Les révélations mecquoises: futuhat makkiyah

Parcourir les Titres Section I: les Connaissances (Maarif) Section II: les Interactions (Muamalat) Section IV: les Demeures (Manazil)
Présentations Section V: les Controverses (Munazalat) Section III: les États (Ahwal) Section VI : les Stations (Maqamat du Pôle)
Première Partie Deuxième Partie Troisième Partie Quatrième Partie

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة الفتنة والشهوة وصحبة الأحداث والنسوان وأخذ الأرفاق منهن ومتى يأخذ المريد الأرفاق

( (بسم الله الرحمن الرحيم))

(الباب الثامن ومائة في معرفة الفتنة والشهوة وصحبة الأحداث والنسوان وأخذ الإرفاق منهن ومتى يأخذ المريد الإرفاق)

لا تصحبن حدثا إن كنت ذا حدث *** ولا نساء وكن بالله مشتغلا

واحذر من الفتنة العمياء أن لها *** حكما قويا على القلب الذي غفلا

وشهوة النفس فاحذرها فكم فتكت *** بسيد قلبه عن ربه عفلا

ولا يرى أخذا رفقا من امرأة *** إلا الذي من رجال الله قد كملا

[الفتنة اختبار وحيرة وهداية]

اعلم أيدك الله أن الفتنة الاختبار يقال فتنت الفضة بالنار إذا اختبرتها قال تعالى أَنَّما أَمْوالُكُمْ وأَوْلادُكُمْ فِتْنَةٌ أي اختبرناكم بهما هل تحجبكم عنا وعما حددنا لكم أن تقفوا عنده وقال موسى عليه السلام إِنْ هِيَ إِلَّا فِتْنَتُكَ تُضِلُّ بِها من تَشاءُ أي تحير وتَهْدِي من تَشاءُ

[من أعظم فتن الإنسان خلقه على الصورة]

ومن أعظم الفتن التي فتن الله بها الإنسان تعريفه إياه بأن خلقه على صورته ليرى هل يقف مع عبوديته وإمكانه أو يزهو من أجل مكانة صورته إذ ليس له من الصورة إلا حكم الأسماء فيتحكم في العالم تحكم المستخلف القائم بصورة الحق على الكمال وكذلك من تأييد هذه الفتنة

قول النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم يحكيه عن ربه إن العبد إذا تقرب إلى الله بالنوافل أحبه فإذا أحبه كان سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به وذكر اليد والرجل‏

الحديث وإذا علم العبد أنه بهذه المثابة يسمع بالحق ويبصر بالحق ويبطش بالحق ويسعى بالحق لا بنفسه وبقي مع هذا النعت الإلهي عبدا محضا فقيرا ويكون شهوده من الحق وهو بهذه المثابة كون الحق ينزل إلى عباده بالفرح بتوبتهم والتبشيش لمن يأتي إلى بيته والتعجب من الشاب الذي قمع هواه واتصافه بالجوع نيابة عن جوع عبده وبالظمإ نيابة عن ظمأ عبده وبالمرض نيابة عن مرض عبده مع علمه بما تقتضيه عزة ربوبيته وكبريائه في ألوهيته فما أثر هذا النزول في جبروته الأعظم ولا في كبريائه الأنزه الأقدم كذلك العبد إذا أقامه الحق نائبا فيما ينبغي للرب تعالى يقول العبد ومن كمال الصورة التي قال إنه خلقني عليها أن لا يغيب عني مقام إمكاني ومنزلة عبوديتي وصفة فقري وحاجتي كما كان الحق في حال نزوله إلى صفتنا حاضرا في كبريائه وعظمته فيكون الحق مع العبد إذا وفى بهذه الصفة يثنى عليه بأنه نِعْمَ الْعَبْدُ إِنَّهُ أَوَّابٌ حيث لم تؤثر فيه هذه الولاية الإلهية ولا أخرجته عن فقره واضطراره ومن تجاوز حده في التقريب انعكس إلى الضد وهو البعد من الله والمقت فاحذر نفسك فإن الفتنة بالاتساع أعظم من الفتنة بالحرج والضيق‏

[الشهوة آلة للنفس تعلو أو تسفل بحسب موضوعها]

وأما الشهوة فهي آلة للنفس تعلو بعلو المشتهي وتستفل باستفال المشتهي والشهوة إرادة الالتذاذ بما ينبغي أن يلتذ به واللذة لذتان روحانية وطبيعية والنفس الجزئية متولدة من الطبيعة وهي أمها والروح الإلهي أبوها فالشهوة الروحانية لا تخلص من الطبيعة أصلا وبقي من يلتذ به فلا يلتذ إلا بالمناسب ولا مناسبة بيننا وبين الحق إلا بالصورة

[التذاذ الإنسان بكماله هو أشد الالتذاذ]

والتذاذ الإنسان بكماله أشد الالتذاذ فالتذاذه بمن هو على صورته أشد التذاذ برهان ذلك أن الإنسان لا يسرى في كله الالتذاذ ولا يفنى في مشاهدة شي‏ء بكليته ولا تسري المحبة والعشق في طبيعة روحانيته إلا إذا عشق جارية أو غلاما وسبب ذلك أنه يقابله بكليته لأنه على صورته وكل شي‏ء في العالم جزء منه فلا يقابله إلا بذلك الجزء المناسب فلذلك لا يفنى في شي‏ء يعشقه إلا في مثله‏

[الشهوة التي هي مطلب العارفين الوارثين‏]

فإذا وقع التجلي الإلهي في عين الصورة التي خلق آدم عليها طابق المعنى المعنى ووقع الالتذاذ بالكل وسرت الشهوة في جميع أجزاء الإنسان ظاهرا وباطنا فهي الشهوة التي هي مطلب العارفين الوارثين أ لا ترى إلى قيس المجنون في حب ليلى كيف أفناه عن نفسه لما ذكرناه وكذلك رأينا أصحاب الوله والمحبين أعظم لذة وأقوى محبة في جناب الله من حب الجنس فإن الصورة الإلهية أتم في العبد من مماثلة الجنس لأنه لا يتمكن للجنس أن يكون سمعك وبصرك بل يكون غايته إن يكون مسموعك ومدركك اسم مفعول وإذا كان العبد مدرك بحق هو أتم فلذته أعظم وشهوته‏

أقوى فهكذا ينبغي أن تكون شهوة أهل الله‏

[صحبة الأحداث وأهل البدع‏]

وأما صحبة الأحداث وهم المردان وأهل البدع الذين أحدثوا في الدين من التسنين المحمود الذي أقره الشارع فينا فينظر العارف في المردان من حيث إنه أملس لا نبات بعارضيه كالصخرة الملساء فإن الأرض المرداء هي التي لا نبات فيها فذكره مقام التجريد وأنه أحدث عهد بربه من الكبير وقد راعى الشرع ذلك في المطرف كلما قرب من التكوين كان أقرب دلالة وأعظم حرمة وأوفر لدواعي الرحمة به من الكبير البعيد عن هذا المقام وأما كونهم أحداثا لهذا المعنى لأنهم حديثو عهد بربهم وفي صحبتهم تذكر حدثهم ليتميز قدمه تعالى به فهو اعتبار صحيح وطريق موصلة وأما إن كان من أحداث التسنين فيؤيده قوله تعالى ما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ من رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ وما يَأْتِيهِمْ من ذِكْرٍ من الرَّحْمنِ مُحْدَثٍ فذم من لم يتلقاه بالقبول فهكذا نظر العارفين فيه وأما المريدون والصوفية فحرام عليهم صحبة الأحداث لاستيلاء الشهوة الحيوانية عليهم بسبب العقل الذي جعله الله مقابلا لها فلو لا العقل لكانت الشهوة الطبيعية محمودة

[حنين العارفين إلى النساء وفي أخذ الإرفاق منهن‏]

وأما النسوان فنظر العارفين فيهن وفي أخذ الإرفاق منهن فحنين العارفين إليهن حنين الكل إلى جزئه كاستيحاش المنازل لساكنيها التي بهم حياتها ولأن المكان الذي في الرجل الذي استخرجت منه المرأة عمره الله بالميل إليها فحنينه إلى المرأة حنين الكبير وحنوه على الصغير وأما أخذ الإرفاق منهن فإنه يأخذه منهن لهن كما أخذه رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين أمرهن أن يتصدقن لأنه يسعى في خلاصهن لما رآهن أكثر أهل النار فأشفق عليهن حيث كن منه فهو شفقة الإنسان على نفسه ولأنهن محل التكوين لصورة الكمال فحبهن فريضة واقتداء به عليه السلام‏

قال رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حبب إلي من دنياكم ثلاث النساء والطيب وجعلت قرة عيني في الصلاة

فذكر النساء أ ترى حبب إليه ما يبعده عن ربه لا والله بل حبب إليه ما يقر به من ربه ولقد فهمت عائشة أم المؤمنين ما أخذ النساء من قلب رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حين خيرهن فاخترنه فأراد الله تعالى جبرهن وإيثارهن في الوقت ومراعاتهن وإن كان بخلاف مراد رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقال لا يَحِلُّ لَكَ النِّساءُ من بَعْدُ ولا أَنْ تَبَدَّلَ بِهِنَّ من أَزْواجٍ ولَوْ أَعْجَبَكَ حُسْنُهُنَّ إِلَّا ما مَلَكَتْ يَمِينُكَ فأبقى عليه رحمة به لما جعل في قلبه من حب النساء ملك اليمين وهذه من أشق آية نزلت على رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فقالت عائشة ما كان الله ليعذب قلب نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم والله ما مات رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حتى أحل له النساء فمن عرف قدر النساء وسرهن لم يزهد في حبهن بل من كمال العارف حبهن فإنه ميراث نبوي وحب إلهي فإنه‏

قال صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حبب إلي‏

فلم ينسب حبه فيهن إلا إلى الله تعالى فتدبر هذا الفصل تر عجبا

[الميزان المشروع موضوع لوزن أفعال العباد]

وأما المريدون الذين هم تحت حكم الشيوخ فهم بحكم أشياخهم فيهم فإن كانوا شيوخا حقيقة مقدمين من عند الله فهم أنصح الناس لعباد الله وإن لم يكونوا فعليهم وعلى أتباعهم الحرج من الله لأن الله قد وضع الميزان المشروع في العالم لتوزن به أفعال العباد والأشياخ يسألون ولا يقتدى بأفعالهم إلا إن أمروا بذلك في أفعال معينة قال تعالى فَسْئَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ وهم أهل القرآن أهل الله وخاصته وأهل القرآن هم الذين يعملون به وهو الميزان الذي قلنا ولا ينبغي أن يقتدي بفعل أحد دون رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم فإن أحوال الناس تختلف فقد يكون عين ما يصلح للواحد يفسد به الآخر إن عمل به والعلماء الذين يخشون الله أطباء دين الله المزيلون علله وأمراضه العارفون بالأدوية فإذا كان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد اختلف الناس في أفعاله هل هي على الوجوب أم لا فكيف بغيره مع قول الله تعالى لَقَدْ كانَ لَكُمْ في رَسُولِ الله أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ وقوله فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ الله وهذا كله ليس بنص منه في وجوب الاتباع في أفعاله فإنه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم قد اختص بأشياء لا يجوز لنا اتباعه فيها ولو اقتدينا به فيها كنا عاصين مأثومين‏

[وجوب اجتناب كل أمر يؤدى إلى شغل القلب بغير الله‏]

فينبغي لكل مؤمن ويجب على كل مدع في طريق الله إذا لم يكن من أهل الكشف والوجود والخطاب الإلهي وممن لا يكون يطفي نور معرفته نور ورعه أن يجتنب كل أمر يؤدي إلى شغل القلب بغير الله فإنه فتنة في حقه ويجب عليه إن يغلب عقله على شهوته بل يسعى في قطع المألوفات وترك المستحسنات الطبيعية وما يميل الطبع البشري ويجتنب مواضع التهم وصحبة المبتدعين في الدين ما لم يأذن به الله وهم الأحداث وكذلك صباح الوجوه من المردان مجالسة والنساء وأخذ الإرفاق فإن القلوب تميل إلى كل من أحسن إليها والطبع يطلبهم والقوة الإلهية على دفع الشهوات النفسية ما هي‏

هناك والمعرفة معدومة من هذا الصنف من الناس‏

[ما يصبر تحت الاختبار الإلهي إلا الذي حاز رتبة الكمال‏]

وما صبر تحت الاختبار الإلهي إلا الذهب الخالص المعدني الذي حاز رتبة الكمال وما بقي فيه من تربة المعدن شي‏ء وكل تكليف فتنة وجميع المخلوقات فتنة والاطلاع على نتائج الأعمال فتنة وهي حالة مقام يستصحب إلى الجنة وكان رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم وهو صاحب الكشف الأتم والعالم بما ثم يستعيذ من فتنة القبر وعذاب النار وفتنة المحيا والممات‏

[الشهوة العرضية والشهوة الذاتية]

وأما الشهوة فهي إرادة الملذوذات فهي لذة والتذاذ بملذوذ عند المشتهي فإنه لا يلزم أن يكون ذلك ملذوذا عند غيره ولا أن يكون موافقا لمزاجه ولا ملاءمة طبعه وذلك أن الشهوة شهوتان شهوة عرضية وهي التي يمنع من اتباعها فإنها كاذبة وإن نفعت يوما ما فلا ينبغي للعاقل أن يتبعها لئلا يرجع ذلك له عادة فتؤثر فيه العوارض وشهوة ذاتية فواجب عليه اتباعها فإن فيها صلاح مزاجه لملاءمتها طبعه وفي صلاح مزاجه وفي صلاح دينه سعادته ولكن يتبعها بالميزان الإلهي الموضوع من الشارع وهو حكم الشرع المقرر وفيها سواء كان من الرخص أو العزائم إذا كان متبعا للشرع لا يبالي فإنه طريق إلى الله مشروعة فإنه تعالى ما شرع إلا ما يوصل إليه بحكم السعادة ولا يلزم أيضا أن يكون ما يشتهيه في هذه الحال أن يشتهيه في كل حال ولا في كل وقت فينبغي له أن يعرف الحال الذي ولد تلك الشهوة عنده والوقت الذي اقتضاها وقد تتعلق بأعمال الطاعات هذه الشهوات العرضية فتوجب بعدا كمن يرى موضعا يستحسنه طبعه فيشتهي إن يصلي فيه أو لفضيلة يعلمها في ذلك الزمان على غيره فإن ذلك يؤثر في حاله مع الله أثر سوء وميزان ذلك الالتذاذ بعمل لا لشهود إلهي وهذا من المكر الخفي ولأبي يزيد في هذا قدم راسخة وقد نبه على ذلك لما سألته أمه في ليلة باردة أن يسقيها ماء وكان برا بها فثقل عليه القيام وقد كان ملتذا في جميع أحواله في خدمة أمه فاتهم نفسه في تلك اللذة إذ كان يتخيل أنه لا يلتذ بخدمة أمه إلا لإقامة حق الله ولا بعبادة إلا لإقامة حق الله فيها فرمى كل عبادة تقدمت له كان له التذاذ بها وتاب توبة جديدة

[أغوار النفوس لا يدركها إلا الفحول من أهل الله‏]

فأغوار النفوس لا يدركها إلا فحول أهل الله فلا تفرح بالالتذاذ بالطاعات ورفع المشقة فيها عنك دون ميزان القوم في ذلك فإذا اقترنت هذه الشهوة بصحبة أهل البدع وهم الأحداث وبصحبة الصبيان الصباح الوجوه والنساء في الله تعالى فيما تخيل له أنه في الله تعالى ففي طي هذا التعلق مكر إلهي خفي ولو تعلق ذلك الالتذاذ منه بغير هؤلاء الأصناف فليس ذلك بميزان يعرف به مكر الله حتى يفرق بين الصحبة لله والصحبة لشهوة الطبع إلا أن يصحب العلماء بالله أهل الورع أو شيخه إن كان من أهل الأذواق فذلك أمر آخر والذي ينبغي له أن يزن به حاله في دعواه إنه ما صحب الأحداث والنساء إلا لله إذا وجد ألما ووحشة عند فقده إياهم وهيجانا إلى لقائهم وفرحا بهم عند إقبالهم فتعلم عند ذلك أن الصحبة لهذا الصنف معلومة ليست لله وإن وقعت المنفعة للمصحوب منه فيسعد المصحوب ويشقى هذا المحب شقاوتين الواحدة فقد المحبوب والأخرى بالجهل وعدم العلم فيما كان يتخيل أنه علم وأنه صحب لله وفي الله وأما إن كان ممن تتعلق تلك المحبة منه بجميع المخلوقات ومن جملة المخلوقات أيضا هؤلاء الأصناف فقد يكون ذلك خديعة نفسية وميزانه أن لا يستوحش عند مفارقة واحد واحد فإنه لا يخلو عن مشاهدة

مخلوق فمحبوبه معه ما فارقه فإن العين واحدة لو غاب عضو من أعضاء محبوبك مع بقاء عينه معك ما وجدت ألما والخلق كلهم أعضاء بعضهم لبعض وأيضا إن تعلق بجميع المخلوقات على علم من صاحبه بعموم التعلق ابتداء في غير هؤلاء الأصناف ثم تظهر هؤلاء الأصناف ولا يجد مزيدا في ميزانه فيدخلهم في عموم ذلك التعلق فذلك مبناه على أصل صحيح وإن انجر معه الطبع في هذا الصنف ووجد معه الألم عند فقده على الخصوص فذلك لا يؤثر في خلوص تعلقه الإلهي في دعوته ونصيحته لصحة الأصل فإن حدث عنده عموم التعلق في ثاني الحال من تعلقه بصحبة هذا الصنف فلا يعول عليه فذلك تلبيس من النفس فليحذر منه وليترك صحبتهم جملة واحدة وكلامنا إنما هو مع أهل الطريق ولا بد من تمحيص هذا التعميم الذي وجده في ثاني حال من صحبتهم كما يمحص نفسه صاحب السماع المقيد بالنغمات إذا أرسله مطلقا بعد تحصيله ابتداء من المقيد بالنغمات فهو أصل معلول فلا يعتمد من هذه حالته على سماعه المطلق المكتسب في ثاني حال فإن ذلك تلبيس النفس حتى لا تترك السماع المقيد

[عيون العارفين في قلوبهم يرون ما تجهله من نفسك‏]

والإنسان إذا أنصف لربه من نفسه ولنفسه من نفسه عرف حاله بل كان أعرف بحاله من غيره إلا من العارفين بالله فإنهم أعرف به من‏



Veuillez noter que certains contenus sont traduits de l'arabe de manière semi-automatique!