Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى مقام ترك السفر

انقطعوا إليه وهو الله تعالى ورثا نبويا من قوله تعالى سُبْحانَ الَّذِي أَسْرى‏ بِعَبْدِهِ ثم قال لِنُرِيَهُ من آياتِنا فعرج به إلى السموات إلى أن بلغ به الإسراء إلى حيث قدره الله له من المنازل العالية فأراه من الآيات ما زاده علما بالله إلى علمه لذا قرن به أنه هو السميع لما خوطب به البصير لما شاهده من الآيات فالسائحون من عباد الله يشاهدون من آيات الله ومن خرق العوائد ما يزيدهم قوة في إيمانهم ونفسهم ومعرفتهم بالله وأنسابه ورحمة بخلقه وشفقة عليهم فإذا رأوا قنة جبل شامخ تذكروا علوا لهم حيث لم يطلبوا من الله إلا الأنفس وهو الانفراد به في خلوة من أشكالهم حذرا من الشغل بسواهم وإذا كانوا في بطن واد أو قاع من القيعان ذكرهم ذلك بعبوديتهم وتواضعهم تحت جبروت سلطان خالقهم فذلوا في أنفسهم وعرفوا مقدارهم وعلموا إن ما ينالونه من الرفعة إنما ذلك عناية الله لا باستحقاق ثم إذا كانوا على ساحل بحر تذكروا بالبحر سعة علم الله وسعة عظمته ورحمته ثم يرون مع هذه العظمة ما تحدث فيه الرياح من تلاطم الأمواج وتداخل بعضها في بعض فيذكرهم ذلك في جناب الحق تعارض الأسماء الإلهية وتداخل بعضها في بعض في تعلقاتها مثل الاسم المنتقم والسريع الحساب والشديد العقاب عند معصية العاصي ويجي‏ء أيضا في مقابلة هذه الأسماء الاسم الغفار والعفو والمحسان فتتقابل الأسماء على هذا العبد العاصي وكذلك التردد الإلهي يعتبرونه في تموج هذا البحر فيفتح لهم في بواطنهم في علوم إلهية لا ينالونها إلا في مشاهدة ذلك البحر في سياحتهم فيكثر منهم التكبير والتعظيم لجناب الله ثم ما يحصل لهم من خرق العوائد في استئناس الوحوش بهم وإقبالهم عليهم وفيهم من تكلمه الوحوش بلسانه وفيهم من يعلم منطقها وترى ما هم عليه من عبادة الله ما يزيدهم ذلك حرصا واجتهادا في طاعة ربهم والحكايات في كتب القوة في ذلك كثيرة جدا ولو لا أن كتابنا هذا مبناه على المعارف والأسرار لسقنا من الحكايات ما شاهدناه بنفوسنا في سياحتنا واجتماعنا بهذه الطائفة وما رأينا فيهم من العجائب وهذا القدر كاف في الغرض المقصود من هذا الباب حتى يرد الكلام إن شاء الله في السفر ومراتبه فيما بعد عند ذكر المسافر والسالك والطريق والله يَهْدِي من يَشاءُ إلى الحق وإِلى‏ طَرِيقٍ مُسْتَقِيمٍ‏

(الباب الخامس والسبعون ومائة في مقام ترك السفر)

احذر بأن تجعل الأعيان واحدة *** إذا أتتك بها الآيات والسور

من قوله أنت عبدي والإله أنا *** وما لنا عندكم عين ولا أثر

قال الله تعالى الَّذِي أَحَلَّنا دارَ الْمُقامَةِ من فَضْلِهِ لا يَمَسُّنا فِيها نَصَبٌ ولا يَمَسُّنا فِيها لُغُوبٌ قال تعالى وهُوَ مَعَكُمْ أَيْنَ ما كُنْتُمْ فقطع المسافات زيادة تعب بل تعب خاصة فإنه ما يحركني إلا طلبه فلو لا أني جعلته مطلوبي ومقصدي بهذه السياحة والسفر ما طلبته وقد أخبرني أنه معي في حال انتقالاتي كما هو معي في حال الإقامة وله في كل شي‏ء وجهة فلما ذا أجول فالحركة لتحصيله دليل على عدم الوجدان في السكون فاطلب وجهه في موضع إقامتي فإذا عرفته فيه كنت منزلا من منازل القمر مقصودا لا قاصدا ولا نازلا تطلبني الأسماء ولا أطلبها وتقصدني الأنوار ولا أقصدها وقفت مع من لا يجوز عليه التحرك والانتقال فصاحب السفر مع‏

قوله ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا

وصاحب الإقامة مع قوله الرَّحْمنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوى‏ والسكون أولى من الحركة فإن العبد مأمور بالسكون تحت مجاري الأقدار وما يأتي به الله إليه في الليل والنهار وقال في ذم من بادر الأقدار بادرني عبدي بنفسه حرمت عليه الجنة والمبادرة حركة ما قال الله لنا آمرا فَاتَّخِذْهُ وَكِيلًا إلا لنسكن ويكون هو سبحانه الذي يتصرف في أمر عبده حتى يوفيه ما قدر له من كل ما يصيبه حتى أنه لو كان مما يصيبه السفر والانتقال لنقله الحق بهذه الصفة التي هو عليها من السكون في محفة عناية إلهية لا يعرف الحركة المتعبة مستريحا مظللا عليه مخدوما هذا سفر تارك السفر إذا كان مقدرا له السفر وقد ذقنا الأمرين ورأينا السكون أرجح من الحركة وأقوى في المعرفة مع انتقال الأحوال عليه في كل نفس وذاك الانتقال عليه لا بد منه له فهو طريق مطرقة يسلك فيها ولا يسلك فإذا انتقل هو بذاته فلا يزيد شيئا على تلك الانتقالات عليه‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!