و قال ﴿مٰا عَلَى الرَّسُولِ إِلاَّ الْبَلاٰغُ﴾ [المائدة:99] و أما ما يرد إليه عزَّ وجلَّ من الأمانات فهو كل علم آمنك عليه من العلوم التي إذا ظهرت بها في العموم ضل به من لا يسمعه منك بسمع الحق فإذا حصل لك مثل هذا العلم و رأيت من كان الحق سمعه و بصره و جميع قواه و ليس له هذا العلم فأداه إليه فإنه ما يسمعه منك إلا بسمع الحق فالحق على الحقيقة هو الذي سمع فرددت الأمانة إليه تعالى و هو الذي أعطاكها و حصلت لهذا الشخص الذي الحق سمعه فائدة لم يكن يعلمها و لكن حامل هذه الأمانة إن لم يكن عالما بأن هذا ممن يكون صفته أن يكون الحق سمعه و إلا فهو ممن خان اللّٰه و قد نهاه اللّٰه أن يخون اللّٰه و كذلك أيضا من خيانة من أطلعه اللّٰه على العلم بأن العالم وجوده وجود الحق ثم تصرف فيه بتعدي حد من حدود اللّٰه يعلم أنه متعد فيه فإن اللّٰه في هذا الحال هو عين الأمانة في وجوده عند أهل الحجاب سواء علم ذلك شرعا أو عقلا فقد خان اللّٰه في تصرفه باعتقاده التعدي ﴿وَ مَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللّٰهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ﴾ [الطلاق:1] و
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية