Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الفتوح وأسراره

عليه وسلم بكلام الله وقال تعالى كنت سمعه وبصره ولسانه‏

وهذا من ألطف ما يكون ظهور رب في صورة خلق عن إعلام إلهي لا تعرف له كيفية ولا تنفك عنه بينية ف لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْ‏ءٌ وهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ ثم إنه من هذا الباب حنين الأمهات إلى أولادها وعطفها عليهم والحنين إلى الأوطان والشوق إلى الآلاف وهي مناسبات في الجملة بين الأمرين إذا أراد الشخص أن يعرف عللها لم يقدر على ذلك ولكن يقارب إلا من حصل له التعريف الإلهي فذلك عالم بما هو الأمر عليه تلقاه من أصل الوجود بل من عين الوجود إذ الحق هو الوجود ليس إلا

«الباب السادس عشر ومائتان في معرفة الفتوح وأسراره»

إن الفتوح هو الراحات أجمعها *** وهو العذاب فلا تفرح إذا وردا

حي ترى عين ما يأتي به فإذا *** رأيته فاتخذ ما شئته سندا

الريح بشرى من الرحمن بين يدي *** ما شاء من رحمة فيها إذا قصدا

وقد تكون عذابا ما استعد له *** كريح عاد بنقل ثابت شهدا

فالمكر منه خفي فاستعد له *** عسى تحوز بذاك الفوز والرشدا

[أن الفتوح على ثلاثة أنواع‏]

اعلم أيدنا الله وإياك بما أيد به الخاصة من عباده أن الفتوح عند الطائفة على ثلاثة أنواع‏

النوع الواحد فتوح العبارة في الظاهر

قالوا وذلك سببه إخلاص القصد وهو صحيح عندي وقد ذقته وهوقوله عليه السلام أوتيت جوامع الكلام‏

ومنه إعجاز القرآن وقد سألت في الواقعة عن هذه المسألة فقيل لي لا تخبر إلا عن صدق وأمر واقع محقق من غير زيادة حرف أو تزوير في نفسك فإذا كان كلامك بهذه الصفة كان معجزا

وأما النوع الثاني من الفتوح فهو فتوح الحلاوة في الباطن‏

قالت الطائفة هو سبب جذب الحق بإعطافه‏

وأما النوع الثالث فهو فتوح المكاشفة بالحق‏

قالت الطائفة هو سبب المعرفة بالحق والجامع لذلك كله إن كل أمر جاءك من غير تعمل ولا استشراف ولا طلب فهو فتوح ظاهرا كان أو باطنا وله علامة في الذائق الفتوح وهي عدم الأخذ من فتوح الغير أو نتائج الفكر

ومن شرط الفتوح أن لا يصحبه فكر ولا يكون نتيجة فكر وكان شيخنا أبو مدين يقول في الفتوح أطعمونا لَحْماً طَرِيًّا كما قال الله تعالى لا تطعمونا القديد أي لا تنقلوا إلينا من الفتوح إلا ما يفتح به عليكم في قلوبكم لا تنقلوا إلينا فتوح غيركم يرفع بهذا همة أصحابه لطلب الأخذ من الله تعالى فاعلموا يا إخواننا أن مقام الفتوح محتاج إلى ميزان حقيقي وهو مقام فيه مكر خفي واستدراج فإن الله قد ذكر الفتح بالبركات من السَّماءِ والْأَرْضِ وذكر الفتح بالعذاب هذا حتى لا يفرح العاقل بالفتح عند فتح الباب حتى يرى ما يفتح له قال بعضهم عند الموت هذا باب كنت أقرعه منذ كذا وكذا سنة هو ذا يفتح لي ولا أدري بما ذا قالت عاد هذا عارِضٌ مُمْطِرُنا حجبتهم العادة قيل لهم بَلْ هُوَ ما اسْتَعْجَلْتُمْ به رِيحٌ فِيها عَذابٌ أَلِيمٌ فلا تغتر بالفتح إذا لم تدر ما ثمة وقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً

[الفتح الإلهي‏]

ولما كان الفتح الإلهي على نوعين في العالم فتح عن قرع وفتح ابتداء لا عن قرع فأما فتح القرع فيعلم أهل الله بما ذا يفتح فإن القرع هو دليلهم على ما يفتح به وليس مطلوب القوم بالفتوح هذا النوع وإنما مطلوبهم بالفتوح ما يكون ابتداء من غير تعمل لذلك وإن كان يطلبه العمل من العبد الذي هو عليه بحكم التضمن ولكن ما يخطر للعبد العامل ذلك جملة واحدة فيكون الفتح في حقه إذا ورد ابتداء وإذا ورد الفتح على اختلاف ضروبه كما قررناه تعين على هذا العبد إقامة الوزن بالقسط كما أمره الله في قوله وأَقِيمُوا الْوَزْنَ بِالْقِسْطِ فيقيم الوزن هذا العبد بين حاله الذي هو عليه وبين الفتح فإن كان الفتح مناسبا للحال فهو نتيجة حاله فيقيم عند ذلك وزنا آخر وهو أن ينظر في مقدار الفتح وقوة الحال فإن ساواه فهو نتيجة بلا شك فليحذر هذا العبد مكر الله في هذا الفتح فإنه نتيجة في غير موطنها فربما عجلت له عطيته وانقلب إلى الدار الآخرة صفر اليدين فإن كان الفتح مما يعطي أدبا وترقيا فليس بمكر بل هو عناية من الله تعالى بهذا العبد حيث زاده فتحا يؤديه إلى زيادة خير عند الله تعالى وإن أقام الوزن بين مقدار الفتح وقوة الحال ورأى الفتح فوق الحال فينزل منه مقدار قوة الحال وما زاد فذلك هو الفتوح الذي ذكرته الطائفة هذا أصل ينبغي أن بعلم ويتحقق وله شواهد يعلمها الذائق له وإن لم يدخل الفتح‏

في ميزان الحال جملة واحدة وبقي حاله موفورا عليه كان ذلك الفتح هو الفتح المطلوب عند القوم وبعد أن تقرر هذا فلنذكر كل نوع من أنواع الفتوح أما الفتوح في العبارة فإنه لا يكون إلا للمحمدي الكامل من الرجال ولو كان وارثا لأي نبي كان وأقوى مقام صاحب هذا الفتح الصدق في جميع أقواله وحركاته وسكونه إلى أن يبلغ به الصدق أن يعرف صاحبه وجليسه ما في باطنه من حركة ظاهرة لا يمكن لصاحب هذا الفتح أن يصور كلاما في نفسه ويرتبه بفكره ثم ينطق به بعد ذلك بل زمان نطقه زمان تصوره لذلك اللفظ الذي يعبر به عما في نفسه زمان قيام ذلك المعنى في نفسه وصورته وليس لغير صاحب هذا الفتح هذا الوصف ويكون التنزل على صاحب هذا الفتح من المرتبة التي نزل فيها القرآن خاصة من كونه قرآنا لا من كونه فرقانا ولا من كونه كلام الله فإن كلام الله لا يزال ينزل على قلوب أولياء الله تلاوة فينظر الولي ما تلي عليه مثل ما ينظر النبي فيما أنزل عليه فيعلم ما أريد به في تلك التلاوة كما يعلم النبي ما أنزل عليه فيحكم بحسب ما يقتضيه الأمر هكذا هو الشأن ولهذا التنزل في قلب الولي حلاوة نذكرها في النوع الثاني من الفتح فلا تقع التلاوة لصاحب هذا الفتح إلا من كون المتلو قرآنا لا غير فيفتح الله له في العبارة فيعرب بقلمه أو بلفظه عما في نفسه بحيث أن يوضح المقصود عند السامع إذا كان السامع ممن ألقى السمع ومن علامة صاحب هذا الفتح عند نفسه استصحاب الخشوع وتوالي الاقشعرار عليه في جسده بحيث أن يحس بأجزائه قد تفرقت فإن لم يجد ذلك في نفسه فيعلم أنه ليس ذلك الرجل المطلوب ولا هو صاحب هذا الفتح وهذا فتح ما رأيت له في عمري فيمن لقيته من رجال الله أثرا في أحد وقد يكون في الزمان رجال لهم هذا الفتح ولم ألقهم غير أني منهم بلا شك عندي ولا ريب فلله الحمد على ذلك وسيرد في فصل المنازل في منزل القرآن فرقان ما بين أسمائه فإنه القرآن والفرقان والنور والهدى وغير ذلك من الأسماء الموضوعة له ومهما تصور المتكلم المعبر عما في نفسه ما يتكلم به قبل العبارة ويرتب التعبير عن الأمر في نفسه ويحسنه ويتمعنه بحيث أن يحسن عند كل من

يسمع تلك العبارة فليس هو بصاحب فتح فإنه من شأن الفتوح أن يفجأ ويأتي بغتة من غير شعور هكذا كل فتوح يكون في هذا الطريق ثم إنه من حقيقة صاحب هذا الفتح شهود ما يعبر عنه وشهود من يسمع منه وبما يسمع منه فيعطيه من العبارة ما يليق بذلك السمع الخاص فإن لم يكن بهذا الوصف فليس هو بصاحب فتح في العبارة وهذا معنى قولنا إن سببه الإخلاص النوع الثاني من الفتوح الذي هو فتح الحلاوة في الباطن وهو سبب جذب الحق بإعطافه فهذه الحلاوة وإن كانت معنوية فإن أثرها عند صاحبها يحس به كما يحس ببرد الماء البارد وصورة الإحساس بها كصورة الإحساس بكل محسوس وطريقها في الحس من الدماغ ينزل إلى محل الطعم فيجدها ذوقا فيجد عند حصول هذا الذوق استرخاء في الأعضاء والمفاصل وخدرا في الجوارح لقوة اللذة واستفراغا لطاقته ومن أصحاب هذا الفتح من تدوم معه هذه الحلاوة ساعة ويوما وأكثر من ذلك ليس لبقائها زمان مخصوص فإنه اختلف علينا بقاؤها فوقتا نزلت علينا في قضية فدامت معنا ساعة ثم ارتفعت ثم نزلت في واقعة أخرى فدامت أياما ليلا ونهارا وحينئذ ارتفعت فإذا ارتفعت زال ذلك الخدر من الجوارح وهذه الحلاوة لا يمكن أن يشبهها لذة من اللذات المحسوسة لأنها غريبة لكونها معنوية في غير مادة محسوسة فما تشبه حلاوة العسل ولا حلاوة الجماع ولا حلاوة شي‏ء محسوس كما أنها أيضا لا تشبه حلاوة حصول العلوم المعشوقة للطالب بل هي أعلى وأجل وأثرها في الحس أعظم من أثر الحلاوة المركبة في المواد المحسوسة كحلاوة كل حلو وتميزها عن لذات المعاني إنما هو بما لها من الأثر في الحس فافهم ذلك ولما سماني الحق عبدا بأسمائه وفتح لي في هذه الحلاوة ما رأيت أشد أثرا منها في الاسم العزيز فلما ناداني بيا عبد العزيز ومعنى ذلك أن يقام الإنسان عبدا في كل اسم إلهي ليحصل الفرقان بين الحقائق‏

لتحصيل العلوم الإلهية وجدت لهذا النداء من الحلاوة ما لم أجد لغيره من الأسماء ونظرت في سبب ذلك فوجدت إن مقام العزة يقتضي أن يكون الأمر كذلك وهذه الحلاوة وإن تميزت عن حلاوة المحسوسات والمعاني فهي متنوعة في نفسها فحلاوة أمر ما منها خلاف حلاوة أمر آخر يجد الذائق الفرق بينهما كحلاوة السكر يجد الإنسان الفرق بينها وبين حلاوة العسل وإن اشتركا في الحلاوة وكذلك الأمر هنا ولا تحصل هذه الحلاوة لا حد

من أهل الله إلا بالعطف الإلهي فإذا ورد العطف الإلهي على العبد رزقه الله وجدان هذه الحلاوة في باطنه فيجذبه إليه تعالى لأن النفس مجبولة على الميل إلى كل ما تستلذه ومن أشد حلاوة من هذا الفتح مر علي في هذا الزمان لما تلي علي ن والْقَلَمِ وما يَسْطُرُونَ فلم أجد لذة أعظم من لذة وإِنَّكَ لَعَلى‏ خُلُقٍ عَظِيمٍ فهذه أعظم بشرى وردت علي ثم إنه تليت على مرتين في زمانين متتابعين فزادني إعجابا بها تكرار التلاوة علي بها وتكرار التلاوة فينا مثل تكرار نزول الآية أو السورة على الرسول مرتين كما جاء في نزول سورة والمرسلات وغيرها إنها نزلت مرتين فإذا عطف الحق على عبده بهذه الحلاوة فجذبه إليه بها ليمنحه علما لم يكن عنده فإن لم يجد علما فليس بجذب ولا تلك حلاوة فتح فذلك من علامات فتح الحلاوة وإنما يفعل الحق ذلك لتكون حركة العبد معلولة لأنه معلول في الأصل وذلك لإقامة حجة الله عليه فإن العبد يزهو بالقوة الإلهية التي عنده فربما يرى أن له تنزيها بانجذابه إلى الحق دون غيره من العبيد ويزعم أن ذلك إيثار منه لجناب الحق فجعل الله انجذابه عن حلاوة فإن زها كما قلنا قامت الحجة علينا بأنه ما أخذ به إلى الحق إيثار جناب الحق بل وجدان الحلاوة والالتذاذ فلنفسه سعى ولله المنة وحده لا منة لا حد على الله وله الْحُجَّةُ الْبالِغَةُ لا حجة لا حد على الله وكل من قال بغير هذا من أهل الله فإنما قالها شطحا لا حقيقة لغلبة الحال عليه فهو لسان حاله لا لسانه فإذا أفاق قالَ سُبْحانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ فإن قلت فما معنى الجذب هنا مع كونه معه قلنا ليس أحد مع الحق من حيث ما هو الحق لنفسه وإنما هم مع الحق من حيث ما أقامه الحق فيه فيكون من الحق الجذب بهذه الحلاوة من الحال التي أقامه الحق فيها لحال آخر يفيده فيه علما لم يكن عنده ذوقا هكذا على الدوام إلى ما لا نهاية له وسماه جذبا لأن العبد لا بد أن يتعشق بحاله ويألفه فلا ينجذب عنه إلا بما هو أعجب إليه منه فلهذا فتح له في الحلاوة لتخلصه مما وقف معه فإذا انجذب إلى الحق صحبه حاله الذي كان عليه أيضا لأنه لا يفارقه إذ المعلوم لا يجهل فبقي حكم الجذب إنما متعلقة أن لا يتركه يقف مع حاله فيقتصر عليه فيحدث له التشوق إلى تحصيل أمر آخر ليس عنده مع صحبته لما كان عليه من الحال فاعلم ذلك وليس كل أهل الله على هذا القدم الذي ذكرناه وإنما هذا الذي ذكرناه حال الأكابر منهم فإن جماعة من أهل الله يشغلهم ما رجعوا إليه عما كانوا عليه فإن الله قد رفع بعضهم على بعض وفضل كل صنف بعضه على بعض فقال تِلْكَ الرُّسُلُ فَضَّلْنا بَعْضَهُمْ عَلى‏ بَعْضٍ ولَقَدْ فَضَّلْنا بَعْضَ النَّبِيِّينَ عَلى‏ بَعْضٍ واعلم أن أصل وجدان هذه الحلاوة فينا من الجناب الإلهي من الحلاوة الإلهية التي يتضمنها صريح‏

قوله عليه السلام لله أفرح بتوبة عبده‏

الحديث فمن هناك نشأت هذه الحلاوة في باطن أهل الله فإن فهمت فقد رميت بك على الطريق ولا يعرف هذا إلا العارفون بالله المنعوت في الشرع لا المدلول عليه بالعقل وهكذا جميع ما يأتي من مثل هذا الباب وليس للضحك الإلهي ولا التبشبش مدخل في هذه الحلاوة بل ذلك للفرح فلا تخلط ولا تقس فإن طريق الله لا تدرك بالقياس فما كل أمر يشبه أمرا له حكم ذلك المشبه ليس الأمر كذلك وإنما له منه حكم ما وقع الشبه به كالحمصة تشبه اللؤلؤة في الاستدارة وما لكل واحدة منهما حكم الأخرى كما تختلف العلل أيضا مع أحدية المعلول إذا كان المعلول محمولا كالاستدارة التي وقع التمثيل بها وهي أمر محمول في المستدير كان المستدير ما كان فعلة استدارة الفلك ليست علة استدارة اللؤلؤ فاختلفت العلل لاختلاف محال المعلول والمعلول الاستدارة فاحذر من القياس في العلم الإلهي بل إن تحققت الأمور لم يصح وجود القياس أصلا وإنما هو من الأمور التي غلط فيها أهل النظر في إن حملوا حكم المقيس عليه على المقيس فهذا قد بينا في هذا النوع من الفتح قدر ما تقع به الكفاية لمن أراد تحصيله ذوقا من نفسه فإذا ذاقه علم ما يحتمله من البسط وأما النوع الثالث من الفتوح وهو فتوح المكاشفة الذي هو سبب معرفة الحق اعلم أولا أن الحق أجل وأعلى من أن يعرف في نفسه لكن يعرف في الأشياء فالمكاشفة سبب معرفة الحق في الأشياء والأشياء على الحق كالستور فإذا رفعت وقع الكشف لما وراءها فكانت المكاشفة فيرى المكاشف الحق في الأشياء كشفا كما يرى النبي صلى الله عليه وسلم من وراءه من خلف ظهره فارتفع في حقه الستر وانفتح الباب مع ثبوت الظهر والخلف‏

فقال إني أراكم من خلف ظهري‏

وقد ذقنا هذا المقام ولله الحمد فلا يعرف الحق في الأشياء إلا مع ظهور الأشياء وارتفاع حكمها فأعين العامة لا تقع إلا على حكم الأشياء والذين لهم فتوح المكاشفة



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!