Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى المقام الذى بين الصدّيقية والنبوّة وهو مقام القربة

ولكن لا يعرف من أين جاء ولا كيف حصل ومن هذا المنزل هو البلاء الذي ينزل في كانون فلا يجد إناء فيه ماء غير مغطى إلا دخل فيه ومن هذا الباب ما يجده الإنسان من بغض شخص وحب شخص من غير سبب ظاهر معلوم له ويكون بالسماع وبالرؤية وورد خبر في مثل هذا

[السياسة الحكمية التي تنزل بها ملائكة اللمات في أزمنة الفترات‏]

ومن هذا الباب السياسة الحكمية لمصالح العالم التي لم يأت بها شرع عند فقد الأنبياء عليهم السلام وأزمنة الفترات تنزل بها ملائكة الإلهام واللمات على قلوب عقلاء الزمان وحكماء الوقت فيلقونها في أفكارهم لا على أسرارهم فيضعونها ويحملون الناس عليها والملوك وما فيها شي‏ء من الشرك فهذه هي الرسالة الملكية التي فيها مصالح العالم في الدنيا وهي البدع الحسنة التي أثنى الله على من رعاها حق رعايتها ابتغاء رضوان الله وثم رسالات أخر أيضا على أيدي الملائكة بتسخير العالم بعضه لبعض مطلقا

(الباب الحادي والستون ومائة في المقام الذي بين الصديقية والنبوة وهو مقام القربة)

جماعة من رجال الله أنكره *** وليس من شأنهم إنكار ما جهلوا

هو المقام الذي قامت شواهده *** في الحرق والقتل والباقي الذي فعلوا

لو أنهم دبروا القرآن لاح لهم *** وجه الحقيقة فيما عنه قد غفلوا

وما تخصص عنهم في مقامهم *** إلا الذين عن الرحمن قد عقلوا

ومنه أيضا أبو بكر وميزته *** بالسر لو نظروا في حكمنا كملوا

فليس بين أبي بكر وصاحبه *** إذا نظرت إلى ما قلته رجل‏

هذا الصحيح الذي دلت دلائله *** في الكشف عند رجال الله إذ عملوا

[القربة نعت إلهى وهو مقام الخضر مع موسى‏]

القربة نعت إلهي وهو مقام مجهول أنكرت آثاره الخاصة من الرسل عليهم السلام مع الافتقار إليه منهم وشهادة الحق لصاحبه بالعدالة والاختصاص وهو مقام الخضر مع موسى وما أذهله إلا سلطان الغيرة التي جعل الله في الرسل عليهم السلام على مقام شرع الله على أيديهم فلله أنكروا وتكرر منه عليه السلام الإنكار مع تنبيه العبد الصالح في كل مسألة ويأبى سلطان الغيرة إلا الاعتراض لأن شرعه ذوق له والذي رآه من غيره أجنبي عنه وإن كان علما صحيحا ولكن الذوق أغلب والحال أحكم ولذلك قيل لرسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً ولم يقل له قل رب زدني حالا فلو زاد حالا لزاد إنكارا وكلما زاد علما زاد إيضاحا وكشفا واتساعا وانشراحا وتنزها في الوجوه التي سفرت من براقعها وظهرت من وراء ستورها وكللها فارتفع الضيق والحرج وشوهد الكمال في النقص‏

[مشاهدة الكمال في النقص‏]

ولما حصلت في هذا المقام السني قلت مشيرا ومنبها

وإني لأهوى النقص من أجل من أهوى *** لأن به كان الكمال لمن يدري‏

وما جاء بالنقصان إلا مخافة *** من العين مثل البدر من آخر الشهر

وما نقص البدر الذي تبصرونه *** ولكنه بدر لمن غاص بالفكر

يراه تماما كاملا في ضيائه *** على أكمل الحالات في البطن والظهر

فلو لم يكن في الكون نقص محقق *** لكان الوجود الحق ينقص في القدر

فبي كان للحق الوجود كماله *** مع النقص فانظر ما تضمنه شعري‏

غزال من الفردوس جاء منقبا *** من أجلي وما يخفى على الله ما يجري‏

فقلت له أهلا وسهلا ومرحبا *** بمن وحياة الحب قد ضمه صدري‏

أهيم بها حبا على كل حالة *** حياة وموتا في القيامة والحشر

لقد سفرت يوما فلاحت محاسن *** تخبر عنها أنها ليلة القدر

سجدت لها حبا فلما رأيتها *** علمت بأني ما تعلقت بالغير

فكبرت إجلالا لكونى هويتني *** فسرى الذي قد كان هيمه جهري‏

وحققت أني عين من قد هويته *** فلم أخش من بين ولم أخش من هجري‏

فبغداد داري لا أرى لي موطنا *** سواها فإن عزت جنحت إلى مصري‏

[دخول ابن عربى مقام القربة مطلع عام 597]

هذا المقام دخلته في شهر محرم سنة سبع وتسعين وخمسمائة وأنا مسافر بمنزل ابحيسل ببلاد المغرب فتهت به فرحا ولم أجد فيه أحدا فاستوحشت من الوحدة وتذكرت دخول أبي يزيد بالذلة والافتقار فلم يجد في ذلك المنزل من أحد وذلك المنزل هو موطني فلم أستوحش فيه لأن الحنين إلى الأوطان ذاتي لكل موجود وأن الوحشة مع الغربة ولما دخلت هذا المقام وانفردت به وعلمت أنه إن ظهر علي فيه أحد أنكرني فبقيت أتتبع زواياه ومخادعه ولا أدري ما اسمه مع تحققي به وما خص الله به من أتاه إياه ورأيت أوامر الحق تترى علي وسفراؤه تنزل إلي تبتغي مؤانستي وتطلب مجالستي‏

[أبو عبد الرحمن السلمي وابن عربى ومقام القربة]

فرحلت وأنا على تلك الحال من الاستيحاش بالانفراد والأنس إنما يقع بالجنس فلقيت رجلا من الرجال بمنزل يسمى آن حال فصليت العصر في جامعة فجاء الأمير أبو يحيى بن واجتن وكان صديقي وفرح بي وسألني أن أنزل عنده فأبيت ونزلت عند كاتبه وكانت بيني وبينه مؤانسة فشكوت إليه ما أنا فيه من انفرادي بمقام أنا مسرور به فبينا هو يؤانسني إذ لاح لي ظل شخص فنهضت من فراشي إليه عسى أجد عنده فرجا فعانقني فتأملته فإذا به أبو عبد الرحمن السلمي قد تجسدت لي روحه بعثه الله إلى رحمة بي فقلت له أراك في هذا المقام فقال فيه قبضت وعليه مت فإنا فيه لا أبرح‏

[حال الخضر في الدورة الموسوية وحاله في الدورة المحمدية]

فذكرت له وحشتي فيه وعدم الأنيس فقال الغريب مستوحش وبعد أن سبقت لك العناية الإلهية بالحصول في هذا المقام فاحمد الله ولمن يا أخي يحصل هذا أ لا ترضى أن يكون الخضر صاحبك في هذا المقام وقد أنكر عليه موسى حاله مع ما شهد الله عنده بعدالته ومع هذا أنكر عليه ما جرى منه وما أراه سوى صورته فحاله رأى وعلى نفسه أنكر وأوقعه في ذلك سلطان الغيرة التي خص الله بها رسله ولو صبر لرأى فإنه كان قد أعد له ألف مسألة كلها جرت لموسى وكلها ينكرها على الخضر قال شيخنا أبو النجا المعروف بأبي مدين لما علم الخضر رتبة موسى وعلو قدره بين الرسل امتثل ما نهاه عنه طاعة لله ولرسوله فإن الله يقول وما آتاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وما نَهاكُمْ عَنْهُ فَانْتَهُوا فقال له في الثانية إِنْ سَأَلْتُكَ عَنْ شَيْ‏ءٍ بَعْدَها فَلا تُصاحِبْنِي فقال سمعا وطاعة فلما كانت الثالثة ونسي موسى حالة قوله إِنِّي لِما أَنْزَلْتَ إِلَيَّ من خَيْرٍ فَقِيرٌ وما طلب الإجارة على سقايته مع الحاجة فارقه الخضر بعد ما أبان له علم ما أنكره عليه ثم قال له وما فَعَلْتُهُ عَنْ أَمْرِي لأنه كان على شرعة من ربه ومنهاج وفي زمانها بخلاف حاله بعد بعث محمد صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإنه الفرا كل الصيد في جوفه‏

[لعلماء الرسوم قدم راسخة في مقام القربة]

فقلت له يا أبا عبد الرحمن لا أعرف لهذا المقام اسما أميزه به فقال لي هذا يسمى مقام القربة فتحقق به فتحققت به فإذا به مقام عظيم لعلماء الرسوم من أهل الاجتهاد فيه قدم راسخة لكنهم لا يعرفون أنهم فيه ورأيت الإمداد الإلهي يسرى إليهم من هذا المقام ولهذا ينكر بعضهم على بعض ويخطئ بعضهم بعضا لأنهم ما حصل لهم ذوقا ولا يعلمون ممن يستمدون مشاهدة وكشفا فكل واحد منهم على حق كما أنه لكل نبي تقدم هذا الزمان المحمدي شرعة ومنهاج والايمان بذلك كله واجب على كل مؤمن وإن لم نلتزم من أحكامهم إلا ما لزمناه‏

[المجتهدون من علماء الشريعة وأهل الكشف‏]

فالمجتهدون من علماء الشريعة ورثة الرسل في التشريع وأدلتهم تقوم لهم مقام الوحي للأنبياء واختلاف الأحكام كاختلاف الأحكام إلا أنهم ليسوا مثل الرسل لعدم الكشف فإن الرسل يشد بعضهم من بعض وكذلك أهل الكشف من علماء الاجتهاد وأما غير أهل الكشف منهم فيخطئ بعضهم بعضا ولو قال الخضر لموسى من أول ما صحبه ما أفعل شيئا مما تراني أفعله عن أمري ما أنكره عليه ولا عارضة ولقد أنطقه الله بقوله سَتَجِدُنِي إِنْ شاءَ الله صابِراً ولا أَعْصِي لَكَ أَمْراً والصبر لا يكون إلا على ما يشق عليه فلو قدم الصبر على المشيئة كما يفعل المحمدي لصبر ولم يعترض فإن الله قدمه في الإعلام تعليما لمحمد ص‏

[الوقوف عند ترتيب الحكمة في الأشياء]

فمن أراد أن يحصل علم الله في خلقه فليقف عند ترتيب حكمته في الأشياء فيقدم ما قدم الله ويؤخر ما أخر الله فإن من أسمائه المقدم والمؤخر فإذا أخرت ما قدمه أو قدمت ما أخره فهو نزاع خفي يورث حرمانا قال تعالى ولا تَقُولَنَّ لِشَيْ‏ءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً إِلَّا أَنْ يَشاءَ الله فأخر الاستثناء وقدمه موسى فلم يصبر فلو أخره لصبر وهذه الآية مذكورة باللسان العبراني في التوراة فالله الله يا إخواننا من أهل هذه الملة المحمدية قفوا على مشاعر الله التي بينها لكم ولا تتعدوا ما رسم لكم‏

أ لا تراه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم لما صعد على الصفا في حجة الوداع قرأ إِنَّ الصَّفا والْمَرْوَةَ من شَعائِرِ الله ثم قال أبدأ بما بدأ الله به‏

وما قال ذلك إلا تعليما لنا ولزوم‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!