Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة مقام خرق العادات

ما أعجبني فيما قيل إلا قوله‏

وأثبت في مستنقع الموت رجله *** وقال لها من دون أخمصك الحشر

هكذا هو الرجل وإلا فلا يدعى أنه رجل وفي حين تقييدي هذا الوجه من هذه النسخة خاطبني الحق في سرى من اتخذني وكيلا فقد ولاني ومن ولاني فله مطالبتي وعلى إقامة الحساب فيما ولاني فيه فانعكس الأمر وتبدلت المراتب هذا صنع الله مع عباده الذين ارتضاهم واصطفاهم وما فوق هذا الامتنان امتنان ترتقي الهمة إلى طلبه فالعبد المحقق لا تخرجه هذه الرتبة عن علمه بقدره فما يتخذ الله وكيلا إلا من كان الحق قواه وجوارحه إذ يستحيل تبدل الحقائق فالعبد عبد والرب رب والحق حق والخلق خلق فإذا ظهر خرق عادة على مثل هذا فما هي كرامة عندنا لأن الكرامة تعود على من ظهرت عليه وإنما يتفق لمن هذا مقامه مثل ما اتفق لنا في مجلس حضرنا فيه سنة ست وثمانين وخمسمائة وقد حضر عندنا شخص فيلسوف ينكر النبوة على الحد الذي يثبتها المسلمون وينكر ما جاءت به الأنبياء من خرق العوائد وأن الحقائق لا تتبدل وكان زمان البرد والشتاء وبين أيدينا منقل عظيم يشتعل نارا فقال المنكر المكذب إن العامة تقول إن إبراهيم عليه السلام ألقى في النار فلم تحرقه والنار محرقة بطبعها الجسوم القابلة للإحراق وإنما كانت النار المذكورة في القرآن في قصة إبراهيم الخليل عبارة عن غضب نمرود عليه وحنقه فهي نار الغضب وكونه ألقى فيها لأن الغضب كان عليه وكونها لم تحرقه أي لم يؤثر فيه غضب الجبار لما ظهر به عليه من الحجة بما أقامه من الأدلة فيما ذكر من أفول الأنوار وأنها لو كانت آلهة ما أفلت فركب له من ذلك دليلا فلما فرغ من قوله قال له بعض الحاضرين ممن كان له هذا المقام ولم تكن فإن أريتك أنا صدق ما قاله الله تعالى في النار أنها لم تحرق إبراهيم وأن الله جعلها عليه كما قال بردا وسلاما وأنا أقوم لك في هذا المقام مقام إبراهيم عليه السلام في الذب عنه لا إن ذلك كرامة في حقي فقال المنكر هذا لا يكون فقال له أ ليست هذه هي النار المحرقة قال نعم قال تراها في نفسك ثم ألقى النار التي في المنقل في حجر المنكر وبقيت على ثيابه مدة يقلبها المنكر بيده فلما رآها ما تحرقه تعجب ثم ردها إلى المنقل ثم قال له قرب يدك أيضا منها فقرب يده فأحرقته فقال له هكذا كان الأمر وهي مأمورة تحرق بالأمر وتترك الإحراق كذلك والله تعالى الفاعل لما يشاء فأسلم ذلك المنكر واعترف فمثل هذا يظهر على تارك الكرامات فإنه يقيمها في زمانه نيابة عن الرسول صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في المعجزة والآية على صدقه فجاء بها لإقامة الدليل على صدق الشارع والدين لا على نفسه إنه ولي لله بخرق هذه العادة فهذا معنى ترك الكرامات ولها رجال وهم الملامية خاصة وأما الصوفية فيظهرون بها وهي عند الأكابر من رعونات النفوس إلا على حد ما ذكرناه‏

(الباب السادس والثمانون ومائة في معرفة مقام خرق العادات)

خرق العوائد أقسام مقسمة *** أتى بها النظر الفكري محصورة

منها معينة بالحق قائمة *** كالمعجزات على الإرسال مقصورة

وما سواها من الأقسام محتمل *** وليس للعلم في تعيينه صوره‏

وكلها في كتاب الله بينة *** فقف عليه تجدها فيه مسطورة

بشرى وسحر ومكر أو علامته *** وكلها في كتاب الله مذكوره‏

فهذه خمسة أقسامها انحصرت *** للناظرين وفي الأكوان مشهورة

[أن خرق العادات على وجوه كثيرة]

اعلم أن مقام خرق العادات على وجوه كثيرة منها ما يكون عن قوى نفسية فإن أجرام العالم تنفعل للهمم النفسية هكذا جعل الله تعالى الأمر فيها وقد تكون عن حيل طبيعية معلومة كالفلقطيرات وغيرها وبابها معلوم عند العلماء وقد تكون عن نظم حروف بطوالع وذلك لأهل الرصد وقد تكون بأسماء يتلفظ بها ذاكرها فيظهر عنها ذلك الفعل المسمى خرق عادة في ناظر عين الرائي لا في نفس الأمر وقد تكون في نفس الأمر على قدر قوة ذلك الاسم وهذه كلها تحت قدرة المخلوق بجعل الله وثم خرق عوائد مختصة بالجناب الإلهي ليس للعبد فيها تعمل ولا قوة ولكن يظهرها الله عليه أو تظهر عنه بأمر الله وإعلامه وهي على مراتب منها ما تسمى معجزة ولها شروط ونعت خاص معلوم ومنها ما تسمى آية

لا معجزة ومنها ما تكون كرامة ومنها ما تكون مؤيدة ومنها ما تكون منبهة وباعثة ومنها ما يكون جزاء ومنها ما يكون مكرا واستدراجا وكلها لها علامات عند أهل الله مع كون هؤلاء لا علم لهم بشي‏ء من ذلك بخلاف الصنف الأول فإنهم على علم ما يصدر منهم وما من شي‏ء مما ذكرناه في الصنف الثاني المضاف عمله إلى الله تعالى إلا والاحتمال يدخله هل هو عن عناية أولا عن عناية إلا المعجزة والآية فإنها عن عناية ولا بد إنها الصدق المخبر والمؤيدة كذلك وما عدا هذين فيتطرق إليه الاحتمال كما ذكرنا ثم نرجع إلى ما تقضي به طريقنا إن خرق العادة في الأولياء لا يكون إلا لمن خرق العادة في نفسه بإخراجها عن حكم ما تعطيه حقيقتها وهو تصرفها في المباح أو ما يلقي إليها الشيطان بالتزيين من إتيان المحظور أو ترك الواجب فمن خرق في نفسه هذه العادة خرق الله له عادة في الكون بأمر يسمى كلاما على الخاطر أو مشيا في الهواء أو ما كان وقد ذكرنا فصول هذه الكرامات وبينا مراتبها وما ينتجها في كتاب مواقع النجوم ما سبقنا إليه في علمنا أعني إلى ترتيبه لا إلى علم ما فيه وهو كتاب صحيح الطريق عظيم الفائدة صغير الجرم بنيناه على المناسبة فإن المناسبة أصل وجود العالم وخرق العوائد من العالم وقد جعل الله آياته في العالم معتادة وغير معتادة فالمعتادة لا يعتبرها إلا أهل الفهم عن الله خاصة وما سواهم فلا علم لهم بإرادة الله فيها وقد ملأ الله القرآن من الآيات المعتادة من اختلاف الليل والنهار ونزول الأمطار وإخراج النبات وجرى الجواري في البحر واختلاف الألسنة والألوان والمنام بالليل والنهار لابتغاء الفضل وكل ما ذكر في القرآن أنه آية لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ ويَسْمَعُونَ ويَفْقَهُونَ ويُؤْمِنُونَ ويَعْلَمُونَ ويُوقِنُونَ ويَتَفَكَّرُونَ ومع هذا كله فلا يرفع بذلك أحد من الناس رأسا إلا أهل الله وهم أهل القرآن خاصة الله وأما الآيات الغير المعتادة وهي خرق العوائد فهي التي تؤثر في نفوس العامة مثل الزلازل والرجفات والكسوف ونطق حيوان ومشي على ماء واختراق هواء وإعلام بكوائن في المستقبل تقع على حد ما أعلم والكلام على الخواطر والأكل من الكون وإشباع القليل من الطعام الكثير من الناس هذا تعتبره العامة خاصة ومتى لم يكن خرق العادة عن استقامة أو منبها وباعثا على الرجوع إلى الله ويرجع وليس له فيه تعمل فهو مكر واستدراج من حيث لا يعلم وهذا هو الكيد المتين تحف الله مع المخالفات وفيه سر عجيب للعارفين لو لا ما في إذاعته من الضرر في العموم لذكرناه وما كل ما يدرى يقال وليس خرق العوائد إلا أول مرة فإذا عاد ثانية صار عادة وأما في الحقيقة فالأمر جديد أبدا وما ثم ما يعود فما ثم خرق عادة وإنما هو أمر يظهر زي مثله لا عينه فلم يعد فما هو عادة فلو عاد لكان عادة وانحجب الناس عن هذه الحقيقة وقد نبهتك على ما هو الأمر عليه إن كنت تعقل ما أقول فالألوهة أوسع من أن تعيد ولكن الأمثال حجب على أعين العمي الذين يَعْلَمُونَ ظاهِراً من الْحَياةِ الدُّنْيا وهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ وهو وجود عين المثل الثاني هُمْ غافِلُونَ ف هُمْ في لَبْسٍ من خَلْقٍ جَدِيدٍ فالممكنات غير متناهية والقدرة نافذة والحق خلاق فأين التكرار إذ لا يعقل إلا بالإعادة فالإعادة خرق العادة (انتهى النصف الأول من الجزء الثاني من الفتوحات المكية ويليه النصف الثاني أوله الباب السابع والثمانون ومائة في معرفة مقام المعجزة)

الفتوحات المكية التي فتح الله بها على الشيخ الإمام العامل الراسخ الكامل خاتم الأولياء الوارثين برزخ البرازخ محيي الحق والدين أبي عبد الله محمد بن علي المعروف بابن عربي الحاتمي الطائي قدس الله روحه ونور ضريحه آمين بقية الجزء الثاني‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!