Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل جمع النساء والرجال فى بعض المواطن الإلهية وهو من الحضرة العاصمية

الذي لا يخطئ أبدا فإن فهمت قدر ما ذكرته لك ونبهتك عليه علمت عناية الله بهذه الأمة فيما أبقى عليها من النبوة وهو زبدة محضتها ويكفي هذا القدر من هذا المنزل ويتضمن هذا المنزل من العلوم علم التنزيه وعلم التوحيد الإلهي وعلم تنزيه العالم العلوي والسفلي وعلم المشيئة والكلام وعلم الأعمال وتفاصيلها وعلم المحبة الإلهية من وجه خاص لا من جميع الوجوه وأعني بالوجه الخاص حبه للتوابين وحبه للمتطهرين وحبه للمؤمنين فلا تتساوى وجوه المحبة لعدم تساوى هذه الطبقات وإن لم يكن كذلك فآية فائدة للتفصيل فيها وعلم السبل الإلهية وعلم مجاهدة النفوس ورياضاتها وعلم الثبات عند الواردات وعلم التأييد بالمناسب الجنسي وعلم العتاب وعلم الجزاء في الدنيا وعلم العناية وعلم الخذلان وعلم معرفة مراتب الخلق والعلم الحق من العلم الخيالي وعلم التمام وعلم الأنوار وما يذم من الشرك وما يحمد وعلم الايمان وعلم المغفرة وعلم المحبة المتعلقة بالأكوان وشرف المحمود منها وعلم البشائر وعلم الوصايا الإلهية وعلم تأييد أهل الله إذا صدقوا مع الله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ والْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعالَمِينَ‏

«الباب الرابع والعشرون وثلاثمائة في معرفة منزل جمع النساء الرجال في بعض المواطن الإلهية وهو من الحضرة العاصمية»

إن النساء شقائق الذكران *** في عالم الأرواح والأبدان‏

والحكم متحد الوجود عليهما *** وهو المعبر عنه بالإنسان‏

وتفرقا عنه بأمر عارض *** فصل الإناث به من الذكران‏

من رتبة الإجماع يحكم فيهما *** بحقيقة التوحيد في الأعيان‏

وإذا نظرت إلى السماء وأرضها *** فرقت بينهما بلا فرقان‏

انظر إلى الإحسان عينا واحدا *** وظهوره بالحكم عن إحسان‏

[أن الإنسانية جامعة للرجل والمرأة ولهذا لم يكن للرجال على النساء درجة من حيث الإنسانية]

اعلم أيدك الله أن الإنسانية لما كانت حقيقة جامعة للرجل والمرأة لم يكن للرجال على النساء درجة من حيث الإنسانية كما إن الإنسان مع العالم الكبير يشتركان في العالمية فليس للعالم على الإنسان درجة من هذه الجهة وقد ثبت أن للرجال على النساء درجة وقد ثبت أن خلق السَّماواتِ والْأَرْضِ أَكْبَرُ من خَلْقِ النَّاسِ وأن أكثر الناس لا يعلم ذلك مع الاشتراك في الدلالة والعلامة على وجود المرجح وقد قال أَ أَنْتُمْ أَشَدُّ خَلْقاً أَمِ السَّماءُ بَناها وذكر ما يختص بالسماء ثم ذكر الأرض ودحيها وما يختص بها كل ذلك في معرض التفضيل على الإنسان فوجدنا الدرجة التي فضل بها السماء والأرض على الإنسان هي بعينها التي فضل بها الرجل على المرأة وهو أن الإنسان منفعل عن السماء والأرض ومولد بينهما منهما والمنفعل لا يقوي قوة الفاعل لما هو منفعل عنه كذلك وجدنا حواء منفعلة عن آدم مستخرجة متكونة من الضلع القصير فقصرت بذلك أن تلحق بدرجة من انفعلت عنه فلا تعلم من مرتبة الرجل إلا حد ما خلقت منه وهو الضلع فقصر إدراكها عن حقيقة الرجل كذلك الإنسان لا يعلم من العالم إلا قدر ما أخذ في وجوده من العالم لا غير فلا يلحق الإنسان أبدا بدرجة العالم بجملته وإن كان مختصرا منه كذلك المرأة لا تلحق بدرجة الرجل أبدا مع كونها نقاوة من هذا المختصر وأشبهت المرأة الطبيعة من كونها محلا للانفعال فيها وليس الرجل كذلك فإن الرجل يلقي الماء في الحرم لا غير والرحم محل التكوين والخلق فيظهر أعيان ذلك النوع في الأنثى لقبولها التكوين والانتقالات في الأطوار الخلقية خلقا من بعد خلق إلى أن يخرج بشرا سويا فبهذا القدر يمتاز الرجال عن النساء ولهذا كانت النساء ناقصات العقل عن الرجال لأنهن ما يعقلن إلا قدر ما أخذت المرأة من خلق الرجل في أصل النشأة وأما نقصان الدين فيها فإن الجزاء على قدر العمل والعمل لا يكون إلا عن علم والعلم على قدر قبول العالم وقبول العالم على قدر استعداده في أصل نشأته واستعدادها ينقص عن استعداد الرجل لأنها جزء منه فلا بد أن تتصف المرأة بنقصان الدين عن الرجل وهذا الباب يطلب الصفة التي يجتمع فيها النساء والرجال وهي فيما ذكرناه كونهما في مقام الانفعال هذا من جهة الحقائق وأما من جهة ما يعرض لهما فمثل قوله إِنَّ الْمُسْلِمِينَ والْمُسْلِماتِ والْمُؤْمِنِينَ والْمُؤْمِناتِ إلى قوله والذَّاكِرِينَ الله كَثِيراً والذَّاكِراتِ‏

وقوله تعالى التَّائِبُونَ الْعابِدُونَ الْحامِدُونَ السَّائِحُونَ وقوله تائِباتٍ عابِداتٍ سائِحاتٍ وقال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم كمل من الرجال كثيرون ومن النساء مريم بنت عمران وآسية امرأة فرعون‏

فاجتمع الرجال والنساء في درجة الكمال وفضل الرجل بالأكملية لا بالكمالية فإن كملا بالنبوة فقد فضل الرجل بالرسالة والبعثة ولم يكن للمرأة درجة البعثة والرسالة مع أن المقام الواحد المشترك يقع التفاضل في أصحابه بينهم فيه كما قال تعالى تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ وقال ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى‏ بَعْضٍ وقد شرك الله بين الرجال والنساء في التكليف فكلف النساء كما كلف الرجال وإن اختصت المرأة بحكم لا يكون للرجل فقد يختص الرجل بحكم لا يكون للمرأة وإن كان النساء شقائق الرجال‏

[أن منزلة المرأة من الرجل في أصل الإيجاد منزلة الرحم من الرحمن‏]

ثم اعلم أن منزلة المرأة من الرجل في أصل الإيجاد منزلة الرحم من الرحمن فإنها شجنة منه فخرجت على صورته وقد ورد في بعض الروايات أن الله خلق آدم على صورة الرحمن‏

وثبت أن الرحم فينا شجنة من الرحمن فنزلنا من الرحمن منزلة حواء من آدم وهي محل التناسل وظهور أعيان الأبناء كذلك نحن محل ظهور الأفعال فالفعل وإن كان لله فما يظهر إلا على أيدينا ولا ينسب بالحس إلا إلينا ولو لم نكن شجنة من الرحمن لما صح النسب الإلهي وهو كوننا عبيدا له ومولى القوم منهم فافتقارنا إليه افتقار الجزء إلى الكل ولو لا هذا القدر من النسبة لما كان للعزة الإلهية والغني المطلق أن يعطف علينا ولا إن ينظر إلينا فبهذا النسب صرنا مجلاها فلا تشهد ذاتها إلا فينا لما خلقنا عليه من الصورة الإلهية فملكنا الأسماء الإلهية كلها فما من اسم إلهي إلا ولنا فيه نصيب ولا يقوم بنا أمر إلا ويسرى حكمه في الأصل قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في هذا الاسم في أعضاء الإنسان إنه إذا أحس عضو منه بألم تداعي له سائر الجسم بالحمى فأثر وجود ذلك الألم في العضو الخاص الحمى في سائر الأعضاء فيتألم كله لتالم جزء من جسمه فما ظنك بالنفس الناطقة التي هي سلطانة هذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ فإن حاملة الحمى النفس الحيوانية في هذا الموضع وهي للنفس الناطقة بمنزلة ملك اختل عليه بعض ملكه فهمه يكون أشد أ لا ترى الحق سبحانه قد وصف نفسه بالغضب وبالرحمة وبالقبول وبالإجابة وأمثال هذا وجعل ذلك كله مسببا عن أسباب تكون منا فإذا عصيناه مجاهرة أغضبناه وإذا قلنا قولا يرتضيه منا أرضيناه كما

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ولا نقول إلا ما يرضى ربنا

وإذا تبنا آثرنا القبول عنده ولو لا سيئاتنا ما عاقب ولا عفا وهذا كله مما يصحح النسب ويثبت النسب ويقوي آثار السبب فنحن أولاد علات أم واحدة وآباء مختلفون فهو السبب الأول بالدليل لا بالمشاهدة ولما تقرر ما ذكرناه أيد هذا النسب بقوله فمن وصلها وصله الله ومن قطعها قطعه الله فانظر ما أعجب هذا الحكم إن قطعها سبحانه من الرحمن وجعل السعادة لنا والوصلة به في وصل ما قطعه فالصورة صورة منازعة وفيها القرب الإلهي ليكون لنا حكم الوصل وهو رد الغريب إلى أهله وليس للحكمة الإلهية في هذا إلا نفي التشبيه فإنه قال لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ فإذا قطعناها أشبهناه في القطع فإنه جعلها شجنة من الرحمن فمن قطعها فقد تشبه به وهو لا يشبه شيئا ولا يشبهه شي‏ء بحكم الأصل فتوعد من قطعها بقطعه إياه من رحمته لا منه وأمرنا بأن نصلها وهو أن نردها إلى من قطعت منه فإنه قال وإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ فَاعْبُدْهُ وتَوَكَّلْ عَلَيْهِ وما رَبُّكَ بِغافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ فأضاف العمل لك وجعل نفسه رقيبا عليه وشهيدا لا يغفل ولا ينسى ذلك لتقتدي أنت به فيما كلفك من الأعمال فلا تغفل ولا تنسى لأنك أولى بهذه الصفة لافتقارك وغناه عنك ولما كانت حواء شجنة من آدم جعل بينهما مَوَدَّةً ورَحْمَةً ينبه أن بين الرحم والرحمن مودة ورحمة ولذلك أمرك أن تصلها بمن قطعت منه فيكون القطع له والوصل لك فيكون لك حظ في هذا الأمر تشرف به على سائر العالم فالمودة المجعولة بين الزوجين هو الثبات على النكاح الموجب للتوالد والرحمة المجعولة هو ما يجده كل واحد من الزوجين من الحنان إلى صاحبه فيحن إليه ويسكن فمن حيث المرأة حنين الجزء إلى كله والفرع إلى أصله والغريب إلى وطنه وحنين الرجل إلى زوجته حنين الكل إلى جزئه لأنه به يصح عليه اسم الكل وبزواله لا يثبت له هذا الاسم وحنين الأصل إلى الفرع لأنه يمده فلو لم يكن لم تظهر له ربانية الإمداد كما إن الكون لولاه لم يصح أن يكون ربا على نفسه وهورب فلا بد من العالم ولم يزل ربا فلم تزل الأعيان الثابتة تنظر إليه بالافتقار أزلا ليخلع عليها اسم الوجود ولم يزل ينظر إليها لاستدعائها بعين الرحمة فلم يزل ربا سبحانه وتعالى في حال عدمنا وفي حال وجودنا والإمكان لنا كالوجوب له قال‏

حقق يعقلك إن فكرت مصدرنا *** نفيا لنفي وإثباتا لإثبات‏

من أعجب الأمر إني لم أزل أزلا *** وإنني مع هذا محدث الذات‏

قد كان ربك موجودا وما معه *** شي‏ء سواه ولا ماض ولا آت‏

فبالمودة والرحمة طلب الكل جزأه والجزء كله فالتحما فظهر عن ذلك الالتحام أعيان الأبناء فصح لهم اسم الأبوة فأعطى وجود الأبناء حكما للآباء لم يكونوا عليه وهو الأبوة وليس الرب كذلك فإنه لم يزل ربا أزلا فإن الممكن في إمكانه لم يزل موصوفا بالإمكان سواء وجد الممكن أو اتصف بالعدم فإن النظر إليه لم يزل في حال عدمه وتقدم العدم للممكن على وجوده نعت أزلي فلم يزل مربوبا وإن لم يكن موجودا فهذا الفارق بين ما يجب لله وبين ما يجب للعبد من حيث الاسمية والمرتبة التي حدثت له بوجود الابن فالتحق النساء بالرجال في الأبوة ومن لحوق النساء بالرجال بل تقوم المرأة في بعض المواطن مقام رجلين إذ لا يقطع الحاكم بالحكم إلا بشهادة رجلين فقامت المرأة في بعض المواطن مقامهما وهو قبول الحاكم قولها في حيض العدة وقبول الزوج قولها في إن هذا ولده مع الاحتمال المتطرق إلى ذلك وقبول قولها إنها حائض فقد تنزلت هاهنا منزلة شاهدين عدلين كما تنزل الرجل في شهادة الدين منزلة امرأتين فتداخلا في الحكم‏

فناب الكثير مناب القليل *** وناب القليل مناب الكثير

فمن شاء ألحقه بالثرى *** ومن شاء ألحقه بالأثير

لو لا كمال الصورة ما صحت الخلافة فمن طلبها وكل إليها ومن جاءته من غير طلب أعين عليها فالطالب مدع في القيام بحقها ومن طلب بها مستقيل منها لأنها أمانة ثَقُلَتْ في السَّماواتِ والْأَرْضِ وكل مدع ممتحن كانت هذه الصفة فيمن كانت لا أحاشي أحدا وامتحانه على صورة ما يدعيه وسَلامٌ عَلَيْهِ يَوْمَ وُلِدَ ويَوْمَ يَمُوتُ ويَوْمَ يُبْعَثُ حَيًّا شهادة إلهية مقطوع بها فهذه منزلة من جاءته الخلافة من غير طلب والعناية من غير تعمل والسَّلامُ عَلَيَّ يَوْمَ وُلِدْتُ ويَوْمَ أَمُوتُ ويَوْمَ أُبْعَثُ حَيًّا دعوى موضع الامتحان لو لا ما شفع فيه حالة المهد لعدم استحكام العقل فكان حكمه حكم يحيى وهو الأولى هذا إن كان منطقا غير متعقل ما ينطق به وإن تعقله فاستحكم عقله وتقوت آلاؤه في نفس الأمر وفي مشهود العادة عند الحاضرين هو خرق عادة فإن كان مأمورا بما نطق به فهو مخبر بما آتاه الله وأمر أن يخبر به فليس بمدع ولا طالب فخرا كما

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم أنا سيد ولد آدم ولا فخر

بالراء وهو التبجح بالباطل فهذا معرف عن أمر إلهي فمثل هذا لا يمتحن ولا يختبر فإنه ليس بمدع وهذه كلها أحوال يشترك فيها النساء والرجال ويشتركان في جميع المراتب حتى في القطبية ولا يحجبك‏

قول الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لن يفلح قوم ولوا أمرهم امرأة

فنحن نتكلم في تولية الله لا في تولية الناس والحديث جاء فيمن ولاة الناس ولو لم يرد إلا

قول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في هذه المسألة إن النساء شقائق الرجال‏

لكان فيه غنية أي كل ما يصح أن يناله الرجل من المقامات والمراتب والصفات يمكن أن يكون لمن شاء الله من النساء كما كان لمن شاء الله من الرجال أ لا تنظر إلى حكمة الله تعالى فيما زاد للمرأة على الرجل في الاسم فقال في الرجل المرء وقال في الأنثى المرأة فزادها هاء في الوقف تاء في الوصل على اسم المرء للرجل فلها على الرجل درجة في هذا المقام ليس للمرء في مقابلة قوله ولِلرِّجالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ فسد تلك الثلمة بهذه الزيادة في المرأة وكذلك ألف حبلى وهمزة حمراء وإن ذكرت تعليل الحق في إقامة المرأتين في الشهادة مقام الرجل الواحد بالنسيان في قوله أَنْ تَضِلَّ إِحْداهُما فَتُذَكِّرَ إِحْداهُمَا الْأُخْرى‏ والتذكر لا يكون إلا عن نسيان فقد أخبر الله تعالى عن آدم أنه نسي وقال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فنسي آدم فنسيت ذريته‏

فنسيان بنى آدم ذرية عن نسيان آدم كما نحن ذريته وهو وصف إلهي منه صدر في العالم قال تعالى نَسُوا الله فَنَسِيَهُمْ على إن الحق ما وصف إحدى المرأتين إلا بالحيرة فيما شهدت فيه ما وصفها بالنسيان والحيرة نصف النسيان لا كله ونسب النسيان على الكمال للرجل فقال فَنَسِيَ ولَمْ نَجِدْ لَهُ عَزْماً فقد يمكن أن ينسى الرجل الشهادة رأسا ولا يتذكرها ولا يمكن أن تنسى إحدى المرأتين وهي المذكرة لا على التعيين فتذكر التي ضلت عما شهدت فيه فإن خبر الله صدق بلا شك وهو قد أخبر في هذه الآية أن إحداهما تذكر الأخرى فلا بد أن تكون‏

الواحدة لا تضل عن الشهادة ولا تنسى فقد اتصفت المرأة الواحدة في الشهادة بأخبار الحق عنها بصفة إلهية وهو قول موسى الذي حكي عنه في القرآن لا يَضِلُّ رَبِّي ولا يَنْسى‏ ولو لم يكن في شرف التأنيث إلا إطلاق الذات على الله وإطلاق الصفة وكلاهما لفظ التأنيث جبر القلب المرأة الذي يكسره من لا علم له من الرجال بالأمر وقد نهانا الشارع أن نتفكر في ذات الله وما منعنا من الكلام في توحيد الله بل أمر بذلك فقال فَاعْلَمْ أَنَّهُ لا إِلهَ إِلَّا الله واسْتَغْفِرْ لِذَنْبِكَ وهو هنا ما يخطر لمن نظر في توحيد الله من طلب ماهيته وحقيقته وهو معرفة ذاته التي ما تعرف وحجر التفكر فيها لعظيم قدرها وعدم المناسبة بينها وبين ما يتوهم أن يكون دليلا عليها فلا يتصورها وهم ولا يقيدها عقل بل لها الجلال والتعظيم بل لا يجوز أن تطلب بما كما طلب فرعون فأخطأ في السؤال ولهذا عدل موسى عليه السلام عن جواب سؤاله لأن السؤال إذا كان خطأ لا يلزم الجواب عنه وكان مجلس عامة فلذلك تكلم موسى بما تكلم به ورأى فرعون أنه ما أجابه على حد ما سأل لأنه تخيل أن سؤاله ذلك متوجه وما علم إن ذات الحق تعالى لا تدخل تحت مطلب ما وإنما تدخل تحت مطلب هل وهل سؤال عن وجود المسئول عنه هل هو متحقق أم لا فقال فرعون وقد علم ما وقع فيه من الجهل إشغالا للحاضرين لئلا يتفطنوا لذلك إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ ولو لا ما علم الحق فرعون ما أثبت في هذا الكلام أنه أرسله مرسل وأنه ما جاء من نفسه لأنه دعا إلى غيره وكذا نسبه فرعون إلى ما كان عليه موسى فوصفه بأنه مجنون أي مستور عنكم فلا تعرفونه فعرفه موسى بجوابه إياه وما عرفه الحاضرون كما عرفه علماء السحرة وما عرفه الجاهلون بالسحر وبقيت تلك الخميرة عند فرعون يختمر بها عجين طينته وما ظهر حكمها ولا اختمر عجينه إلا في الوقت الذي قال فيه آمنت بالذي آمَنَتْ به بَنُوا إِسْرائِيلَ وما سمى الله ليرفع اللبس والشك إذ قدم علم الحاضرون أن بنى إسرائيل ما آمنت إلا بالإله الذي جاء موسى وهارون من عنده إليهم فلو قال آمنت بالله وهو قد قرر إنه ما علم لقومه من إله غيره لقالوا لنفسه شهد لا للذي أرسل موسى إلينا كما شهد الله لنفسه فرفع هذا اللبس بما قاله وأما تحقيق هذه المسألة فما يعرف ذلك إلا من يعرف مرتبة الطبيعة من الأمر الإلهي فإن المرأة من الرجل بمنزلة الطبيعة من الأمر الإلهي لأن المرأة محل وجود أعيان الأبناء كما إن الطبيعة للأمر الإلهي محل ظهور أعيان الأجسام فيها تكونت وعنها ظهرت فأمر بلا طبيعة لا يكون وطبيعة بلا أمر لا تكون فالكون متوقف على الأمرين ولا تقل إن الله قادر على إيجاد شي‏ء من غير إن ينفعل أمر آخر فإن الله يرد عليك في ذلك بقوله إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ فتلك الشيئية العامة لكل شي‏ء خاص وهو الذي وقع فيها الاشتراك هي التي أثبتناها وإن الأمر الإلهي عليها يتوجه لظهور شي‏ء خاص في تلك الشيئية المطلقة فإذا ظهرت الأجسام أو الأجساد ظهرت الصور والأشكال والأعراض وجميع القوي الروحانية والحسية وربما قيل هو المعبر عنه بلسان الشرع العلماء الذي هو للحق قبل خلق الخلق ما تحته هواء وما فوقه هواء فذكره وسماه باسم موجود يقبل الصور والأشكال وقد ذكرنا مرتبة الطبيعة وهي هذه الشيئية المطلقة في كتاب النكاح الأول الذي ظهر عنه العالم أسفله وأعلاه وكل ما سوى الله من كثيف ولطيف ومعقول ومحسوس متصف بالوجود فلا نعرف منها إلا قدر ما يظهر لنا كما لا نعرف من الأسماء الإلهية إلا قدر ما وصل إلينا فمن عرف مرتبة الطبيعة عرف مرتبة المرأة ومن عرف الأمر الإلهي فقد عرف مرتبة الرجل وأن الموجودات مما سوى الله متوقف وجودها على هاتين الحقيقتين غير إن هذه الحقيقة تخفى وتدق بحيث يجهلها أبناؤها من العقول فلا تثبتها في العالم البسيط وتثبتها في العالم المركب وذلك لجهلها بمرتبتها كما جهلت هنا مرتبة المرأة مع تنبيه الشارع على منزلتها

بقوله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم إن النساء شقائق الرجال‏

فالأمر بينهما يكون علوا وسفلا أ لا ترى التجليات والروحانيات المتجسدة هل تظهر في غير صور طبيعية وإن كانت تلك الأجساد سريعة الاستحالة فلم تخرج عنها وهذا منزل واسع يتسع المجال فيه فلنذكر أمهات ما يتضمنه من المسائل دون التفريع فمنها من أي‏

مقام ينادي المؤمن وهل يختلف النداء باختلاف المنادي أم لا وفي هذا المنزل أيضا علم سبب العداوة بين الله وبين خلقه وهل من شرط العداوة أن توجد من الطرفين أو من الطرف الواحد وهل يعادي أحد من أجل أحد أو لا تكون العداوة إلا من أجل نفسه‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!