Mekkeli Fetihler: futuhat makkiyah

Gözat Başlıkları Bölüm I: Bilgi Üzerine (Maarif) Bölüm II: Etkileşimler (Muamalat) Bölüm IV: Meskenler (Manazil) Girişler Bölüm V: Tartışmalar (Munazalat) Bölüm III: Eyaletler (Ahwal) Bölüm VI: İstasyonlar (Kutup Makamı) Birinci Bölüm İkinci Bölüm Üçüncü Bölüm Dördüncü Bölüm

الفتوحات المكية - طبعة بولاق الثالثة (القاهرة / الميمنية)

الباب:
فى معرفة منزل اختصام الملأ الأعلى من الحضرة الموسوية

أعطيناك منها في هذا الباب أنموذجا وعلى هذا الأسلوب تكون الأحوال المنسوبة إلى الرجال وأما الأحوال في نفوسها فلها الحكم العام في كل شي‏ء ولها الوجود الدائم في كل شي‏ء ففعل الحال يسمى الدائم ويتعلق بالقديم والمحدث قال تعالى سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَ الثَّقَلانِ فهذا من الحال إن كنت تعلم والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ انتهى السفر العشرون من الفتوحات المكية

«الباب السادس وثلاثمائة في معرفة منزل اختصام الملإ الأعلى من الحضرة الموسوية»

تخاصم الملإ العلوي برهان *** مع اعتراض بدا منهم ونسيان‏

على تناسبنا في أصل خلقتنا *** في الطبع وهو كمال فيه نقصان‏

إن الطبيعة دون النفس موضعها *** فحكمها في الهباء الكل جثمان‏

وإن تولد عن روح وعن فلك *** عناصر هي في الأبيات أركان‏

فكل جسم له روح مدبرة *** من طبعه فهو نوام ويقظان‏

وكل جسم فإن الطبع يحكمه *** فالجسم والروح تنور وبركان‏

فانظر ترى عجبا إذ ليس يخرج عن *** حكم الطبيعة أملاك وإنسان‏

وما أنا قلت هذا بل أتتك به *** الأنبياء وتوراة وقرآن‏

[علم مقامات الملائكة من العالم‏]

وأما ما يتضمنه هذا المنزل من العلوم علم المقامات مقامات الملائكة من العالم ومرتبتهم وهل يعلم ذلك هنا أو في الدار الآخرة وعلم المقام الذي ظهر منه في العالم علم الخلاف الواقع في العالم والجدلي وما له من أحوال الأسماء الإلهية المعارضة كالغفار والمنتقم إذا طلب كل واحد منهما حكمه في العاصي وعلم الأرض ولأي سبب وجدت وعلم الجبال وهل هي من الأرض أم لا وهل وجدت دفعة أو كما ذهبت إليه الحكماء وعلم النكاح الساري في العالم العقلي والمعنوي والحسي والحيواني وعلم النوم وهل هو في الجنة أم لا وهل له حكم في العالم الإلهي وعلم الليل والنهار واليوم والزمان وعلم السموات وعلم الشمس وعلم المولدات وعلم الغيوب وعلم الآخرة وما يتعلق به من تفاصيله وعلم الأسباب الأخروية وعلم كلام الرحمن وهل ينسب إليه الكلام كما ينسب إلى الاسم الله أم لا وعلم السكتة العامة وعلم ما جاءت به الرسل من التعريفات لا من الأحكام فهذه أمهات المسائل من العلوم التي يتضمنها هذا المنزل فلنذكر منها ما يسر الله على لساني والله المؤيد سبحانه والمعين وعليه أتوكل وبه أستعين يقول الله تعالى مخبرا عن نبيه صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم ما كانَ لِي من عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلى‏ إِذْ يَخْتَصِمُونَ ولما

قال النبي صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم في أن اختصام الملإ الأعلى في الكفارات ونقل الاقدام إلى الصلاة في الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره والتعقيب في المساجد أثر الصلوات‏

فمعنى ذلك أي هذه الأعمال أفضل ومعنى أفضل على وجهين الواحد أي الأعمال أحب إلى الله من هذه الأعمال والوجه الآخر أي الأعمال أعظم درجة في الجنة للعامل بها وأما أسرار هذه الأعمال فهي التي يطلبها هذا المنزل فاعلم ابتداء أن الملائكة عليه السلام لو لم تكن الأنوار التي خلقت منها موجودة من الطبيعة مثل السموات التي عمرتها هؤلاء الملائكة فإنها كانت دخانا والدخان والبخار من عالم الطبيعة فالبخار غايته دون دائرة الزمهرير وذلك أن الأبخرة إنما تصعد بما فيها من الحرارة وتنزل عن الدخان بما فيها من الرطوبة فإن الأبخرة عن الحرارة التي في الأرض فإن هذه العناصر مركبة من الطبائع الأربع غير أنه ما هي في كل واحدة منها على الاعتدال فما غلب عليه برده ورطوبته سمي ماء وكذلك ما بقي فالبخار الخارج من الماء والأرض إنما هو بما فيهما من الحرارة وإنما علا الدخان فوق كرة الأثير لغلبة الحرارة واليبوسة عليه لأن كمية الحرارة واليبس فيه أكثر من الرطوبة ولذلك كانت السموات أجساما شفافة وخلق الله عمار كل فلك من طبيعة فلكه فلذلك كانت الملائكة من عالم الطبيعة ونعتوا بأنهم يختصمون والخصام لا يكون إلا فيمن ركب من الطبائع لما فيها من التضاد فلا بد فيمن يتكون عنها إن يكون على حكم الأصل فالنور الذي خلقت منه الملائكة نور طبيعي فكانت الملائكة فيها الموافقة من وجه والمخالفة من وجه فهذا سبب اختلاف الملإ الأعلى فيما يختصمون فيه فلو أن الله‏

يعلمهم بما هو الأفضل عنده من هذه الأعمال والأحب إليه ما تنازعوا ولو أنهم يكشفون ارتباط درجات الجنان بهذه الأعمال لحكموا بالفضيلة للأعلى منها وإنما الله سبحانه غيب عنهم ذلك فهم في هذه المسألة بمنزلة علماء البشر إذا قعدوا في مجلس مناظرة فيما بينهم في مسألة من الحيض الذي لا نصيب لهم فيه بخلاف المسائل التي لهم فيها نصيب وإنما قلنا ذلك لأن الكفارات إنما هي لإحباط ما خالف فيه المكلف ربه من أوامره ونواهيه والملائكة قد شهد الله لهم بالعصمة أنهم لا يَعْصُونَ الله ما أَمَرَهُمْ ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ به وما بلغنا إن عندهم نهي وإذا لم يعصوا وكانوا مطيعين فليس لهم في أعمال الكفارات قدم فهم يختصمون فيما لا قدم لهم فيه وكذلك ما بقي من الأعمال التي لا قدم لهم فيها فهم مطهرون فلا يتطهرون فلا يتصفون في طهارتهم بالإسباغ والإبلاغ في ذلك وغير الإسباغ وكذلك المشي إلى مساجد الجماعات لشهود الصلوات ليس لهم هذا العمل فإن قلت فإنهم يسعون إلى مجالس الذكر ويقول بعضهم لبعض هلموا إلى بغيتكم‏

[إن الذكر ما هو عين الصلاة]

فاعلم إن الذكر ما هو عين الصلاة ونحن إنما نتكلم في عمل خاص في الجماعة ليس لهم فيه دخول مثل ما لبني آدم فإنهم ليسوا على صور بنى آدم بالذات وإنما لهم التشكل فيهم وقد علم جبريل عليه السلام رسول الله صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم الصلوات بالفعل وتلك من جبريل حكاية يحكيها للتعليم والتعريف بالأوقات وأما التعقيب أثر الصلوات فإنما ذلك للمصلين على هذه الهيئة المخصوصة التي ليست للملائكة فما اختصموا في أمر هو صفتهم فلهذا ضربنا مسألة الحيض مثلا وسبب ذلك أن الملائكة تدعو بنى آدم في لماتها إلى العمل الصالح وترغبهم في الأفضل فلهذا اختصمت في الأفضل حتى تأمرهم به وبعد أن نبهناك على سبب الخصام فلنبين لك ما اختصموا فيه‏

[إن الكفارات إنما شرعت لتكون حجبا بين العبد وبين ما عرض إليه نفسه من حلول البلايا بالمخالفات‏]

فاعلم إن الكفارات إنما شرعت لتكون حجبا بين العبد وبين ما عرض إليه نفسه من حلول البلايا بالمخالفات التي عملها مأمورا كان بذلك العمل أو منهيا عنه فإذا جاء المنتقم بالبلاء المنزل الذي تطلبه هذه المخالفة وجدت هذه الأعمال قد سترته في ظل جناحها واكتنفته وصارت عليه جنة ووقاية والاسم الغفار حاكم هذه الكفارات فلم يجد البلاء منفذا فلم ينفذ فيه الوعيد لغلبة سلطان هذا العمل المسمى كفارة والكفر الستر ومنه سمي الزراع كافرا لأنه يستر البذر في الأرض ويغطيه بالتراب وقد أشار إلى ذلك صَلَّى اللهُ عَليهِ وسَلَّم حيث قال في الزاني إن الايمان يخرج منه حتى يصير عليه كالظلة فإذا أقلع رجع إليه الايمان‏

وذلك أن الزاني أو المخالف في حال الزنا يطلبه البلاء والعقوبة من الله إما في حال الزنا أو عقبه فإن كان في حال الزنا فله من البلاء على قدر ما مضى منه فإنه قد يطرأ عارض يمنعه من تمام الفعل وهو إنزال الماء أو خروج الذكر من الفرج فيجد الايمان على الزاني كالظلة وهو حجاب قوي فلا يستطيع النفوذ معه ولا الوصول إليه فإذا كان الزاني في حال الزنا محفوظا معصوما من البلاء لشرف الايمان في الدنيا فما ظنك به في الآخرة فإن صولته في الآخرة أتم من حكمه في الدنيا فالكفارات كلها جنن هذه مرتبتها لا تزيد عليها وما زاد على ذلك من درجة في الجنة أو منزلة فهو ما خرج في ذلك العمل من حد كونه كفارة والكفارة لا ترفع الدرجات وإنما هي عواصم من هذه القواصم وأما قوله كفارات جمع كفارة ببنية المبالغة أنباء بذلك على أنه لصورة العمل الواحد أنواع كثيرة من البلاء وذلك لأن العمل يتضمن حركات مختلفة ولكل حركة بلاء خاص من عند الله فيكون هذا العمل المكفر له في كل بلاء تطلبه المخالفة سترا يستره به من الوصول إليه والتأثير فيه فهو وإن كان مفردا للفظ فهو متكثر في المعنى وكذلك عمل الكفارة فهو واحد من حيث الاسم وهو كثير من حيث أجزاؤه فإن كان العمل لا يتجزأ كالتوبة التي هي مكفرة فالبلاء الخاص الذي تدفعه هذه التوبة هو بلاء واحد لا تعداد فيه ولا كثرة فإن الأمور الإلهية تجري على موازين إلهية قد وضعها الله في العالم ولا سيما في العقوبات فلا تطفيف فيها أصلا وإذا كان الشي‏ء الواحد وإن لم يكن معصية كفارات مختلفة مثل الحاج يحلق رأسه لأذى يجده أو المتمتع أو المظاهر أو من حلف على يمين فرأى خيرا منها فإن مثل هذا له كفارات مختلفة أي عمل مكفر فعل سقط عنه الآخر فقام هذا العمل الواحد مقام ما بقي مما سقط عنه فإن كانت اليمين غموسا فإن الكفارة فيه ككفارة سائر الخطايا فيتصور خطاب الملائكة أي كفارات التخيير أولى بأن يفعل أو لما ذا تكون كفارة وما عمل شيئا تجب أو تتوجه فيه العقوبة حتى تكون هذه الكفارة تدفعه فعن أي شي‏ء تستره فالملأ الأعلى يختصمون في مثل هذا أيضا فالعالم صاحب‏



Bazı içeriklerin Arapçadan Yarı Otomatik olarak çevrildiğini lütfen unutmayın!