Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الكمال

لا يعينه وصف ولا يقيده نعت ولا يدل على حقيقته اسم خاص وإن لم يكن الحكم ما ذكرناه فما هو رب العزة فإن العزيز هو المنيع الحمى ومن يوصل إليه بوجه ما من وصف أو نعت أو علم أو معرفة فليس بمنيع الحمى ولذلك عم بقوله سُبْحانَ رَبِّكَ رَبِّ الْعِزَّةِ عَمَّا يَصِفُونَ ولحضرة الجلال السبحات الوجهية المحرقة ولهذا لا يتجلى في جلاله أبدا لكن يتجلى في جلال جماله لعباده فيه يقع التجلي فيشهدونه مظهر ما ظهر من القهر الإلهي في العالم‏

إن الجليل هو الذي لا يعرف *** وهو الذي في كل حال يوصف‏

فهو الذي يبدو فيظهر نفسه *** في خلقه وهو الذي لا يعرف‏

والجلال لا يتعلق به إلا العلماء بالله وما له أثر إلا فيهم وليس للمحبين إليه سبيل هذا إذا كان بمعنى العلو والعزة وإنه إذا كان بالمعنى الذي هو ضد العزة والعلو فإن المحبين يتعلقون به كما يتعلق به العارفون وحضرته من العماء إلى قوله وفي الْأَرْضِ إِلهٌ وأما قوله وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فذلك من أسمائه المؤثرة فينا خاصة والحافظة لنا والرقيبة علينا وأما الأسماء التي تختص بالعالم الخارج عن الثقلين فأسماء أخر ما هي الأسماء التي معنا أينما كنا وقد بينا في شرح الأسماء الحسنى معنى الاسم الجليل على الوجهين مختصرا في جزء لنا في شرحها والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثاني والأربعون ومائتان في الجمال»

جميل ولا يهوى جلي ولا يرى *** وتشهده الألباب من حيث لا تدري‏

ولا تدرك الأبصار منه سوى الذي *** تنزهه عنه عقول ذوي الأمر

فإن قلت محجوب فلست بكاذب *** وإن قلت مشهود فذاك الذي أدري‏

فما ثم محبوب سواه وإنما *** سليمي وليلى والزيانب للستر

فهن ستور مسدلات وقد أتى *** بذلك نظم العاشقين مع النثر

كمجنون ليلى والذي كان قبله *** كبشر وهند ضاق من ذكرهم صدري‏

[أن الجمال الإلهي في جميع الأشياء]

اعلم أن الجمال الإلهي الذي تسمى الله به جميلا ووصف نفسه سبحانه بلسان رسوله إنه يحب الجمال‏

في جميع الأشياء وما ثم إلا جمال فإن الله ما خلق العالم إلا على صورته وهو جميل فالعالم كله جميل وهو سبحانه يحب الجمال ومن أحب الجمال أحب الجميل والمحب لا يعذب محبوبه إلا على إيصال الراحة أو على التأديب لأمر وقع منه على طريق الجهالة كما يؤدب الرجل ولده مع حبه فيه ومع هذا يضربه وينتهره لأمور تقع منه مع استصحاب الحب له في نفسه فمآلنا إن شاء الله إلى الراحة والنعيم حيث ما كنا فإن اللطف الإلهي هو الذي يدرج الراحة من حيث لا يعرف من لطف به فالجمال له من العالم وفيه الرجاء والبسط واللطف والرحمة والحنان والرأفة والجود والإحسان والنقم التي في طيها نعم فله التأديب فهو الطبيب الجميل فهذا أثره في القلوب وأثره في الصور ما يقع به العشق والحب والهيمان والشوق ويورث الفناء عند المشاهدة ومن هذه الحضرة تنتقل صورة تجليه فيها إلى المشاهد فينصبغ بها انتقال فيض كظهور نور الشمس في الأماكن ويسمى ذلك النور شمسا وإن لم يكن مستديرا ولا في فلك ثم يفيض الإنسان من تلك الصورة التي ظهر فيها عن الفيض الإلهي على جميع ملكه في رده إلى قصره فينصبغ ملكه كله بصورة جمال لم يكن فلا يفقد الإنسان في ملكه صورة ما شاهدها من ربه في رؤيته فهو عند العلماء بالله تجل دائم دنيا وآخرة لا ينقطع وعند العامة في الجنة خاصة لكونهم لا يعرفون الله معرفة العارفين وليس لتجلى الجلال في الجنة حكم أصلا وإنما محله الدنيا والبرزخ والقيامة وبه تبقي النار والشقاء في الأشقياء مدة بقائهم فيه إلى أن يرتفع الشقاء وتغلب الرحمة فلا يبقى لتجلى الجلال في التعلق حكم وتنفرد به الملائكة بطريق الهيبة والعظمة والخوف والخشوع والخضوع والله أعلم‏

«الباب الثالث والأربعون ومائتان في الكمال»

ليس الكمال الذي بالنقص تعرفه *** إن الكمال الذي بالنقص موصوف‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!