Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى السر

فأخرج وضيق المتسع فنفس الله بتمام الآية والتعريف بقوله إِنَّ رَبِّي عَلى‏ صِراطٍ مُسْتَقِيمٍ فقوله اهْدِنَا الصِّراطَ الْمُسْتَقِيمَ بالألف واللام اللذين للعهد وهو هذا الصراط الذي عليه الرب أن يكون مشهودا لنا في وقت مشي الحق فيه بنا فإنه صراط من أنعم عليه ومن غضب الله عليه وأصله في السبيل التي فرقته عن سبيله وهو الصراط الذي هو عليه حجبته عن شهوده فلا يشهده إلا سعيد وإن لم يشهده وآمن به وجعله كأنه يشهده فهو سعيد ومعلوم أن تصرف كل دابة قد يتعلق به لسان حمد أو ذم لأمور عرضية في الطريق عينتها الأحوال وأحكام الأسماء والأصل محفوظ في نفس الأمر تشهده الرسل سلام الله عليهم والخاصة من عباد الله‏

«وصل»

ومن نفس الرحمن الذي نفس الله به عن عباده المؤمنين بالرسل قوله وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فنفس الله بذلك عن قلوب كان قد قام بها إن الله تعالى لا يعلم الجزئيات وإن كان القائل بذلك قد قصد التنزيه لكنه ممن اجتهد فأخطأ أن قال ذلك عن اجتهاد فله الأجر فإن الأمر لا يتغير عما هو عليه في نفسه ولا يؤثر فيه حكم المجتهد لا بالإصابة ولا بالخطإ وإذا لم يتغير الأمر في نفسه بتغير الاجتهاد فالحكم له فلا يكون منه في العقبي إلا الخير فإنه الخير المحض الذي لا شر فيه فما عند المجتهدين من التغيير من جهته إلا ما تغيروا به من نفوسهم ف إِنَّ الله لا يُغَيِّرُ ما بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا ما بِأَنْفُسِهِمْ وما غيروا به أنفسهم فذلك تغيير الله بهم لأنهم ما خرجوا عما أعطاهم الله فإن الله ما كلف نَفْساً إِلَّا ما آتاها فما آتاها في هذا الوقت إلا ما سماه تغييرا فهو معهم في حال تغيرهم إلى أن ينقضي مدته فيبدو لَهُمْ من الله ما لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ وهو مشاهدة ما هو الأمر عليه في نفسه فنفس الله عنهم بما بدا لهم منه وما يبدو من الخير إلا الخير كما قال المعتزلي الذي كان يقول بإنفاذ الوعيد فيمن مات عن غير توبة فلما مات وهو على هذا الاعتقاد وحصل له بعد الموت شهود الأمر على ما هو به رؤي في النوم فقيل له ما فعل الله بك فقال وجدنا الأمر أهون مما كنا نعتقده وأخبر أنه رحم ولم ينفذ فيه الوعيد الذي كان يعتقد نفوذه في أمثاله وليس إنباء الحق عباده يوم القيامة بما عملوه من الجرائم واجترحوه من الآثام على جهة التوبيخ والتقرير وإنما ذلك على طريق الإعلام باتساع رحمة الله حيث نالها لاتساعها من لا يستحقها وذلك بشفاعة أعيان تلك الأفعال المسماة جرائم فإن فاعلها لما كان سببا في إيجاد أعيانها من كونها أفعالا وأقام نشأتها وهي معصية في حقه لكنها نشأة مطيعة مسبحة ربها عز وجل تستغفر للسبب الموجب لوجودها فيجيب الله دعاءها واستغفارها لصاحبها فإنه لا علم لها بأنها معصية أو طاعة فإنها غير مكلفة بذلك ولا خلقت له فيقبل الله شفاعتها فيه فيكون ما له إلى الرحمة التي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْ‏ءٍ وما في العالم إلا من هو منشئ صور أعمال منعوتة في الشرع بطاعة ومعصية ولا طاعة ولا معصية فإذا انتشأت فلا غذاء لها إلا التسبيح بحمد الله وهنا أعني في هذه الحضرة تتساوى أعمال الطاعة والمعصية فإن كونها طاعة ومعصية ما هو عينها وإنما ذلك حكم الله فيها وهي مقبولة السؤال عند الله فإنها من أصناف المعتنى بهم المفطورين على تعظيم الله تعالى والثناء عليه بما هو أهله ولو لا أنه ما كان معنا أينما كنا ما ظهرت أعيان هذه الأعمال إذ هو منشئها فينا بنا أو عندنا على حسب ما يعطيه نظر كل ناظر فقل كيف شئت وهذا القدر كاف في باب النفس الرحماني وما رأيت أحدا ممن غير من أهل هذا الشأن تكلم عليه مثلنا ولا فصله تفصيلنا والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏

( «بسم الله الرحمن الرحيم»)

«الباب التاسع والتسعون ومائة في السر»

السر تثبيت المراتب فافتكر *** فهو الدليل على ثبوت الواحد

بالفرد صح وجودنا في عيننا *** في غائب إن كان أو في شاهد

إن الإشارة بالحقيقة تيمت *** وهي الدليل على انتفاء الواجد

والحال يطلبه المراد بكونه *** فيه بحكم لا يكون بزائد

والعالم النحرير إن قامت به *** صفة العلوم فحكمه كالفاقد

[إن للسر ثلاث مراتب‏]

اعلم أن السر عند الطائفة على ثلاث مراتب سر العلم وسر الحال وسر الحقيقة

فأما سر العلم وسر الحال‏

فهو حقيقة العلماء بالله لا بغيره‏

من الأسماء فإن سر العلم بالله هو جمع الأضداد بالحكم في العين الواحدة من حيث ما هو منسوب إليه كذا مما له ضد من ذلك بعينه ينسب إليه ضده وهذا سر لا يعلمه إلا من وجده في نفسه فاتصف به فحكم على عينه بحكم حكم عليه أيضا بضده من حيث حكم ضده لا من نسبة أخرى ولا من إضافة ولهذا جعله الله سر العلم لأن العلم كل علم حصل عن دلالة لأنه مشتق من العلامة ولذلك أضيف العلم إلى الله بالأشياء لأنه علم نفسه فعلم العالم فهو دليل وعلامة على العالم كما كان العالم علامة عليه في علمنا به وهوقوله صلى الله عليه وسلم من عرف نفسه عرف ربه‏

فجعلك لك دليلا عليه فعلمته كما كانت ذاته دليلا عليك له فعلمك فأوجدك فهذا من خفي سر العلم الذي لا يعلمه إلا العلماء بالله فإذا كان الحق سمع العبد وبصره وعلمه علمته به وجعلته دليلا وعلامة على نفسه وهذا هو سر الحال ومنه نفخ عيسى في الصورة التي أنشأها من الطين فكانت طيرا وبسر العلم دعاء إبراهيم عليه السلام الأطيار فاتته سعيا فإن كان قوله بِإِذْنِي العامل فيه تنفخ فهو سر الحال وإن كان العامل فيه فيكون فهو سر العلم وهذا لا يعلمه إلا صاحبه وهو عيسى عليه السلام وسر العلم أتم من سر الحال لأن سر العلم هو لله وهو الذي ظهر به إبراهيم الخليل عليه السلام فإنه ما زاد على إن دعاهن ولم يذكر نفخا فكان كقوله إِنَّما قَوْلُنا لِشَيْ‏ءٍ إِذا أَرَدْناهُ أَنْ نَقُولَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ وسر الحال لا يكون إلا من نعوت الخلق ليس من نعوت الحق فسر العلم أتم وحكمه أعم فالحال من جملة معلومات العلم وممن هو تحت إحاطته ولو كان الحال أتم من العلم لكان الحق قد أمر نبيه بطلب الأنقص ويكون الحق قد ترك وصفه بالأتم وهذا محال فليس الشرف إلا لسر العلم‏

وأما سر الحقيقة

فهو إن تعلم أن العلم ليس بأمر زائد على ذات العالم وأنه يعلم الأشياء بذاته لا بما هو مغاير لذاته أو زائد على ذاته فسر الحقيقة يعطي أن العين والحكم مختلف وسر الحال يلبس فيقول القائل بسر الحال أنا الله وسبحاني وأنا من أهوى ومن أهوى أنا

وسر العلم يفرق بين العلم والعالم فبسر العالم تعلم أن الحق سمعك وبصرك ويدك ورجلك مع نفوذ كل واحد من ذلك وقصوره وأنك لست هو عينه وبسر الحال ينفذ سمعك في كل مسموع في الكون إذا كان الحق سمعك حالا وكذلك سائر قواك وبسر الحقيقة تعلم أن الكائنات لا تكون إلا لله وإن الحال لا أثر له فإن الحقيقة تأباه فإن السبب وإن كان ثابت العين وهو الحال فما هو ثابت الأثر فللحقيقة عين تشهد بها ما لا يشهد بعين الحال وتشهده عين الحال وعين العلم وللعلم عين يشهد بها ما لا يشهده بعين الحال وتشهد ما يشهده عين الحال فعين الحال أبدا تنقص عن درجة عين العلم وعين الحقيقة ولهذا لا تتصف الأحوال بالثبوت فإن العلم يزيلها والحقيقة تأباها ولذلك الأحوال لا تتصف بالوجود ولا بالعدم فهي صفات لموجود لا تتصف بالعدم ولا بالوجود فبالحال يقع التلبيس في العالم وبالعلم يرتفع التلبيس وكذلك بالحقيقة فهذا سر العلم وسر الحال وسر الحقيقة قد علمت الفرقان بينهم في الحكم هذا معنى السر عند الطائفة

فإذا ثبت أمر في العالم كان ما كان وظهر حكمه فسره معناه إذا ظهر لمن ظهر له بطل عنده ذلك الثبوت الذي كان يحكم به قبل هذا على ذلك الأمر في كل أمر يكون له ثبوت في العالم وبهذه المثابة ثبوت الأسباب كلها في العالم فسر الربوبية إما المربوب وإما النسب أو الصفات التي من شأن من نسبت إليه أو قامت به عند من يرى أنها صفات أن يكون ربا فليس هو رب بالذات على هذا النحو هذا معنى قول سهل بن عبد الله للربوبية سر لو ظهر لبطلت الربوبية وكذاك قوله أيضا إن للربوبية سرا لو ظهر لبطل العلم وإن للعلم سرا لو ظهر لبطلت النبوة وإن للنبوة سرا لو ظهر لبطلت الأحكام فسر الحق لو ظهر لبطل الاختصاص والنبوة اختصاص فتبطل النبوة ببطلان الاختصاص ويبطل حكم العلم من حيث إنه صفة للذات حتى أعطاه حكم العالم وهو الحال فيبطل العلم لا يبطل العالم وسر النبوة إزالة رفيع الدرجات لأنه ما ثم على من والمعارج للأنبياء إنما هي في هذه الدرجات فسر النبوة الإخبار بما هو الأمر عليه وما هو الأمر عليه لا يقبل التبديل وإذا لم يقبل التبديل بطل الحكم فإن الحكم يثبت التخيير والتخيير يناقض التبديل فإذا بطل التخيير بطل الحكم فبطل معنى النبوة فهذا سرها فمن ظهر له أسرار هذه الأمور وعلمها علم الحق فيها ولم يبطل عنده شي‏ء فهو أقوى الأقوياء في التمكن الإلهي فهو عبد في مقام سيد وسيد في صورة عبد



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!