Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل تقرير النعم من الحضرة الموسوية

في بطن الأرض لا حياة لهم إلا فيها كالخلد فإذا حصل على ظهر الأرض مات فالغم الذي لنا في ذلك الغم حياتهم فالسمك إذا خرج إلى الهواء مات وكان في الهواء غمه فينطفي فيه نور حياته والإنسان والحيوان البري إذا غرق في الماء هلك وكان في الماء غمه ينطفي به نور حياته وثم حيوان يرى بحري يعيش هنا ويعيش هنا كالتماسح وإنسان الماء وكلبه وبعض الطيور وهذا كله بالطبع والمزاج الذي ركبه الله عليه وقد ذكرنا في هذا المنزل ما فيه كفاية واستوفينا أصوله بعون الله والهامة والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب التسعون ومائتان في معرفة منزل تقرير النعم من الحضرة الموسوية»

بالقول نشرح ذات القول فاعتبروا *** في شرح ما هو في التحقيق مشروح‏

أن الأسامي للمعنى مفاتيح *** وفي العبارات تعديل وتجريح‏

لا يحصل الشوق للملقى إليه إذا *** ما لم يكن منك للإلقاء تلويح‏

فاكشف معارف أهل الله في حجب *** لا يحكمنك تبيين وتصريح‏

وأنطق بما تغتذي به النفوس ولا *** تنطق بما يغتذي بعلمه الروح‏

فالروح يكتم ما يلقى إليه كما *** تبدي النفوس الذي تجري به الريح‏

إن النفوس بما تهواه ناطقة *** والروح إن زل بالتصريح مجروح‏

[إبطال النعمة بالمن والأذى‏]

اعلم أيدك الله وإيانا أن المنعم إذا أبطل نعمته بالمن والأذى لا يكون مشكورا عند الله على ذلك وإن شكره المنعم عليه لمعرفته بذله وفقره إليه فمن مكارم الأخلاق أن لا يمن المنعم بما أنعم به على المنعم عليه ولا سيما مع شكره على ذلك فإذا احتاج المنعم عليه لأمر وأظهر الذلة والافتقار إلى المنعم في طلب ذلك الأمر الذي مست الحاجة فيه إليه وذلك الأمر عند المنعم عليه في النعمة التي أنعم بها المنعم عليه فللمنعم عند ذلك أن يعرفه بما أنعم به عليه ويقرره على ذلك وأن الذي طلب منه موجود في نفس نعمته فلما ذا يفتقر في غيره موضع الافتقار حينئذ يجوز للمنعم أن يذكر للمنعم عليه نعمته عليه كرجل وهب رجلا ألف دينار إنعاما عليه ثم رآه يفتقر إلى ثوب يلبسه ومركب يركبه وأهل يأنس إليه وقد نسي أو جهل إن إرادة المنعم فيما أنعم به عليه إن ينال جميع ما سأله من تلك النعمة فللمنعم عند ذلك أن يعرفه بأن جميع ما تسألني فيه تصل إليه بما وهبتك إياه من المال فلما ذا تستعجل الذلة ففي مثل هذا الموطن يجب التقرير بالنعم على وجه التعليم والتنبيه لا على المن والأذى إلا إن من مكارم الأخلاق إذا قرره على ما أنعم به عليه إن لا يخيب سؤاله إما بعطاء في الوقت وإما بوعد فيبسطه بعد انقباضه لما حصل عنده من الخجل تخلقا إلهيا

[تقرير النعم‏]

فاعلم إن هذا المنزل يتضمن تقرير النعم على ما ذكرت لك ويتضمن علم التشريح الذي تعرفه الأطباء من أهل الحكمة والتشريح الإلهي التي تتضمنه الصورة التي اختص بها هذا الشخص الإنساني من كونه مخلوقا على صورة العالم وعلى صورة الحق فعلم تشريحه من جانب العالم علمك بما فيه من حقائق الأكوان كلها علوها وسفلها طيبها وخبيثها نورها وظلمتها على التفصيل وقد تكلم في هذا العلم أبو حامد وغيره وبينه فهذا هو علم التشريح في طريقنا وأما علم التشريح الثاني فهو إن تعلم ما في هذه الصورة الإنسانية من الأسماء الإلهية والنسب الربانية ويعلم هذا من يعرف التخلق بالأسماء وما ينتجه التخلق بها من المعارف الإلهية وهذا أيضا قد تكلم فيه رجال الله في شرح أسماء الله كأبي حامد الغزالي وأبي الحكم عبد السلام بن برجان الإشبيلي وأبي بكر بن عبد الله المغافري وأبي القاسم القشيري ويتضمن هذا المنزل التكليف ورفعه من حيث ما فيه من المشقة لا من حيث ترك العمل‏

[إن الله أمرنا بالإيمان به وبرسله‏]

فاعلم إن الله تعالى أمر عباده بالإيمان به وبما أنزل عليهم على أيدي رسله وجعل مع الايمان إلزاما من المعاني أمرهم الله تعالى أن يحملوها كلها في بواطنهم حملا معنويا وجعل محلها القلوب وعين أمورا عملية أنزلها على ظواهرهم وحملها جوارحهم مما فيه كلفة حسية من عمل الأيدي والأرجل ومما لا يعمل إلا بالأبدان كالصلاة والجهاد ومما لا كلفة فيه حسية كغض البصر عن المحرمات والنظر في الآيات ليؤدي ذلك النظر إلى الاعتبار وتنزيه السمع عن سماع الغيبة والإصغاء إلى الحديث الحسن فمثل هذا لا كلفة فيه حسية وإنما كلفته نفسية فإن فيها ترك الغرض‏

وهو مما يشق على النفس وإذا أقيمت هذه الحضرة التي في هذا المنزل ممثلة في صور حسية يقام له توابيت على يمينه وتوابيت على يساره فالتوابيت التي على يمينه مملوءة درا وياقوتا وأحجارا نفيسة وحللا ومسكا وطيبا ومنها توابيت كبار وصغار وقيل له لا بد لك من حمل هذا إلى موضع معين إلى دار حسنة وروضة مورقة وقيل له إذا أوصلت هذه الأحمال إلى هذه الروضة كان أجرك عليها وعلى ما آلمك من ثقلها ما تحوي عليه هذه التوابيت كلها ولك هذه الدار التي وصلتها بجميع ما تحوي عليه من الملك وهي خمسة أنواع من التوابيت منها توابيت الأمر الواجب وتوابيت الأمر المندوب وتوابيت الأمر المبيح من حيث الايمان به وتوابيت النهي الواجب وتوابيت النهي المكروه ومن هذه التوابيت ما يختص بك ومنها توابيت تتعلق بغيرك وكلفت أنت حملها فكل خطاب شرعي يختص بذاتك لا تتعدى بالعمل فيه إلى غيرك فهو المختص بك وكل خطاب شرعي يختص بذاتك وتتعدى في العمل به إلى غيرك فذلك الذي يتعلق بغيرك وكلفت أنت حمله كالسعي على العيال وتعليم الجاهل وإرشاد الضال والنصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم فهذه توابيت أصحاب اليمين فكما حملت ما هو لك ولغيرك في الدنيا كان لك أجرك وأجر غيرك في الآخرة ولا ينقص الغير من أجره شيئا إن كان مؤمنا وإن لم يكن مؤمنا مثل التكليف الذي يتعلق بك في معاملة أهل الذمة فلك أجرهم لو كانوا مؤمنين ولا أجر لهم ولهذا قيد النبي صلى الله عليه وسلم هذا الأمر بالعمل‏

فقال من سن سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلى يوم القيامة

فالمؤمن لا ينقصه من أجره الأخروي شي‏ء والذمي يعطى أجره في الدنيا إما بمنفعة معجلة أو دفع مضرة معجلة يكون ذلك لهذا العامل في الآخرة محققا وقد يجمع له بين الدنيا والآخرة فيرى العامل ما تحمل تلك التوابيت من الأشياء النفيسة ومالها وقد حصل له البشرى بأنها له ملك إذا حملها بحيث يفنى في حبها والتعشق بها فيهون عليه حملها ويخف لحمل الهمة إياها فلا يجد فيها مشقة وهو حال تلذذه بالأذى وبما يحسن لأهل الذمة وآخر ينظر إلى ثقلها وهو المؤمن الذي لا كشف عنده إلا مجرد تصديق الخبر فيجدها ثقيلة المحمل فمنهم من يحملها بمشقة وكلفة لغلبة التصديق بما فيها وللحرص الشديد والطمع في أخذها وملكها لكون الآمر يحملها قال له هي لك في أجر حملك ومنهم من ثقلت عليه فأخرج منها جملة طرحها في الأرض ليخف عنه الثقل الذي يجده فلما خف حمله ببعض ما طرح منها حمل ما بقي وكلما طرحه من ذلك عاد ذلك المطروح حديدا ورصاصا ونحاسا وزيد في التوابيت التي على شماله والتوابيت التي أقيمت له على شماله كلها مملوءة حديدا ونحاسا وقطرانا وآنكا وشبه ذلك مما يثقل وتكره رائحته وقيل له هذه التوابيت يحملها على ظهرك على ترتيب ما قررناه في توابيت اليمين وتوصلها إلى دار ذات لهب وزمهرير وما تحوي عليه هذه التوابيت ملكك وهذا قوله تعالى ولَيَحْمِلُنَّ أَثْقالَهُمْ وأَثْقالًا مَعَ أَثْقالِهِمْ وقوله صلى الله عليه وسلم من سن سنة سيئة فله وزرها ووزر من عمل بها إلى يوم القيامة

وإن لم يحضر للمكاشف في هذا المنزل صورا نزلت على قلبه معاني مجردة عن المواد وعرف تفاصيلها والحق كل شي‏ء منها بمقامه ومحله ولم يجد لذلك كلفة ولا مشقة لأنه لا غرض له مع إرادة سيده منه فهو في عالم الانفساح والانشراح وإن ضعفت أجسامهم عن حمل بعض ما كلفوه فقد أمر أن لا يحمل إلا وسع نفسه النفس هنا عبارة عن إكمال الحس لأن النفس المعنوية لا كلفة عليها إلا إذا كانت صاحبة غرض فكلفت بما لا غرض لها فيه فلهذا لم يعذر الإنسان من حيث نفسه ويعذر من حيث حسه لخروج ذلك عن طاقته في المعهود ويتعلق بهذا المنزل طرف من العلم بنش‏ء الملائكة وإنهم من عالم الطبيعة مخلوقون مثل الأناسي غير إنهم ألطف كما إن الجن ألطف من الإنسان مع كونهم من نار من مارجها والنار من عالم الطبيعة ومع هذا فهم روحانيون يتشكلون ويتمثلون فلو كانت الطبيعة لا تقبل ذلك لما قبله عالم الجن وكيف ينكر ذلك ومعلوم قطعا إن الإنسان من عالم الطبيعة الكثيفة وفيه منها خزانة الخيال في مقدم دماغه يتخيل بها ما شاء من المحالات فكيف من الممكنات فكذلك الملائكة عليهم السلام من عالم الطبيعة وهم عمار الأفلاك والسموات وقد عرفك الله أنه اسْتَوى‏ إِلَى السَّماءِ وهِيَ دُخانٌ فَسَوَّاهُنَّ سَبْعَ سَماواتٍ وجعل أهلها منها وهو قوله وأَوْحى‏ في كُلِّ سَماءٍ أَمْرَها ولا خلاف إن الدخان من الطبيعة وإن كانت الملائكة أجساما نورية كما إن الجن أجسام نارية ولو لم يكن النور طبيعيا لما وصف بالإحراق كما توصف النار بالتجفيف والذهاب بالرطوبات وهذا كله‏

من صفات الطبيعة ثم إن الله قد أخبر عن الملإ الأعلى أنهم يختصمون والخصام من الطبيعة لأنها مجموع أضداد والمنازعة والمخالفة هي عين الخصام ولا يكون إلا بين الضدين ومن هذا الباب قولهم أَ تَجْعَلُ فِيها من يُفْسِدُ فِيها ويَسْفِكُ الدِّماءَ هذا من طبيعتهم وغيرتهم على الجناب الإلهي فلو وقفوا مع روحانيتهم لم يقولوا مثل هذا حين قال لهم الله إِنِّي جاعِلٌ في الْأَرْضِ خَلِيفَةً بل كان جوابهم من حيث ما فيهم من السر الإلهي أن يقولوا ذلك إليك سبحانك تفعل ما تريد ونحن العبيد تحت أمرك بالطاعة لمن أمرتنا بطاعته فبالذي وقع من الإنسان من الفساد وغيره مما يقتضيه عالم الطبع به بعينه وقع الاعتراض من الملائكة فرأوه في غيرهم ولم يروه في نفوسهم وذلك لما قررناه من أن التعشق بالغرض يحول بين صاحبه وبين فعل ما ينبغي له أن يفعله ولهذا قال لهم الله تعالى إِنِّي أَعْلَمُ ما لا تَعْلَمُونَ ثم أراهم الله شرفه عليهم بما خصه به من علم الأسماء الإلهية التي خلق المشار إليهم بها وجهلتها الملائكة فكأنه يقول سبحانه أجعل علمي حيث شئت من خلقي أكرمه بذلك فمن هنا تعلم ما ذكرناه وسيأتي العلم بهذا الأمر محققا مستوفى في منزله الخاص به فإن علوم هذه المنازل على قسمين منها علوم مختصة بالمنزل لا توجد في غيره ومنها علوم يكون منها في كل منزل طرف‏

[القلب محل السعة الإلهية]

واعلم أن القلب وإن كان محل السعة الإلهية فإن الصدر محل السعة القلبية إذ كان إنما سمي صدرا لصدوره ولهذا قال ولكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي في الصُّدُورِ فإن القلب في حال الورود يضيق لما يقتضيه من الجلال والهيبة وما يعطيه القرب الإلهي والتجلي وإذا صدر اتسع وانفسح لأنه كون وهو صادر إلى الكون فينفسح للمناسبة وتتسع أشعة نوره بانبساطها على الأكوان ويبتهج بكونه خص بهذا التعريف الإلهي على أبناء جنسه ولهذا إذا عرض له عارض يقبضه في غير محل القبض ينبهه الحق يذكره ما أنعم الله به عليه ليتذكر النعمة الإلهية عليه فيحول بينه وبين ما كان عليه من الضيق فهو في الظاهر من إلهي وفي المعنى رحمة بهذا القلب فمن هنا يقرر الحق عبده على ما متن به عليه فإن قلت فإن الله قد ذكر أنه يمن على عباده قلنا إنما جاء هذا لما امتنوا على رسول الله صلى الله عليه وسلم بإسلامهم فقال الله له قل لهم يا محمد بَلِ الله يَمُنُّ عَلَيْكُمْ أَنْ هَداكُمْ لِلْإِيمانِ أي إذا دخلتم في حضرة المن فالمن لله لا لكم فهو من علم التطابق لم يقصد به المن فما كان الله ليقول في المن ما قال ويكون منه كما

قال صلى الله عليه وسلم ما كان الله لينهاكم عن الربا ويأخذه منكم‏

وما كان الله ليدلكم على مكارم الأخلاق من العفو والصفح ويفعل معكم خلافه فإذا وقع منكم من سفساف الأخلاق ما وقع رد الحق سبحانه أعمالكم عليكم لا أنه عاملكم بها من نفسه وإنما أعمالكم لم تتعداكم فلله المنة التي هي النعمة والامتنان الذي هو إعطاء المنة لا المن سبحانه وتعالى وإذا أراد الله تعالى رفعة عبده عند خلقه ذكر لعباده منزلته عنده إما بالتعريف وإما بأن يظهر على يده وفي حاله ما لا يمكن أن يكون إلا للمقرب من عباده فتنطلق له الألسنة وتنطق بعلو مرتبته عند سيده مثل فتحه صلى الله عليه وسلم باب الشفاعة يوم القيامة الذي اختص به على سائر الرسل والأنبياء فيعلو مناره في ذلك الموطن على كل أحد وهنالك تطلب الرئاسة والعلو وأما في الدنيا فلا يبالي العارف كيف أصبح ولا أمسى عند الناس لأنهم في محل الحجاب وهو في موطن التكليف فكل إنسان مشغول بنفسه مطلوب بأداء ما كلف به من العمل ومما يتضمن هذا المنزل علم التنكير وهو التجلي العام وعلم التعريف وهو التجلي الخاص وهو مندرج في العام كالاسم الرب إذا تجلى فيه الحق لعباده فإنه تجل عام وإذا تجلى في مثل قوله فَوَ رَبِّكَ فهو تجل خاص وإن كانت التجليات من الربوبية ولكن بينهما تباين فإن الحال التي لك مع الملك في مجلس العامة ليس هو الحال التي لك معه إذا انفردت به فلهذا مقام وعلم خاص ولهذا مقام وعلم خاص والتجلي العام أكثر علما وأنفع والتجلي الخاص أعظم قربة

[المعرفة أصل الأمور كلها]

واعلم أن أصل الأمور كلها المعرفة عندنا والنكرة عرض طارئ فإذا عرض وقع الإبهام والإشكال فالعارف من عرفه في حال التنكير فهو نكرة في العموم وعند هذا هو معرفة في النكرة إذا قال القائل كلمت اليوم رجلا فرجل هنا نكرة وهو عند من كلمه معرفة بالتعيين في حال الحكم عليه بالنكرة فالذي يشاهد العارف من الحق في حال النكرة والإنكار من العالم هو عين المعرفة عنده لكونه أبقاه على الإطلاق الذي يستحقه في حال تقيده به العقائد فيجهله العامة في التنكير وهو مقام‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!