Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة أقطاب الرموز وتلويحات من أسرارهم وعلومهم فى الطريق

والجبروت فإنه تحت الجبر أ لا تراه مقهورا تحت سلطان ذوات الأذناب وهم طائفة منهم من الشهب الثواقب فما قهرهم إلا بجنسهم فعند هؤلاء الرجال استنزال أرواحها وإحضارها وهم رجال الأعراف والأعراف سور حاجز بين الجنة والنار برزخ باطنه فيه الرحمة وظاهره من قبله العذاب فهو حد بين دار السعداء ودار الأشقياء دار أهل الرؤية ودار الحجاب وهؤلاء الرجال أسعد الناس بمعرفة هذا السور ولهم شهود الخطوط المتوهمة بين كل نقيضين مثل قوله بَيْنَهُما بَرْزَخٌ لا يَبْغِيانِ فلا يتعدون الحدود وهم رجال الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ فلهم في كل حضرة دخول واستشراف وهم العارفون بالصفات التي يقع بها الامتياز لكل موجود عن غيره من الموجودات العقلية والحسية وأما رجال المطلع فهم الذين لهم التصرف في الأسماء الإلهية فيستنزلون بها منها ما شاء الله وهذا ليس لغيرهم ويستنزلون بها كل ما هو تحت تصريف الرجال الثلاثة رجال الحد والباطن والظاهر وهم أعظم الرجال وهم الملامية هذا في قوتهم وما يظهر عليهم من ذلك شي‏ء منهم أبو السعود وغيره فهم والعامة في ظهور العجز وظاهر العوائد سواء وكان لأبي السعود في هؤلاء الرجال تميز بل كان من أكبرهم وسمعه أبو البدر على ما حدثنا مشافهة يقول إن من رجال الله من يتكلم على الخاطر وما هو مع الخاطر أي لا علم له بصاحبه ولا يقصد التعريف به ولما وصف لنا عمر البزاز وأبو البدر وغيرهما حال هذا الشيخ رأيناه يجري مع أحوال هذا الصنف العالي من رجال الله قال لي أبو البدر كان كثيرا ما ينشد بيتا لم نسمع منه غيره وهو

وأثبت في مستنقع الموت رجله *** وقال لها من دون أخمصك الحشر

وكان يقول ما هو إلا الصلوات الخمس وانتظار الموت وتحت هذا الكلام علم كبير وكان يقول الرجل مع الله تعالى كساعي الطير فم مشغول وقدم تسعى وهذا كله أكبر حالات الرجال مع الله إذ الكبير من الرجال من يعامل كل موطن بما يستحقه وموطن هذه الدنيا لا يمكن أن يعامله المحقق إلا بما ذكره هذا الشيخ فإذا ظهر في هذه الدار من رجل خلاف هذه المعاملة علم إن ثم نفسا ولا بد إلا أن يكون مأمورا بما ظهر منه وهم الرسل والأنبياء عليهم السلام وقد يكون بعض الورثة لهم أمر في وقت بذلك وهو مكر خفي فإنه انفصال عن مقام العبودية التي خلق الإنسان لها

[سر المنازل أو تجليات الحق في الصور]

وأما سر المنزل والمنازل فهو ظهور الحق بالتجلي في صور كل ما سواه فلو لا تجليه لكل شي‏ء ما ظهرت شيئية ذلك الشي‏ء قال تعالى إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فقوله إِذا أَرَدْناهُ هو التوجه الإلهي لإيجاد ذلك الشي‏ء ثم قال أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فنفس سماع ذلك الشي‏ء خطاب الحق تكون ذلك الشي‏ء فهو بمنزلة سريان الواحد في منازل العدد فتظهر الأعداد إلى ما لا يتناهى بوجود الواحد في هذه المنازل ولو لا وجود عينه فيها ما ظهرت أعيان الأعداد ولا كان لها اسم ولو ظهر الواحد باسمه في هذه المنزلة ما ظهر لذلك العدد عين فلا تجتمع عينه واسمه معا أبدا فيقال اثنان ثلاثة أربعة خمسة إلى ما لا يتناهى وكل ما أسقطت واحدا من عدد معين زال اسم ذلك العدد وزالت حقيقته فالواحد بذاته يحفظ وجود أعيان الأعداد وباسمه يعدمها كذلك إذا قلت القديم فنى المحدث وإذا قلت الله فنى العالم وإذا أخليت العالم من حفظ الله لم يكن للعالم وجود وفنى وإذا سرى حفظ الله في العالم بقي العالم موجودا فبظهوره وتجليه يكون العالم باقيا وعلى هذه الطريقة أصحابنا وهي طريقة النبوة والمتكلمون من الأشاعرة أيضا عليها وهم القائلون بانعدام الأعراض لأنفسها وبهذا يصح افتقار العالم إلى الله في بقائه في كل نفس ولا يزال الله خلاقا على الدوام وغيرهم من أهل النظر لا يصح لهم هذا المقام وأخبرني جماعة من أهل النظر من علماء الرسوم أن طائفة من الحكماء عثروا على هذا ورأيته مذهبا لابن السيد البطليوسي في كتاب ألفه في هذا الفن والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب السادس والعشرون في معرفة أقطاب الرموز وتلويحات من أسرارهم وعلومهم في الطريق»

ألا إن الرموز دليل صدق *** على المعنى المغيب في الفؤاد

وإن العالمين له رموز *** والغاز ليدعى بالعباد

ولو لا اللغز كان القول كفرا *** وأدى العالمين إلى العناد

فهم بالرمز قد حسبوا فقالوا *** بإهراق الدماء وبالفساد

فكيف بنا لو أن الأمر يبدو *** بلا ستر يكون له استنادي‏

لقام بنا الشقاء هنا يقينا *** وعند البعث في يوم التنادي‏

ولكن الغفور أقام سترا *** ليسعدنا على رغم الأعادي‏

[الرمز والألغاز]

اعلم أيها الولي الحميم أيدك الله بروح القدس وفهمك إن الرموز والألغاز ليست مرادة لأنفسها وإنما هي مرادة لما رمزت له ولما ألغز فيها ومواضعها من القرآن آيات الاعتبار كلها والتنبيه على ذلك قوله تعالى وتِلْكَ الْأَمْثالُ نَضْرِبُها لِلنَّاسِ فالأمثال ما جاءت مطلوبة لأنفسها وإنما جاءت ليعلم منها ما ضربت له وما نصبت من أجله مثلا مثل قوله تعالى أَنْزَلَ من السَّماءِ ماءً فَسالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِها فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رابِياً ومِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ في النَّارِ ابْتِغاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذلِكَ يَضْرِبُ الله الْحَقَّ والْباطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفاءً فجعله كالباطل كما قال وزَهَقَ الْباطِلُ ثم قال وأَمَّا ما يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ في الْأَرْضِ ضربه مثلا للحق كَذلِكَ يَضْرِبُ الله الْأَمْثالَ وقال فَاعْتَبِرُوا يا أُولِي الْأَبْصارِ أي تعجبوا وجوزوا واعبروا إلى ما أردته بهذا التعريف وإِنَّ في ذلِكَ لَعِبْرَةً لِأُولِي الْأَبْصارِ من عبرت الوادي إذا جزته وكذلك الإشارة والإيماء قال تعالى لنبيه زكريا أَلَّا تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاثَةَ أَيَّامٍ إِلَّا رَمْزاً أي بالإشارة وكذلك فَأَشارَتْ إِلَيْهِ في قصة مريم لما نذرت للرحمن أن تمسك عن الكلام ولهذا العلم رجال كبير قدرهم من أسرارهم سر الأزل والأبد والحال والخيال والرؤيا والبرازخ وأمثال هذه من النسب الإلهية ومن علومهم خواص العلم بالحروف والأسماء والخواص المركبة والمفردة من كل شي‏ء من العالم الطبيعي وهي الطبيعة المجهولة

[الأزل، أو أولية الحق وأولية العالم‏]

فأما علم سر الأزل فاعلم إن الأزل عبارة عن نفي الأولية لمن يوصف به وهو وصف لله تعالى من كونه إلها وإذا انتفت الأولية عنه تعالى من كونه إلها فهو المسمى بكل اسم سمي به نفسه أزلا من كونه متكلما فهو العالم الحي المريد القادر السميع البصير المتكلم الخالق البارئ المصور الملك لم يزل مسمى بهذه الأسماء وانتفت عنه أولية التقييد فسمع المسموع وأبصر المبصر إلى غير ذلك وأعيان المسموعات منا والمبصرات معدومة غير موجودة وهو يراها أزلا كما يعلمها أزلا ويميزها ويفصلها أزلا ولا عين لها في الوجود النفسي العيني بل هي أعيان ثابتة في رتبة الإمكان فالإمكانية لها أزلا كما هي لها حالا وأبدا لم تكن قط واجبة لنفسها ثم عادت ممكنة ولا محالا ثم عادت ممكنة بل كان الوجوب الوجودي الذاتي لله تعالى أزلا كذلك وجوب الإمكان للعالم أزلا فالله في مرتبته بأسمائه الحسنى يسمى منعوتا موصوفاتها فعين نسبة الأول له نسبة الآخر والظاهر والباطن لا يقال هو أول بنسبة كذا ولا آخر بنسبة كذا فإن الممكن مرتبط بواجب الوجود في وجوده وعدمه ارتباط افتقار إليه في وجوده فإن أوجده لم يزل في إمكانه وإن عدم لم يزل عن إمكانه فكما لم يدخل على الممكن في وجود عينه بعد أن كان معدوما صفة تزيله عن إمكانه كذلك لم يدخل على الخالق الواجب الوجود في إيجاده العالم وصف يزيله عن وجوب وجوده لنفسه فلا يعقل الحق إلا هكذا ولا يعقل الممكن لا هكذا فإن فهمت علمت معنى الحدوث ومعنى القدم فقل بعد ذلك ما شئت فأولية العالم وآخريته أمر إضافي إن كان له آخر أما في الوجود فله آخر في كل زمان فرد وانتهاء عند أرباب الكشف ووافقتهم الحسبانية على ذلك كما وافقتهم الأشاعرة على إن العرض لا يبقى زمانين فالأول من العالم بالنسبة إلى ما يخلق بعده والآخر من العالم بالنسبة إلى ما خلق قبلة وليس كذلك معقولية الاسم الله بالأول والآخر والظاهر والباطن فإن العالم يتعدد والحق واحد لا يتعدد ولا يصح أن يكون أولا لنا فإن رتبته لا تناسب رتبتنا ولا تقبل رتبتنا أوليته ولو قبلت رتبتنا أوليته لاستحال علينا اسم الأولية بل كان ينطلق علينا اسم الثاني لأوليته ولسنا بثان له تعالى عن ذلك فليس هو بأول لنا فلهذا كان عين أوليته عين آخريته وهذا المدرك عزيز المنال يتعذر تصوره على من لا أنسة له بالعلوم الإلهية التي يعطيها التجلي والنظر الصحيح وإليه كان يشير أبو سعيد الخراز بقوله عرفت الله بجمعه بين الضدين ثم يتلو هُوَ الْأَوَّلُ والْآخِرُ والظَّاهِرُ والْباطِنُ فقد أبنت لك عن سر الأزل وإنه نعت سلبي‏

[الأبد]

وأما سر الأبد فهو نفي الآخرية فكما إن الممكن انتفت عنه الآخرية شرعا من حيث الجملة إذ الجنة والإقامة فيها إلى غير نهاية كذلك الأولية بالنسبة إلى ترتيب الموجودات الزمانية معقولة موجودة فالعالم بذلك الاعتبار الإلهي لا يقال فيه أول ولا آخر وبالاعتبار الثاني هو

أول وآخر بنسبتين مختلفتين بخلاف ذلك في إطلاقها على الحق عند العلماء بالله‏

[الحال‏]

وأما سر الحال فهو الديمومة وما لها أول ولا آخر وهو عين وجود كل موجود فقد عرفتك ببعض ما يعلمه رجال الرموز من الأسرار وسكت عن كثير فإن بابه واسع وعلم الرؤيا والبرزخ والنسب الإلهية من هذا القبيل والكلام فيها يطول‏

[في علم الحروف: خواصها]

وأما علومهم في الحروف والأسماء فاعلم إن الحروف لها خواص وهي على ثلاثة أضرب منها حروف رقمية ولفظية ومستحضرة وأعني بالمستحضرة الحروف التي يستحضرها الإنسان في وهمه وخياله ويصورها فأما إن يستحضر الحروف الرقمية أو الحروف اللفظية وما ثم للحروف رتبة أخرى فيفعل بالاستحضار كما يفعل بالكتاب أو التلفظ فأما حروف التلفظ فلا تكون إلا أسماء فذلك خواص الأسماء وأما المرقومة فقد لا تكون أسماء واختلف أصحاب هذا العلم في الحرف الواحد هل يفعل أم لا فرأيت منهم من منع من ذلك جماعة ولا شك أني لما خضت معهم في مثل هذا أوقفتهم على غلطهم في ذلك الذي ذهبوا إليه وإصابتهم وما نقصهم من العبارة عن ذلك ومنهم من أثبت الفعل للحرف الواحد وهؤلاء أيضا مثل الذين منعوا مخطئون ومصيبون ورأيت منهم جماعة وأعلمتهم بموضع الغلط والإصابة فاعترفوا كما اعترف الآخرون وقلت للطائفتين جربوا ما عرفتم من ذلك على ما بيناه لكم فجربوه فوجدوا الأمر كما ذكرناه ففرحوا بذلك ولو لا أني آليت عقدا أن لا يظهر مني أثر عن حرف لأريتهم من ذلك عجبا

[الحروف الرقمية واللفظية والمستحضرة]

فاعلم إن الحرف الواحد سواء كان مرقوما أو متلفظا به إذا عرى القاصد للعمل به عن استحضاره في الرقم أو في اللفظ خيالا لم يعمل وإذا كان معه الاستحضار عمل فإنه مركب من استحضار ونطق أو رقم وغاب عن الطائفتين صورة الاستحضار مع الحرف الواحد فمن اتفق له الاستحضار مع الحرف الواحد ورأى العمل غفل عن الاستحضار ونسب العمل للحرف الواحد ومن اتفق له التلفظ أو الرقم بالحرف الواحد دون استحضار فلم يعمل الحرف شيئا قال بمنع ذلك وما واحد منهم تفطن لمعنى الاستحضار وهذه حروف الأمثال المركبة كالواوين وغيرهما فلما نبهناهم على مثل هذا جربوا ذلك فوجدوه صحيحا وهو علم ممقوت عقلا وشرعا فأما الحروف اللفظية فإن لها مراتب في العمل وبعض الحروف أعم عملا من بعض وأكثر فالواو أعم الحروف عملا لأن فيها قوة الحروف كلها والهاء أقل الحروف عملا وما بين هذين الحرفين من الحروف تعمل بحسب مراتبها على ما قررناه في كتاب المبادي والغايات فيما تتضمنه حروف المعجم من العجائب والآيات‏

[علم الحروف هو علم الأولياء]

وهذا العلم يسمى علم الأولياء وبه تظهر أعيان الكائنات أ لا ترى تنبيه الحق على ذلك بقوله كُنْ فَيَكُونُ فظهر الكون عن الحروف ومن هنا جعله الترمذي علم الأولياء ومن هنا منع من منع أن يعمل الحرف الواحد فإنه رأى مع الاقتدار الإلهي لم يأت في الإيجاد حرف واحد وإنما أتى بثلاثة أحرف حرف غيبي وحرفين ظاهرين إذا كان الكائن واحدا فإن زاد على واحد ظهرت ثلاثة أحرف فهذه علوم هؤلاء الرجال المذكورين في هذا الباب وعمل أكثر رجال هذا العلم لذلك جدولا وأخطئوا فيه وما صح فلا أدري أ بالقصد عملوا ذلك حتى يتركوا الناس في عماية من هذا العلم أم جهلوا ذلك وجرى فيه المتأخر على سنن المتقدم وبه قال تلميذ جعفر الصادق وغيره وهذا هو الجدول في طبائع الحروف حار بارد يابس رطب فكل حرف منها وقع في جدول الحرارة فهو حار وما وقع منها في جدول البرودة فهو بارد وكذلك اليبوسة والرطوبة ولم نر هذا الترتيب يصيب في كل عمل بل يعمل بالاتفاق كأعداد الوفق‏

[الحروف: خاصيتها في أشكالها لا في حروفها]

واعلم أن هذه الحروف لم تكن لها هذه الخاصية من كونها حروفا وإنما كان لها من كونها أشكالا فلما كانت ذوات أشكال كانت الخاصية للشكل ولهذا يختلف عملها باختلاف الأقلام لأن الأشكال تختلف فأما الرقمية فأشكالها محسوسة بالبصر فإذا وجدت أعيانها وصحبتها أرواحها وحياتها الذاتية كانت الخاصية لذلك الحرف لشكله وتركيبه مع روحه وكذلك إن كان الشكل مركبا من حرفين أو ثلاثة أو أكثر كان للشكل روح آخر ليس الروح الذي كان للحرف على انفراده فإن ذلك الروح‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!