين في تفصيل الوحي من حضرة حمد الملك كله»

لقد فصل الله آياته *** لكل لبيب بعيد المدى‏

وأحكمها لقلوب زكت *** ولم تتبع غير سبل الهدى‏

ونطق من لم يزل ناطقا *** لأسماعنا ناشدا منشدا

فحير ألبابنا نطقه *** وجاء بنور الهدى فاهتدى‏

بصير بأنواره ظاهر *** له المنتهى وله المبتدي‏

[إن المدبر والمفصل من الأسماء الإلهية]

اعلم أيدك الله أن الاسمين الإلهيين المدبر والمفصل هما رأسا هذا المنزل اللذان يهبان للداخل فيه جميع ما يحمله وما يتضمنه من العلوم الإلهية مما يطلب الأكوان ومما يتعلق بالله وحكم المدبر في الأمور أحكامها في حضرة الجمع والشهود وإعطاؤها ما تستحقه وهذا كله قبل وجودها في أعيانها وهي موجودة له فإذا أحكمها كما ذكرناه أخذها المفصل وهذا الاسم مخصوص بالمراتب فأنزل كل كون وأمر في مرتبته ومنزلته كأمير المجلس عند السلطان ثم إن المدبر لما خلق الله رحمتين وهما أول خلق خلقه الله الرحمة الواحدة بسيطة وخلق الرحمة الأخرى مركبة فرحم بالبسيطة جميع ما خلق الله من البسائط ورحم بالمركبة جميع ما خلق الله من المركبات وجعل للرحمة المركبة ثلاثة منازل لأن المركب ذو طرفين وواسطة والواسطة عين البرزخ الذي بين الطرفين حتى يتميزا فيرحم كل مرحوم من المركب بالرحمة المركبة من هذه المنازل فبالرحمة الأولى المركبة ضم أجزاء الأجسام بعضها إلى بعض حتى ظهرت أعيانها صورا قائمة وبالرحمة الثانية المركبة من المنزل الثاني ركب المعاني والصفات والأخلاق والعلوم في النفس الناطقة والنفس الحيوانية الحاملة للقوى الحسية وبالرحمة الثالثة المركبة ضم النفوس الناطقة إلى تدبير الأجسام فهو تركيب روح وجسم وهذا النوع من التركيب هو الذي يتصف بالموت فأبرز المدبر هذه النفوس من أبدانها بتوجه النفخ الإلهي عليها من الروح المضاف إليه تعالى فركبها المدبر مع الجسم الذي تولدت عنه وهو تركيب اختيار ولو كان تركيب استحقاق ما فارقه بالموت وجعله مدبرا لجسد آخر برزخي والحق هذا بالتراب ثم ينشئ له‏

نشأة أخرى يركبه فيها في الآخرة فلما اختلفت المراكب علمنا أن هذا الجسم المعين الذي هو أم لهذه النفس الناطقة المتولدة عنه ما هي مدبرة له بحكم الاستحقاق لانتقال تدبيرها إلى غيره وإنما الجسم الذي تولدت عنه على هذه النفس له من الحق إنها ما دامت مدبرة له لا تحرك جوارحه إلا في طاعة الله تعالى وفي الأماكن والأحوال التي عينها الله على لسان الشارع لها هذا ما يستحقه عليها هذا الجسم لما له عليها من حق الولادة فمن النفوس من هو ابن بار فيسمع لأبويه ويطيع وفي رضاهما رضي الله قال عز وجل أَنِ اشْكُرْ لِي من الوجه الخاص ولِوالِدَيْكَ من الوجه السببي ومن النفوس ما هو ابن عاق فلا يسمع ولا يطيع فالجسم لا يأمر النفس إلا بخير ولهذا يشهد على ابنه يوم القيامة جلود الجسم وجميع جوارحه فإن هذا الابن قهرها وصرفها حيث يهوى وقسم الله هذه الرحمة المركبة على أجزاء معلومة أعطى منها جبريل ستمائة جزء بها يرحم الله أهل الجنة وجعل بيده تسعة عشر جزءا يرحم بهذه الأجزاء أهل النار الذين هم أهلها يدفع بها ملائكة العذاب الذي هم تسعة عشر كما قال تعالى عَلَيْها تِسْعَةَ عَشَرَ وأما المائة رحمة التي خلقها الله فجعل منها في الدنيا رحمة واحدة بها رزق عباده كافرهم ومؤمنهم وعاصيهم ومطيعهم وبها يعطف جميع الحيوان على أولاده وبها يرحم الناس بعضهم بعضا ويتعاطفون كما قال الله ان المؤمنون بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ والظَّالِمِينَ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ والمنافقين بعضهم أولياء بعض كل هذا ثمرة هذه الرحمة فإذا كان في الآخرة يوم القيامة ضم هذه الرحمة إلى التسعة والتسعين رحمة المدخرة عنده فرحم بها عباده على التدريج والترتيب الزماني ليظهر بهذا التأخير مراتب الشفعاء وعناية الله بهم وتميزهم على غيرهم فإذا لم يبق في النار إلا أهلها القاطنون بها الذين لا خروج لهم منها وأرادت ملائكة العذاب التسعة عشر عذاب أهل النار تجسد من الرحمة المركبة تسعة عشر ملكا فحالوا بين ملائكة العذاب وأهل النار ووقفوا دونهم وعضدتهم الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فإن ملائكة العذاب قد وسعتهم الرحمة كسائر الأشياء فيمنعهم ما وسعهم منها عن مقاومة هذه‏

الرحمة المركبة وكان الذي يعضدهم أولا غضب الله الذي ظهر من إغضاب المخالفين فلما انقضى مجلس المحاكمة وكان الحق قد أمر بمن أمر به إلى السجن وهو جهنم كما قال وجَعَلْنا جَهَنَّمَ لِلْكافِرِينَ حَصِيراً أي سجنا لأن المحصور مسجون ممنوع من التصرف بخلاف أهل الجنة فإن لهم التبوأ منها حيث يشاءون وليس كذلك أهل النار وهذا من الرفق الإلهي الخفي بعباده فلو أعطاهم التبوؤ من النار حيث يشاءون لكانوا لا يستقر بهم قرار طلبا للفرار من العذاب إذا أحسوا به رجاء أن يكون لهم في مكان آخر منها راحة وفي وقت العذاب ما فيها راحة فكان لا يبقى في جهنم نوع من العذاب إلا ذاقوه والعذاب المستصحب أهون من العذاب المجدد وكذا النعيم ولهذا يبدل الله جلودهم في النار إذا نضجت لِيَذُوقُوا الْعَذابَ فيمشي عليهم زمان يذوقون فيه العذاب مستصحبا إلى أن تنضج الجلود وحينئذ يتجدد عليهم بالتبديل عذاب جديد فلو كان لهم التبوؤ من جهنم حيث يشاءون لما استقروا حتى تنضج جلودهم بل كانوا يذوقون في كل موضع ينتقلون إليه عذابا جديدا إلى حصول الإنضاج فيكون ذلك الانتقال أشد في عذابهم فرحمهم الله من حيث لا يشعرون كما مكر بهم من حيث لا يشعرون فهذه سبعمائة رحمة وتسع عشرة رحمة مائة منها بيد الله لم يتصرف فيها أحد من خلق الله اختص بها لنفسه بها يرحم الله عباده بارتفاع الوسائط بل منه للمرحوم خاصة وهي على عدد الأسماء الإلهية أسماء الإحصاء التسعة والتسعين اسما رحمة واحدة لكل اسم من هذه المائة التي بيد الله لا علم لمخلوق بها وتمام المائة الرحمة المضافة إليه التي وسعت كل شي‏ء فبهذه المائة رحمة ينظر إلى درج الجنة وهي مائة درجة وبها بعد انقضاء زمان استحقاق العذاب ينظر إلى دركات النار وهي مائة درك كل درك يقابل درجة من الجنة فتتأيد بهذه الرحمة الواسعة التسع عشرة رحمة التي تقاوم ملائكة العذاب في النار وتلك الملائكة قد وسعتهم فيجدون في نفوسهم رحمة بأهل النار لأنهم يرون الله قد تجلى في غير صورة الغضب الذي كان قد حرضهم على الانتقام لله من الأعداء فيشفعون عند الله في حق أهل النار الذين لا يخرجون منها فيكونون لهم بعد ما كانوا عليهم فيقبل الله شفاعتهم فيهم وقد حقت الكلمة الإلهية أنهم عمار تلك الدار فيجعل الحكم فيهم للرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ ولهذه التسعة عشرة رحمة التي هي الرحمة المركبة فأعطاهم في جهنم نعيم المقرور والمحرور لأن نعيم المقرور بوجود النار ونعيم المحرور بوجود الزمهرير فتبقى جهنم على صورتها ذات حرور وزمهرير ويبقى أهلها متنعمين فيها بحرورها وزمهريرها ولهذا أهل جهنم لا يتزاورون إلا أهل كل طبقة في طبقتهم فيتزاور المحرورون بعضهم في بعض ويتزاور المقرورون بعضهم في بعض لا يزور مقرور محرورا ولا محرور مقرورا وأهل الجنة يتزاورون كلهم لأنهم على صفة واحدة في قبول النعيم لأنهم كانوا هنا أعني في دار التكليف أهل توحيد لم يشركوا توحيد علم أو توحيد إيمان وأهل النار لم يكن لهم صفة التوحد وكانوا أهل شرك فلهذا لم يكن لهم صفة أحدية تعمهم في النعيم مطلقا من غير تقييد فهم في جهنم فريقان وأهل الجنة فريق واحد فينفرد كل شريك بطائفة وهؤلاء هم الثنوية ما ثم غيرهم وهم أهل النار الذين هم أهلها وأما أهل التثليث فيرجى لهم التخلص لما في التثليث من الفردية لأن الفرد من نعوت الواحد فهم موحدون توحيد تركيب فيرجى أن تعمهم الرحمة المركبة ولهذا سموا كفارا لأنهم ستروا الثاني بالثالث فصار الثاني بين الواحد والثالث كالبرزخ فربما لحق أهل التثليث بالموحدين في حضرة الفردانية لا في حضرة الوحدانية وهكذا رأيناهم في الكشف المعنوي لم نقدر أن نميز ما بين الموحدين وأهل التثليث إلا بحضرة الفردانية فإني ما رأيت لهم ظلا في الوحدانية ورأيت أعيانهم في الفردية ورأيت أعيان الموحدين في الوحدانية والفردانية فعلمت الفرق بين الطائفتين وأما ما زاد على أهل التثليث فالكل ناجون بحمد الله من جهنم ونعيمهم في الجنة يتبوءون منها حيث يشاءون كما كانوا في الدنيا ينزلون من حضرات الأسماء الإلهية حيث يشاءون بوجه حق مشروع لهم كما كانوا إذا توضئوا يدخلون من أي باب شاءوا من أبواب الجنة الثمانية وإذا علمت هذا

[أن الرحمة الله تعم جميع الموجودات‏]

فاعلم أن هذه الرحمة المركبة تعم جميع الموجودات وأنها مركبة من رحمة عامة وهي التي وسعت كل شي‏ء ومن رحمة خاصة وهي الرحمة التي تميز بها من اصطفاه الله واصطنعه لنفسه من رسول ونبي وولي وبهذه الرحمة المركبة جمع الله الكتب وأنزل كل كتاب سورا وآيات فمن آياته ما بقي كالقرآن وكل آية ظهرت بطريق الإعجاز ومن آياته ما لم يبق فبقي‏

اقتصار حكمها على من جاء بها فدلت على غيره كما دلت عليه فإن الله جعلها علامة على صدق ما ادعاه كل واحد واحد ممن ادعى القرب من الله إما بالحال وإن لم ينطق بالدعوى لما يرى عليه من آثار طاعة ربه وإما بالدعوى من حيث نطقه بذلك ولا يقع ذلك إلا عن غفلة فإنهم مأمورون بستر هذه الآيات أعني الأولياء فهي منسوخة في الأولياء محكمة في الأنبياء والرسل فقال ما نَنْسَخْ من آيَةٍ يقول من علامة أَوْ نُنْسِها يقول أو نتركها يعني نتركها آية للأولياء كما كانت آية للأنبياء نَأْتِ بِخَيْرٍ مِنْها من باب المفاضلة أي بأزيد منها في الدلالة وهي آيات الإعجاز فلا تكون إلا لأصحابها أو لمن قام فيها بالنيابة على صدق أصحابها فلا يكون لولي قط هذه العلامة من حيث صحة مرتبته وأما قوله أَوْ مِثْلِها الضمير يرجع إلى الآية المنسوخة فلم يكن لها صفة الإعجاز بل هي مثل الأولى ولا يصح حمل هذه الآية على أنها آي القرآن التي نزلت في الأحكام فنسخ بآية ما كان أثبت حكمه في آية قبلها فإن الله ما قال في آخر هذه الآية لم تعلم أن الله عليم خبير ولا حكيم ومثل هذه الأسماء هي التي تليق بنظم القرآن الوارد بآيات الأحكام وإنما قال الله تعالى أَ لَمْ تَعْلَمْ أَنَّ الله عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ قَدِيرٌ فأراد الآيات التي ظهرت على أيدي الأنبياء عليه السلام لصدق دعواهم في أنهم رسل الله فمنها ما تركها آية إلى يوم القيامة كالقرآن ومنها ما رفعها ولم تظهر إلى يوم القيامة فلما جمع الله بهذه الرحمة المركبة القرآن في الكتب لا في الصدور فإنه في الصدور قرآن وفي اللسان كلام وفي المصاحف كتاب وضع ذلك الاسم المفصل عن أمر المدبر فإنه متقدم عليه بالرتبة فلهذا له الحكم في التفصيل بالقوة وللمفصل بالفعل ومنزل الرحمة رحب واسع المجال فيه وكيف لا يتسع وقد وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وهذا القدر كاف فيما يقع به المنفعة للسامعين من الناس فذكرنا حكمها في الدارين وما يعود منها علينا وهو الغرض المقصود وفي هذا المنزل معرفة منازل الرحمة المركبة وإلى كم تنتهي منازلها والمنزل الذي أكدت فيه والمنزل الذي لم تؤكد فيه وعلى كم من درج وقع التوكيد فيها وفيه علم ما لا يعلم إلا من طريق الخبر الإلهي وعلم الإبانة عن مقام الجمع كالصلاة الجامعة بين الله والعبد في قراءة فاتحة الكتاب ومن هنا يؤخذ الدليل بفرضيتها على المصلي في الصلاة فمن لم يقرأها في الصلاة فما صلى الصلاة التي قسمها الله بينه وبين عبده فإنه ما قال قسمت الفاتحة وإنما قال قسمت الصلاة بالألف واللام اللتين للعهد والتعريف فلما فسر الصلاة المعهودة بالتقسيم جعل محل القسمة قراءة الفاتحة وهذا أقوى دليل يوجد في فرض قراءة الحمد في الصلاة وفيه علم تأثير الرحمة المركبة في العالم المحمدي خاصة وفيه علم تنزيل المعاني منزلة الأشخاص وفيه علم التراجم وفيه علم الطائفة التي سمعت وقيل فيها إنها لم تسمع مع وجود الفهم فيما سمعت فما الذي نفى عنها وما الذي أبقى لها وفيه علم الحجب الكونية المظلمة والظلمانية ومن هو أهل كل حجاب وعمن حجب من حجب هل حجب عن سعادته أو عن مشاهدة ربه أو عن مشاهدة مقام رسوله وفيه علم اجتراء الكون على الله وفيه علم اللطف الإلهي بالمعاندين الرادين لأوامره المنازعين لناصريه وفيه علم ما شيب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الذي ذكره في سورة هود وأخواتها وفيه علم طلب السر الإلهي وفيه علم الإحاطة بما لا يتناهى وفيه علم الجزاء الذي هو على غير الوفاق الزماني فإن مدد الأعمال التي تطلب الأجور متناهية والأجر عليها غير متناه فما هو الجزاء الوفاق من غير الوفاق وفيه علم الإنكار والإقرار والتقرير والتوبيخ وما صفته وأين محله وفيه علم الخلق الجسمي والجسماني ومراتب الخلق وكم له من المقدار الزماني وفيه علم المراتب المضاف إليها الرب وفيه علم القصد الإلهي وفيه علم موضع الأجوبة التي تكون بحكم المطابقة عند سؤال السائل وفيه علم مرتبة العاقل وشرفه على العالم إذا كان عالما فإن العاقل إذا رأى ما لا بد له منه بادر إليه وغير العاقل لا يفعل ذلك وفيه علم من خلق لأمر واحد ومن‏

خلق لأمرين فصاعدا ومن وفى بما خلق له ومن لم يوف بما خلق له وفيه علم سعادة من استكبر بحق ممن استكبر بنفسه كإبليس ومن شاء الله وفيه علم تقرير المناسبة بينه وبين خلقه وأين هذا التقرير من لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ ومثل ما

جاء في الخبر لله أشد فرحا بتوبة عبده من رجل في أرض فلاة الحديث‏

وقوله تعالى أَ ولَمْ يَرَوْا أَنَّ الله الَّذِي خَلَقَهُمْ هُوَ أَشَدُّ مِنْهُمْ قُوَّةً وفيه علم المفاضلة وأصنافها ومحلها وفيه علم الاختيار الكوني وأنه مجبور في اختياره وهل له مستند إلهي في جبره في اختياره أم لا وقوله فيسبق عليه الكتاب وقوله تعالى ما يُبَدَّلُ الْقَوْلُ لَدَيَّ وقوله لا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الله هل معناه إنما التبديل لله‏

ليس للخلق تبديل أو لا تبديل لخلق الله من كونه أَعْطى‏ كُلَّ شَيْ‏ءٍ خَلْقَهُ وفيه علم حكمة الأخذ الإلهي جزاء هل يعم أو يؤلم ابتداء من غير جزاء كإيلام البري‏ء والصغير فهل هو كما قاله القائل أو ليس الأمر كذلك وإنما هو بري‏ء في ظاهر الأمر مما نسب إليه وما هو بري‏ء عند الله من أمر آخر وقع منه في حق حيوان أو ما لا يعلمه إلا الله والمبتلى أن تذكره فلا يكون على هذا الأخذ أبدا بل له جزء ابتداء وإنما قاله من قاله بنسبة خاصة رأى الأخذ عندها مع براءة المأخوذ مما نسب إليه من تلك النسبة الخاصة ولم يكن عند الله الأخذ إلا من أمر عمله استحق به هذه العقوبة فانتظر انقضاء زمان المهملة فانقضى عند دعوى عليه غير صادقة هو منها بري‏ء فأخذ عندها وإنما كان الأخذ بما تقدم فقيل هذا الأخذ وهو بري‏ء مما نسب إليه فصدقوا أنه بري‏ء ولم يصدقوا في أنه أخذ من أجل تلك الدعوى عليه وهو من علم المكاشفة والاعتبار والمكاشفة في تحصيل هذا العلم أتم لأنه يعين لك الكشف العلة على خصوصها والاعتبار يجملها لك من غير تعيين أو يخرج لها عللا محتملة لا يدري ما أوجب ذلك الأخذ منها فهذا الفرق بين أهل الاعتبار والكشف وفيه علم إلحاق الله بصفة المتقين حتى كان وليهم فإنه ولي المؤمنين لأنه مؤمن وهو ولي المتقين فمن أين يوصف الحق بأنه متق وفيه علم من أين أعطى من أعطى العلم بنطق العالم من غير جهة الخبر فإن الخبر تقليد وفيه علم تأثير الأحوال في أصحابها عند الله وفيه علم ترك الأدب لما يرجى في ذلك من نيل الغرض المقصود وسواء كان محمودا أو مذموما لأنه ما كل غرض محمود ولا كل عرض مذموم وفيه علم تغير الأحوال لتغير الوارد وفيه علم المؤاخاة بين الملائكة والناس الصلحاء منهم وفيه علم أين ينزل أهل الله يوم القيامة وفي الجنان وأي اسم يصحبهم من الأسماء الإلهية وفيه علم توقف الأسماء الإلهية بعضها على بعض وأنها تعطي بالمجموع أمرا لا يكون يعطيه فرد فرد من ذلك المجموع وفيه علم ما تنتجه السياسة الحكمية التي تقضي بها العقول وأنها في ذلك على بصيرة من حيث لا تشعر أعطتها ذلك تجربتها النفوس وما صفة من يقول بهذا العلم وفيه علم الميل لم يميل ولم يمال وفيه علم النظر في الأولى فالأولى وفيه علم الأعواض وهو إذا اعتاص عليك أمر تعوضت عنه بأمر يقوم مقامه فيما تريد إما موازنة سواء وإما أزيد بقليل أو أنقص منه بقليل بحيث إنه لا يؤثر في المطلوب أثرا يخرجه عن نيل غرضه بالكلية وهل في الوجود من لا عوض له إذا فقد أم لا وفيه علم تمييز الرجال بالأحوال وفيه علم تقاسيم الأوامر الإلهية التي تقسمها قرائن الأحوال وما حكم الأمر إذا تعرى عن قرائن الأحوال هل حكمه الوجوب أم لا أو التوقف وهل تعريه عن قرائن الأحوال قرينة حال عدمية تعطيه الوجوب وهل عندنا قرينة حال تعطي الوجوب للأمر وفيه علم وصف العدم بأوصاف الوجود من الانتقال من حال إلى حال مع كونه عدما لا يزول عن هذا الوصف وفيه علم من أين قدم الله في نعته نفسه في كلامه بالرحمة على الأخذ ولم يفعل ذلك في صفة الكون فإنه قد قدم في صفة الكون صفة أهل المقت على صفة أهل السعادة كما وقع في سورة الغاشية وأمثالها وهل جاء مثل هذا ليفرق بين الخلق والحق أم لا وفيه علم الوجهين في الأشياء فما من شي‏ء إلا وفيه نفع بوجه وضرر بوجه أي شي‏ء كان إذا اعتبرته ووزنته وجدت الأمر كما قلنا فليس لشي‏ء في الوجود وجه واحد أبدا أعظمها وأرفعها نور الله به ظهرت الأشياء من خلف الحجب ولو شال الحجب لأحرقت ما أوجدته فهي الموجدة المعدمة وكذا نزول القرآن له وجه نفع في المؤمن فإنه يزيد به إيمانا وفيه وجه ضرر للكافر لأنه يزيد رجسا إلى رجسه قال تعالى يُضِلُّ به كَثِيراً ويَهْدِي به كَثِيراً ثم من رحمته بخلقه أن قال وما يُضِلُّ به إِلَّا الْفاسِقِينَ فأعطانا العلامة فمن وجد في نفسه تلك العلامة علم أنه من أهل الضلال وفيه علم البعد الإلهي والقرب الإلهي من السعداء والأشقياء والقرب الكوني والبعد الكوني هل هو على موازنة القرب والبعد الإلهي أو لهذا حكم ولهذا حكم وكذلك هو وفيه علم من علمه علم أنه ليس لله من أعمال العبد شي‏ء وفيه علم ما هو العلم وفيه علم ما يوجب السامة والملل ومن يتصف بهما من العالم ممن لا يتصف بهما مع كون الحق قد وصف نفسه بالملل إذ أمل عبده من الخير الذي يكون عليه أو الشر سواء وفيه علم ما لا ينفع من الظنون بالخير عند الله وما ينفع منها وفيه علم أسباب رجعة الكون إلى الله في الدنيا وفيه علم إن الحق هو عين الأشياء بما هو عين الأشياء هل بنفسه أو بشهوده أو بإحاطته وفيه علم ما هو الحق وحكم هذا الاسم حيث ورد هل تختلف أحكامه أو هو عين واحدة في‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!