Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى الوقت

[أن الوجود عند القوم وجدان الحق في الوجد]

اعلم أن الوجود عند القوم وجدان الحق في الوجد يقولون إذا كنت صاحب وجد ولم يكن في تلك الحال الحق مشهودا لك وشهوده هو الذي يفنيك عن شهودك وعن شهودك الحاضرين فلست بصاحب وجد إذ لم تكن صاحب وجود للحق فيه واعلم أن وجود الحق في الوجد ما هو معلوم فإن الوجد مصادفة ولا يدرى بما تقع المصادفة وقد يجي‏ء بأمر آخر فلما كان حكمه غير مرتبط بما يقع به السماع كان وجود الحق فيه على نعت مجهول فإذا رأيتم من يقرر الوجد على حكم ما عينه السماع المقيد والمطلق فما عنده خبر بصورة الوجد وإنما هو صاحب قياس في الطريق وطريق الله لا تدرك بالقياس فإنه كل يوم في شأن وكل نفس في استعداد فَلا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثالَ إِنَّ الله يَعْلَمُ وأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ واعلم أنه إنما اختلف وجود الحق في الوجد عند الواجدين لحكم الأسماء الإلهية ولحكم الاستعدادات الكونية فكل نفس من الكون له استعداد لا يكون لغيره وصاحب النفس بفتح الفاء هو الموصوف بالوجد فيكون وجده بحسب استعداده والأسماء الإلهية ناظرة رقيبة وليس بيد الكون من الله إلا نسب أسمائه ونسب عنايته فوجود الحق في الوجد بحسب الاسم الإلهي الذي ينظر إليه والأسماء الإلهية راجعة إلى نفس الحق وقد شهد روح الله بشهادة تعم الكون في الله فقال تَعْلَمُ ما في نَفْسِي ولا أَعْلَمُ ما في نَفْسِكَ على الوجهين الوجه الواحد أن تكون النفس هنا نفس عيسى عينه أو تكون نفس الحق فإذا جهل العبد ما هي عليه نفسه من حكم الاستعداد الذي به يقبل الوجود الحق الخاص فهو بما ينظر إليه من الأسماء الإلهية في المستأنف أجهل فإذا ظهر لصاحب الوجد وجود الحق عند ذلك الظهور يعلم ما تجلى له من الأسماء فيخبر عند رجوعه عن وجود معين وشهود محقق وأما غير صاحب الوجد فحكمه بحسب الحال التي يقام فيها والضابط لباب العلم بالله أنه لا يعلم شي‏ء من ذلك إلا بإعلام الله في المستأنف وأما في الحال والماضي فإعلام الله به وقوعه مشهود المن وقع به عن ذوق لا عن نقل إلا أن يكون الناقل مقطوعا بصدقه ويكون القول أيضا في الباب نصا جليا لا يحتمل إن لم يكن بهذه المثابة وإلا فلا يعلم أصلا وإن وقع العلم به من شخص في وقت فبحكم المصادفة ومثل هذا لا يسمى علما عند أحد من أهل النظر وإن كان الشارع قد سماه علما في قصة ابن عمر أو من كان من الصحابة في حديث الفاتحة فقال ليهنك العلم مع كونه مصادفة

[الوجد ليس بمعلوم الورود لمن ورد عليه الوجد]

واعلم أن الذي يتقيد به وجود الحق في صاحب الوجد إنما هو بحسب الوجد والوجد ليس بمعلوم وروده لمن ورد عليه حتى ينزل به فوجود الحق في كل صاحب وجد بحسب وجده ثم إن الوجد عند العارفين يخرج عن حكم الاصطلاح بل يرسلونه في العموم فما عندهم صاحب وجد صحيح كان فيمن كان إلا وللحق في ذلك الوجد وجود يعرفه العارفون بالله فيأخذون عن كل صاحب وجد ما يأتي به في وجده من وجوده وإن كان صاحب ذلك الوجد لا يعرف أن ذلك وجود الحق فإن العارف يعرفه فيأخذ منه ما يأتي به صاحب كل وجد من وجود وأن الحق تجلى في ذلك الوجد بصورة ما قيده به هذا المخبر عن وجود ما وجده في وجده وهذا ذوق عزيز هو حق في نفس الأمر معتبر مقطوع به عند أرباب هذا الشأن لا عند كلهم وقد أنبأ الحق عن نفسه في ذلك بتغير الصور والنعوت عليه لتغير أحوال العباد ومعلوم أنه ما تغيرت أحوال الكون في الثقلين إلا لتغير حكم الأسماء وتغيرت الصور والتجليات لتغير أحوال الكون فالأمر منه بدأ وإليه يعود فللعبد أثر بوجه ما قرره الحق له فلا يرفع عنه حكم ما قرره الحق ومن فعل ذلك فقد نازع الحق وهو القهار في مقابلة المنازعين فالعلماء بالله يقهرون بالله ولا يتجلى لهم الله في اسم قاهر ولا قهار في نفوسهم وإنما يرونه في هذا الاسم في صورة الأغيار فيعرفونه منهم لا من نفوسهم لأنهم محفوظون من المنازعة بينهم وبين أشكالهم فكيف بينهم وبين الله والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

«الباب الثامن والثلاثون ومائتان في الوقت»

الوقت ما أنت موصوف به أبدا *** فلا تزال بحكم الوقت مشهودا

فالله يجعل وقتي منه مشهده *** فإن في الوقت مذموما ومحمودا

له الشئون من الرحمن وهي بنا *** تقوم شرعا وإيمانا وتوحيدا

[أن حقيقة الوقت هو أمر وجودي بين عدمين‏]

اعلم أن القوم اصطلحوا على إن حقيقة الوقت ما أنت به وعليه في زمان الحال وهو أمر وجودي بين عدمين وقيل‏

الوقت ما يصادفهم من تصريف الحق لهم دون ما يختارون لأنفسهم وقيل الوقت ما يقتضيه الحق ويجريه عليك وقيل الوقت مبرد يسحقك ولا يمحقك وقيل الوقت كل ما حكم عليك ومدار الكل على أنه الحاكم ومستند الوقت في الإلهية وصفه نفسه تعالى إنه كل يوم في شأن فالوقت ما هو به في الأصل إنما يظهر وجوده في الفرع الذي هو الكون فتظهر شئون الحق في أعيان الممكنات فالوقت على الحقيقة ما أنت به وما أنت به هو عين استعدادك فلا يظهر فيك من شئون الحق التي هو عليها إلا ما يطلبه استعدادك فالشأن محكوم عليه بالأصالة فإن حكم استعداد الممكن بالإمكان أدى إلى أن يكون شأن الحق فيه الإيجاد أ لا ترى أن المحال لا يقبله فأصل الوقت من الكون لا من الحق وهو من التقدير ولا حكم للتقدير إلا في المخلوق فصاحب الوقت هو الكون فالحكم حكم الكون كما قررنا في ظهور الحق في أعيان الممكنات بحسب ما تعطيه من الاستعداد فتنوعه بها وهو في نفسه الغني عن العالمين ولما كانت أذواق القوم في الوقت تختلف لذلك اختلفت عباراتهم عنه والوقت حقيقة كل ما عبروا به عنه وهكذا كل مقام وحال ليس يقصدون في التعبير عنه الحد الذاتي وإنما يذكرونه بنتائجه وما يكون عنه مما لا يكون إلا فيمن ذلك المقام أو الحال نعته وصفته فمن أحكامه فيهم وفي غيرهم أن الله قد رتب لهم أمورا معتادة يتصرفون فيها بحكم العادة مما لا جناح عليهم فيها أو مما قد اقترن به خطاب من الحق بأنه قربة فيختارون لأنفسهم فعل ذلك على جهة القربة إن كان من القرب أو على كونه مرفوع الحرج فيصادفهم من الحق أمر لم يكن في خاطرهم ولا اختاروه لأنفسهم فيعلمون إن الوقت أعطى ذلك الأمر وأن الله اختاره لهم فإنه القائل ورَبُّكَ يَخْلُقُ ما يَشاءُ أي يقدر ويوجد ثم قال ويَخْتارُ ونفى أن تكون لهم الخيرة فقال ما كانَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ وعندنا إن ما هنا اسم وهو في موضع نصب على أنه مفعول بقوله ويَخْتارُ الذي كان لهم الخيرة يعني فيه فإذا علم العبد ذلك سلم الحكم فيه لله واستسلم وكان بحكم وقت ما يمضيه الله فيه لا بحكم ما يختاره لنفسه في المنشط والمكره ويرى أن الكل له فيه خير فيعامله الله في كل ذلك بخير فإن كان وقته يعطي نعمة وكان عقده مع الله مثل هذا رزقه الشكر عليها والقيام بحق الله فيها وأعين عليها وإن كان بلاء رزق الصبر عليه والرضاء به وجعل الله له مخرجا من حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ كرجل يريد أن يسبح الله مائة ألف تسبيحة فيحتاج إلى زمان طويل في ذلك مع ما فيه من التعب والتفرغ إليه من الحضور فيعثر

على خبر صدق أن النبي صلى الله عليه وسلم جعل قول الإنسان سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضاء نفسه سبحان الله مداد كلماته ثلاث مرات والحمد لله مثل ذلك والله أكبر مثل ذلك ولا إله إلا الله مثل ذلك أفضل مما أراده هذا العبد فقال هذا القول الذي جاءه بحكم المصادفة وإن لم يكن عنده منه خبر وترك ما كان يريد أن يذكره وعلم إن الذي اختار الله له بهذا التعريف في هذا الوقت أعظم مما اختاره لنفسه وقد وقع هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم مع عجوز مر عليها والحديث مشهور

فإذا اقتضى الحق أمرا وكان له بك عناية أجراه عليك ورزقك القيام بحقه فالعاقل من أهل الله من يرى أن الخير كله الذي يكون للعبد هو فيما اقتضاه الحق فيما شرع لعباده وبعث به رسوله صلى الله عليه وسلم فمن استعمله الله في اقتضاء الحق المشروع فما بعد عناية الله به من عناية لمن عقل عن الله فالوقت المعلوم من جانب الحق هو عين ما خاطبك به الشرع في الحال فكن بحسب قول الشارع في كل حال تكن صاحب وقت وهو علامة على أنك من السعداء عند الله وهذا عزيز الوجود في أهل الله هو لآحاد منهم من أهل المراقبة لا يغفلون عن حكم الله في الأشياء وهنا زلت أقدام طائفة من أهل الحضور مع الله في كل شي‏ء فهم لا يغفلون عن الله طرفة عين ولكنهم يغفلون عن حكم الله في الأشياء أو في بعضها أو أكثرها فمن لم يغفل عن حكم الله في الأشياء فما غفل عن الله فقد جمعوا بين الحضور مع الله ومع حكمه فهم أكثر علما وأعظم سعادة وهم أصحاب الوقت الذي يعطي السعادة وبعض رجال الله علم إن الله لا يعدم الأشياء القائمة بأنفسها بعد وجودها ولا يتصف بإعدام أحوالها ولا أعراضها بعد وجودها وإنما الأشياء تكون على أحوال فتزول تلك الأحوال عنها فيخلع الله عليها أحوالا غيرها أمثالا كانت أو أضدادا مع جواز إعدام الأشياء بمسكه الإمداد بما به بقاء أعيانها لكن قضى القضية أن لا يكون الأمر إلا هكذا ولذلك قال إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ ويَأْتِ بِخَلْقٍ جَدِيدٍ ولكن ما فعل فإن الإرادة والمشيئة ما تحدث له إذ ليس محلا للحوادث فمشيئته‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!