Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل القمر من الهلال من البدر من الحضرة المحمدية

شرع آخر بالنسخ الطارئ والايمان بحقيقته واجب وبنسخه واجب وعلم العدول عن الحق وإلى الحق وما يتعلق بذلك من الذم والحمد وعلم المولدات التي هي الأمهات لما ذا وضعت في العالم ولم تظهر أعيان الأشياء من غير إن يكون أبناء لأمهات وآباء وما تحمله الأمهات مما فيه صلاح الأبناء وعلم تقرير النعم الظاهرة والباطنة ولم تذهب بالكفر وتزيد بالشكر وعلم نشأة الجن والإنس دون غيرهما من الحيوان وعلم الستر والتجلي الذي لأجله لم يكن في الإمكان أبدع من هذا العالم لعمومه جميع المراتب فلم يبق في الإمكان إلا أمثاله لا أزيد منه في الكمال الوجودي الحافظ للأصول وعلم الفواصل بين الأشياء وبين كل اثنين في المعقول والمحسوس كالخط الفاصل بين الظل والشمس لما ذا ترجع هذه الفواصل هل لأمر زائد على أعيان المفصولين أم لا وعلم ما تحوي عليه حروف الوجود من المعاني وعلم الأعلام على ما هي أعلام وعلم الفناء والبقاء وعلم ما يفعله الحق مما يظهر في الحال لا غير وعلم إضافة ما ينزه العقل إضافته عن الحق إلى الحق وعلم السرادق الإلهي وما فيه من الأبواب وما يفتح تلك الأبواب للذين يريدون الخروج منها ولما ذا يخرجون وما يشهدون إذا خرجوا وما يخرجهم وعلم العقاب والعذاب ولما ذا سمي عقابا وعذابا وعلم ما يؤول إليه محل الملإ الأعلى لا بل الملإ الأوسط وعلم الخرس والسكوت عن العالم وما سببه وعلم العلامات هل تقوم مقام الكلام والعبارة من المتكلم أم لا كالمعجزات والنطق المعلوم من قرائن الأحوال وإن لم يكن هناك عبارة بنظم حروف وإظهار كلمات وعلم ما تعطيه العلامات في الأشياء من الأحكام وعلم تردد الأشياء بين الأشياء وعلم نتائج المقامات والأحوال وعلم حكم الشفعية في العالم الأخراوي وعلم الأسباب الموصلة إلى الحكم من السبب إلى المسبب وعلم الأذواق والأفكار وعلم الالتذاذ بما يرد من الحق على الإنسان من طريق شفعيته أي من حيث شفع الصورة الإلهية لا من حيث ما شابه العالم وعلم من يمنع بتجليه النظر إلى غيره مع القدرة عليه فلا يكون في حال فناء وعلم مقام الأسرار من خلف حجاب الغيرة والصون الإلهي وعلم التشبيه والتمثيل وعلم المجازاة بالأمثال كالذهب بالذهب مفاضلة وهو في حكم الدنيا ربا وعلم المفاضلة وعلم بما ذا تقع المفاضلة بين الأمثال وعلم الفرق بين البراقات والرفارف والأوكار في الأشجار وفي الإسراءات وعلم مباسطة الحق في قبضه وقبضه في مباسطته وما يحدث من الزيادة عند صاحب هذه الأحوال فهذا بعض ما يحتوي عليه هذا المنزل من أمهات العلوم التي يتفرع أبناؤها بالتناسل إلى ما يتناهى مع الآنات والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثلاثون وثلاثمائة في معرفة منزل القمر من الهلال من البدر من الحضرة المحمدية»

انظر إلى نوح وعاد واعتبر *** في صالح وثم لوط وافتكر

وقل لهم قول شفيق ناصح *** ونادهم هل فيكم من مدكر

وليس في الكون وجود غيره *** وليس في ليس وجود مستقر

فهو له ليس لنا وهو لنا *** ليس له بوجه كون مستمر

أين الذي لاح لنا من صور *** قد ذهبت وأعقبتها من صور

لو ذهبت في الغيب زال عينه *** وكان مشهودا لعين وبصر

أو عدمت وما أرى من عدم *** يقوم بالكون الكون له ظهر

وما بدا من عدم لكنه *** من كون حق ظاهر لا يستسر

[أن القمر مقام برزخي بين مسمى الهلال ومسمى البدر]

اعلم أيدك الله أن القمر مقام برزخي بين مسمى الهلال ومسمى البدر في حال زيادة النور ونقصه فسمي هلالا لارتفاع الأصوات عند رؤيته في الطرفين ويسمى بدرا في حال عموم النور لذاته في عين الرائي وما بقي للقمر منزل سوى ما بين هذين الحكمين غير أن بدريته في استتاره عن إدراك الأبصار تحت شعاع الشمس الحائل بين الأبصار وبينه يسمى محقا وهو من الوجه الذي يلي الشمس بدر كما هو في حال كونه عندنا بدرا هو من الوجه الذي لا

يظهر فيه الشمس محق وما بين هذين المقامين على قدر ما يظهر فيه من النور ينقص من الوجه الآخر وعلى قدر ما يستتر به من أحد الوجهين يظهر بالنور من الوجه الآخر وذلك لتعويج القوس الفلكي فلا يزال بدرا دائما ومحقا دائما وذلك لسر أراد الله‏

إعلامه للعارفين بالله فضرب لهم هذا المثل بالفعل ليعتبروا فيه بالعبور إلى ما نصب له من معرفة الإنسان الكامل ومعرفة الله لوجوده على الصورة وتغير أحواله فيها لتغير المراتب التي يظهر فيها قال تعالى والْقَمَرَ قَدَّرْناهُ مَنازِلَ ولم يسمه بدرا ولا هلالا فإنه في هاتين الحالتين ما له سوى منزلة واحدة بل اثنتين فلا يصدق قوله مَنازِلَ إلا في القمر فللقمر درج التداني والتدلي وله الأخذ بالزيادة والنقص في الدخول إلى حضرة الغيب والخروج إلى حضرة الشهادة ثم إن الله تعالى نعته بالانشقاق لظهور الإنسان الكامل بالصورة الإلهية فكان شقا لها فظهورها في أمرين ظهور انشقاق القمر على فلقتين‏

ورد في الخبر عن الصاحب أن القمر انشق على عهد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم عند سؤال طائفة من العرب أن يكون لهم آية على صدقه فانشق فقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم للحاضرين اشهدوا وقال تعالى اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ وانْشَقَّ الْقَمَرُ

فلا يدري هل أراد الانشقاق الذي وقع فيه السؤال وهو الظاهر من الآية فإنه أعقب الانشقاق بقوله وإِنْ يَرَوْا آيَةً يُعْرِضُوا ويَقُولُوا سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ وكذا وقع القول منهم لما رأوا ذلك ولهذا قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم للحاضرين اشهدوا لوقوع ما سألوا وقوعه وما لهم إلا ما ظهر وهل هو ذلك الواقع في نفس الأمر أو في نظر الناظر هذا لا يلزم فإنه لا يرتفع الاحتمال إلا بقول المخبر إذا أخبر أنه في نفس الأمر كما ظهر في العين وقول المخبر هو محل النزاع وما اشترطوا في سؤالهم أن لا يظهر منهم ما ظهر منهم من الاعتراض عند وقوع ما سألوا وقوعه فلم يلزم النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أكثر مما وقع فيه من السؤال ثم جاء الناس من الآفاق يخبرون بانشقاق القمر في تلك الليلة ولهذا قال الله تعالى عنهم إنهم قالوا فيه سِحْرٌ مُسْتَمِرٌّ فقال الله كُلُّ أَمْرٍ مُسْتَقِرٌّ كان ذلك الأمر ما كان فالقمر لو لا ما هو برزخي المرتبة ما قبل الإهلال والإبدار والمحق والسرار فالسحر المستمر داخل تحت حكم كل ذي أمر مستقر فهذا انشقاق بالحق وجهل في عين العلم وهو قوله ذلِكَ مَبْلَغُهُمْ من الْعِلْمِ فأثبته علما واعلم أن النظر والاعتبار من العلوم التي تظهر من الأسرار والأنوار فالنور للبصر والأبصار فقال الله لما ذكر هذا المقام فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ أي جوزوا مما أعطاكم البصر بنوره مما أدركه من المبصرات وأحكامها إلى ما تدركونه بعين بصائركم شهودا وهو الأتم الأقوى أو عن فكرة وهو الشهود الأدنى عن المرتبة العليا وكلاهما عابر عما ظهر إلى ما استسر وبطن فهي آيات لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ كما هي آيات لِقَوْمٍ يَتَّقُونَ فالمتقي يتولى الله تعليمه فلا يدخل علمه شك ولا شبهة والمتفكر ناظر إلى قوة مخلوقة فيصيب ويخطئ وإذا أصاب يقبل دخول الشبهة عليه بالقوة التي أفادته الإصابة لاختلاف الطرق فالمتقي صاحب بصيرة والمتفكر بين البصر والبصيرة لم يبق مع البصر ولا يخلص للبصيرة فلنذكر في هذا المنزل مسألة من مسائله كإخوانه من المنازل وهو منزل شريف عال يسمى منزل النور في الطريق لأن الله جعله نورا ولم يجعله سراجا لما في السراج من الافتقار إلى الإمداد بالدهن لبقاء الضوء ولهذا كان الرسول سِراجاً مُنِيراً للامداد الإلهي الذي هو الوحي وجعله منيرا أي ذا نور لما فيه من الاستعداد لقبول هذا الإمداد كالنار التي في رأس الفتيلة التي ينبعث منها الدخان الذي فيه ينزل النور على رأس الفتيلة من السراج فيظهر سراجا مثله والنور من الأسماء الإلهية وليس السراج من أسمائها لأنه لا يستمد نوره من شي‏ء فعرفت من هذا الاعتبار رتبة القمر من الشمس قال تعالى وجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً فنور السراج مقيد والنور القمري مطلق ولهذا نكره ليعم الأنوار فكل سراج نور وما كل نور سراج‏

[أن العلم المطلق ينقسم إلى قسمين‏]

واعلم أنه من العلم بالتحقق بالصورة أن العلم المطلق من حيث ما هو متعلق بالمعلومات ينقسم إلى قسمين إلى علم يأخذه الكون من الله بطريق التقوى وهو قوله إِنْ تَتَّقُوا الله يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقاناً وقوله في الخضر وعَلَّمْناهُ من لَدُنَّا عِلْماً وعلم يأخذه الله من الكون عند ابتلائه إياه بالتكليف مثل قوله ولَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتَّى نَعْلَمَ فلو لا الاشتراك في الصورة ما حكم على نفسه بما حكم لخلقه من حدوث تعلق العلم فإن ظهر الإنسان بصورة الحق كان له حكم الحق فكان الحق سمعه وبصره فسمع بالحق فلا يفوته مسموع ويبصر بالحق فلا يفوته مبصر عدما كان المبصر أو وجودا وإن ظهر الحق بصورة الإنسان في الحال الذي لا يكون الإنسان في صورة الحق كان الحكم على الله مثل الحكم على صورة الإنسان الذي ما له صورة الحق فينسب إليه ما ينسب إلى تلك الصورة من حركة وانتقال وشيخ وشاب وغضب ورضاء وفرح وابتهاج ومن أجل ما بيناه من شأن هذين العلمين جعل الله‏

في الوجود كتابين كتابا سماه أما فيه ما كان قبل إيجاده وما يكون كتبه بحكم الاسم المقيت فهو كتاب ذو قدر معلوم فيه بعض أعيان الممكنات وما يتكون عنها وكتابا آخر ليس فيه سوى ما يتكون عن المكلفين خاصة فلا تزال الكتابة فيه ما دام التكليف وبه تقوم الحجة لله على المكلفين وبه يطالبهم لا بالأم وهذا هو الإمام الحق المبين الذي يحكم به الحق تعالى الذي أخبرنا الله في كتابه أنه أمر نبيه أن يقول لربه احْكُمْ بِالْحَقِّ يريد هذا الكتاب وهو كتاب الإحصاء ف لا يُغادِرُ صَغِيرَةً ولا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصاها وكُلُّ صَغِيرٍ وكَبِيرٍ مُسْتَطَرٌ وهو منصوص عليه في الأم التي هي الزبر ومعناه الكتابة وإن كانت أصناف الكتب كثيرة ذكرناها في مواقع النجوم فإنها ترجع إلى هذين الكتابين وسبب إيجاد الكتابين كونه سبحانه خلق من كل شي‏ء زوجين فخلق كتابين أيضا فمن الكتاب الثاني يسمى الحق خبيرا ومن الأم يسمى عليما فهو العليم بالأول الخبير بالثاني إن عقلت فالقضاء الذي له المضي في الأمور هو الحكم الإلهي على الأشياء بكذا والقدر ما يقع بوجوده في موجود معين المصلحة المتعدية منه إلى غير ذلك الموجود مثل قوله ولَوْ بَسَطَ الله الرِّزْقَ لِعِبادِهِ لَبَغَوْا في الْأَرْضِ فلو وجد البغي عن البسط لم تقم الحجة عليهم ولكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ ما يَشاءُ فما أنزل شيئا إلا بقدر معلوم ولا خلق شيئا إلا بقدر فإذا وجد البغي مع القدر قامت الحجة على الخلق حيث منع الغير مما بيده مع حصول الاكتفاء فما زاد فيعلم أنه لمصلحة غيره ومن فضله جعله قرضا ولا يقع القرض فيما هو رزق له لقوام عينه وجعل هذا الفعل من جملة مصالح العباد فرفع بَعْضَهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ دَرَجاتٍ لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا ولما أنزل الله سبحانه نفسه منزلة عباده أمضى عليه أحكامهم فما حكم فيهم إلا بهم وهذا من حجته البالغة له عليهم وهو قوله جَزاءً وِفاقاً جَزاءً بِما كانُوا يَعْمَلُونَ جَزاءً بِما كانُوا يَكْسِبُونَ فأعمالهم عذبتهم وأعمالهم نعمتهم فما حكم فيهم غيرهم فلا يلومون إلا أنفسهم كما قال الله فيما حكاه لنا من قول الشيطان لَمَّا قُضِيَ الْأَمْرُ إِنَّ الله وَعَدَكُمْ وَعْدَ الْحَقِّ ووَعَدْتُكُمْ فَأَخْلَفْتُكُمْ وما كانَ لِي عَلَيْكُمْ من سُلْطانٍ أي من قوة ولا حجة ولا برهان إِلَّا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي وليس كل من دعا تلزم إجابته ولهذا كانت المعجزات تشهد بصدق الدعوة من الرسل أنها دعوة الله والشيطان ما أقام برهانا لهم لما دعاهم وهو قوله وما كانَ لِي عَلَيْكُمْ من سُلْطانٍ فيا عجبا إن الناس جحدوا دعوة الحق مع ظهور البرهان وكفروا بها وأجابوا دعوة الشيطان العرية عن البرهان فقال لهم فَلا تَلُومُونِي ولُومُوا أَنْفُسَكُمْ نظرا منه إلى حكم الكتاب الثاني الذي به تقوم الحجة عليهم فلو نظر إلى الأم والزبر الأول لم يقل لهم ولُومُوا أَنْفُسَكُمْ فالقضاء للكتاب الأول يطلبه حكم الكتاب الثاني والقدر بالكتاب الثاني وكلا الكتابين محصور لأنه موجود وعلم الله في الأشياء لا يحصره كتاب مرقوم ولا يسعه رق منشور ولا لوح محفوظ ولا يسطره قلم أعلى ف لَهُ الْحَمْدُ في الْأُولى‏ والْآخِرَةِ ولَهُ الْحُكْمُ وإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أي إلى الحكم وهو القضاء فالضمير في إليه يعود على الحكم فإنه أقرب مذكور فلا يعود على الأبعد ويتعدى الأقرب إلا بقرينة حال هذا هو المعلوم من اللسان الذي أنزل به القرآن فالقضاء يحكم على القدر والقدر لا حكم له في القضاء بل حكمه في المقدر لا غير بحكم القضاء فالقاضي حاكم والمقدر موقت فالقدر التوقيت في الأشياء من اسمه المقيت قال الله تعالى وكانَ الله عَلى‏ كُلِّ شَيْ‏ءٍ مُقِيتاً وهذا المنزل أشهدته بقونية في ليلة لم يمر على أشد منها لنفوذ الحكم وقوته وسلطانه فحمدت الله على قصوره على تلك الليلة ولم يكن حكم تأبيد وإنما كان حكم وقوع مقدر فلما رددت إلي وقد سقط في يدي وعلمت ما أنزل الله علي وما قدره الحق لدي وفرقت بين قضائه وقدره في الأشياء كتبت به إلى أخ في الله كان لي رحمه الله أعرفه بما جرى كما جرت العادة بين الإخوان إذ كان كتابه قد ورد علي يطلبني بشرح أحوالي فصادف ورود هذا الحال فكتبت إليه في الحال بسم الله الرحمن الرحيم ورد كتاب المولى يسأل وليه عن‏

شرح ما رأى إنه به أولى ليكون في ذلك بحكم ما يرد عليه‏

شهاب الدين يا مولى الموالي *** سألت تهمما عن شرح حالي‏

أنا المطرود من بين الموالي *** ومثلي من يصد عن الوصال‏

عصيت زجاجة فجهلت قدري *** فها أنا طائع حد الغوالي‏

رميت بأسهم الهجران حتى *** تداخلت النبال على النبال‏

فيرميني بأسهمه فأتى *** إليه فعل ذكران الرجال‏

وقفت ببابه أشكو وأبكي *** بكاء فقيد واحدة الموالي‏

وقلت بعبرة وحنين شجو *** أنا المطرود من بين الموالي‏

أنا العبد المضيع حق ربي *** فكيف تضيعني يا ذا الجلال‏

وإن مكارم الأخلاق منكم *** وإن العفو من كرم الخلال‏

وهل نشرت لجالينوس كتب *** لغير إزالة الداء العضال‏

ويدخر المقوم من سهام *** حذار كريهة يوم النضال‏

إذا كان العبيد عبيد سوء *** فإن الفضل من شيم الموالي‏

وعهدي باقتحام عقاب نفسي *** فكيف وقفت دونك في ضلال‏

لو استنطقت عن عجزي وضعفي *** لقلت فرضتم عين المحال‏

وها أنا واقف في حال عجزي *** ضعيف مثل ربات الحجال‏

بعثت إليه حسن الظن مني *** وإلحافا عظيما في السؤال‏

وإن كان الطباع طباع سوء *** فحسن الظن من كرم الخصال‏

وجودك قد تحققه رجائي *** وبعد تحققي ما أن أبالي‏

علمت بأن ذنبي لو تعالى *** لكان بجنب عفوك في سفال‏

بلطفك قبل علمي كنت تاجا *** فبعد العلم الحق بالنعال‏

لقد أيدتني وشددت أزري *** بتوحيد يجل عن المقال‏

بواقية الوليد مننت ربي *** طردت بها القبيح من الفعال‏

أعاين ما أعاين من جمال *** تقدس عن مكاشفة الخيال‏

وعن صور مقيدة تعالى *** عن المثل المحقق في المثالي‏

فأشهده ويشهدني فأفنى *** كمال في كمال في كمال‏

ويأخذني لمشهده ارتياح *** كما نشط الأسير من العقال‏

فما يلتذ بالحسنى سوائي *** لحسن عناية وصلاح بال‏

رأيت أهلة طلعت شموسا *** وأين الشمس من نور الهلال‏

فنفرت الظلام فلا ظلام *** ولا ليل إلى يوم انفصال‏

سلخت عناية من ليل جسمي *** كما سلخ النهار من الليالي‏

فكان المحو إثبات انفصال *** وكان النور آيات اتصالي‏

وبعد الوصل فاستمعوا مقالي *** دعاني للسجود مع الظلال‏

وإن وليك لما أراد النهوض في طريقه والنفوذ إلى ما كان عليه في تحقيقه اعترضت لوليك عقبة كئود حالت بينه وبين الشهود والبلوغ إلى المقصود والتحقق بحقائق الوجود فخفت إن تكون عقبة القضاء لما لسيفه من المضاء فرأيتها صعبة المرتقى حائلة بيني وبين ما أريده من اللقاء فوقفت دونها في ليلة لا طلوع لفجرها ولا أعرف ما في طيها من أمرها فطلبت حبل الاعتصام والتمسك بالعروة الوثقى عروة الإسلام فنوديت أن ألزم الطلب ما بقيت فعلمت أني بهذا الخطاب في صورة مثالية متجلية في حضرة خيالية وأن علاقة تدبير الهيكل ما انقطع وحكمه فيه ما ارتفع فاستبشرت بزوال إفلاسى عند رجعتي إلى إحساسي فنظمت ما شهدت وخاطبت وليي في‏

نظمي ببعض ما وجدت فإذا نظر وليي إليها فليعول عليها وليحذر من الأمن من مكر الله فإنه فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ الله إِلَّا الْقَوْمُ الْخاسِرُونَ فاسمع هديت ما به على لساني نوديت‏

اعترضت لي عقبة *** وسط الطريق في السفر

فأسفرت عن محن *** فيمن طغى أو من كفر

من دونها جهنم *** ذات زفير وسعر

ترمي من الغيظ وجو *** المجرمين بشرر

بحورها قد سجرت *** وسقفها قد انفطر

وشمسها قد كورت *** ونجمها قد انكدر

أتيتكم أخبركم *** لتعرفوا معنى الخبر

ولا تقولوا مثل من *** قال فَما تُغْنِ النُّذُرُ

فكان من أمرهم *** ما قد سمعتم وذكر

قالوا وقد دعاكم *** الدَّاعِ إِلى‏ شَيْ‏ءٍ نُكُرٍ

فيخرجون خشعا *** مثل الجراد المنتشر

شعثا حفاة حسرا *** في يَوْمِ نَحْسٍ مُسْتَمِرٍّ

إلى عذاب وتوى *** إلى خلود في سقر

فلو ترى نبيهم *** حين دعاهم ف ازْدُجِرَ

وقد دعا مرسله *** إني ضعيف فَانْتَصِرْ

فقال يا عين انكسب *** وأنت يا أرض انفجر

حتى التقى الماء على *** أمر حكيم قَدْ قُدِرَ

فاصطفقت أمواجه *** وذا كم البحر الزخر

فالحكم حكم فاصل *** والأمر أمر مستقر

وأمره واحدة *** كمثل لمح بالبصر

سفينة قامت من ألواح *** نجاة ودسر

تجري بعين حفظه *** وعدا لِمَنْ كانَ كُفِرَ

تسوقها الأرواح عن *** أمر مليك مقتدر

أنزلها الجود على *** الجودي فقالوا لا وزر

ناداهم الحق أخرجوا *** منها أنا عين الوزر

حطوا وقالوا ربنا *** لديك نعم المستقر

فيا سماء اقلعي *** من سح ماء منهمر

وأنت يا أرض ابلعي *** ماءك واخزن واحتكر

قد قضى الأمر فمن *** كان عدوا قد غبر

تركتها تذكرة *** لكم فَهَلْ من مُدَّكِرٍ

وكل ما كان وما *** يكون منكم مستطر

وإنما يفعله *** في الكون من خير وشر

مقدر مؤقت *** كذا أتانا في الزبر

الموت سم ناقع *** والحشر أَدْهى‏ وأَمَرُّ

سفينكم أجسامكم *** في بحر دنيا قد زخر

وأنتم ركابها *** وأنتم على خطر

وما لكم من ساحل *** غير القضاء والقدر

فابتهلوا واجتهدوا *** فما من الله مفر

هذا الذي أشهدته *** في ليلتي حتى السحر

فازدجروا واعتبروا *** واتعظوا بمن غبر

فالكل والله بلا *** شك على ظهر سفر

من قبل ذا أشهدني *** أمرا عجيبا فيه سر

فاستمعوا نطقي به *** واعتبروا لفظ السكر

فالحمد لله الذي *** بفضله أعطى البشر

ما عندكم منها خبر *** بل عندنا منها الخبر

قلت ترى أين مضت *** قال مضت تقضي الوطر

قلت تراها ترعوي *** قال نعم عند السحر

قلت وهل تعرفها *** قال نعم أخت القمر

قلت على من نزلت *** قال على أبي البشر

قلت وما ذا تبتغي *** قال ضرابا بالذكر

ما يعرف السر سوى *** والدتي أم البشر

تقول زدني يا فتى *** منه فنعم المختبر

قبلتها عانقتها *** حلت معاقد الأزر

طعنت في مستهدف *** أجرد ما فيه شعر

وعرفه كأنه *** ريح الخزامي والعطر

وجدته كمثل نار *** لمجوس تستعر

أردافها كأنها *** أعجاز نخل منقعر

يا نظرة قد أظهرت *** من الوجود ما ظهر

لو لا النتاج لم يكن *** للسر معنى في البشر

سر لنا وكن له *** وجود خلق مستمر

إذا التقى السر وكن *** بدت لعينيك العبر

وقائل ذا مثل *** قرره لمن نظر

على القنا إذا بدا *** لمن يشاء فاعتبر

قلت نعم وبعد ذا *** فهو لأشياء أخر

هنا وفي الأخرى وحيث *** ما نكون فادكر

قالوا وكيف الأمر قل *** فقلت سمعا ما ستر



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!