[لو لا الأعيان ما ظهر الغيران]
و من ذلك لو لا الأعيان ما ظهر الغيران من الباب 147 الغيور سريع النفور فيخطئ أكثر مما يصيب و هو من شأنه في كل يوم عصيب لما حاز جميع الأسماء ظهر منه الاعتداء لا يحتمل المزيد و إن كان من جملة العبيد يفنى و يبيد إذا سمع تشبيه القرب الإلهي منه بحبل الوريد مقامه الوحدة و إن طالت المدة ينفر من صفات الحق لعلمه بأنه خلق لا يقول بالامتزاج و إن كان خلقه من نطفة أمشاج لا يقول بالنتاج و هو النمام كالزجاج تميل به الأرواح في هبوبها لتدنيه من محبوبها فيأبى الميل و هي تغلبه فتحكم عليه بما لا يقتضيه منصبه و لا يعطيه مذهبه فلا يزال لمجاري الأقدار في حال اضطرار لا اختيار ﴿وَ رَبُّكَ يَخْلُقُ مٰا يَشٰاءُ وَ يَخْتٰارُ﴾ [القصص:68]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية