فترى الغير أن يحار عجبت و قد علم إن الحق أغير منه فكيف لا يأخذ عنه و من غيرته حرم الفواحش و هي من الحقائق الدواهش فلا تجمعه بين الشكلين و لا بقوله في رضاه بأخذ الميلين فرق بين النكاح و السفاح حتى تتميز الأرواح و جعل حكم هذا المفتاح في انضمام الأشباح و الزنا لا بد منه و قد قال لصاحبه استتر به و صنه و هو يعلم به و يراه و قدره و قضا به و مع ذلك نهاه و إن استتر عن أبناء جنسه فما استتر عمن هو أدنى إليه من نفسه و نفسه و هو خالق الحركات المنهي وقوعها و إليه يرجع جميعها ثم يفرح بتوبة عبده منها فكيف لا ينزه محل عبده عنها فلا يخلق إلا ما يسره و إن كانت المعاصي لا تضره كما إن الطاعات ما تنفعه و مع هذا العلم فلا أرى العالم إلا يفرقه و يجمعه
[شهود الغير لا خير و لا مير]
و من ذلك شهود الغير لا خير و لا مير من الباب 148 ما عنده خير و لا مير من ترك الغير الغير ما له مستند إلا إليه فلا يزال نصب عينيه لقد افترى من قال إن اللّٰه لم يقل ﴿أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ﴾ [العلق:14] يا ليت شعري بعد نفسه لمن يرى هل يرى إلا المير الذي أصله خير فإن الحق أصله و منه كان فصله فأوجده على صورته و حياه بسورته أشد ما ظهر من الصدق حكم الخلق على الحق فلا يحكم عليه إلا بما يعطيه و لا يقضى فيه إلا ما يقتضيه فيمضيه بحكمه يتصرف و إليه محبة تعرف أهل الإستبصار يعلمون أنه ما قام بالخلق افتقار و لا يتصف باضطرار و لا باختيار بل هو على ما هو عليه و يقبل من كرمه ما أضيف إليه فأبت الأسماء إلا التصرف و أبت الأعيان من الخلق إلا التظرف فمكنتها من التصريف في أعيانها و تخيلت أنها جادت عليها بأكوانها و ما علمت بأن الجود كان على نفسها بظهور عقلها و حسها فلو لا كرم الخلق ما انفعل للحق و لما كان ذا أصل كريم يحكم فيه الحكيم إيثارا له على ذاته ليظهر فيها حكم صفاته أو سماته فهو أصل الجود حيث انفعل للوجود حتى اتصف بأنه موجود فظهر فيه الاقتدار و وصف بالافتقار و الاضطرار فقبل هذا الوصف تظرفا و طلب من الحق تعرفا لما رأى حاجة الأسماء إليه و تعولها عليه و الأمر عند أهل النظر الفكري بعكس ما ذكرناه و ما بيناه حين سردناه و ليس التحقيق و الحق إلا فيما أشرنا إليه و أردناه و هذا أنفس علم يكون و هو الذي قيل به للشيء كن فكان و يكون به كل مكون
[ما هي أسباب التولي الإلهي]
و من ذلك ما هي أسباب التولي الإلهي من الباب 149 نحن أسبابه و إهابه و منا أعداؤه و أحبابه فمن خرج مضطرا و كان وجهه مكفهرا فهو العدو المبين و هو الذي إذا حدث يمين و من خرج طيب النفس مطيعا حاز الأمر جميعا فهو البلد الأمين و المخلوق في أحسن تقويم و الظاهر بصورة القديم فهذا سبب حصول العالم في القبضتين و خلق الدارين و تعيين النجدين ف
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية