[إن اللّٰه أمرنا أن نؤدي الأمانات إلى أهلها]
و اعلم أن أهل الأمانات الذين أمرنا اللّٰه أن نوديها إليهم ليس المعتبر من أعطاها و لا بد و إنما أهلها من تؤدي إليه فإن كان الذي أعطاها بنية أن تؤدي إليه في وقت آخر فهو أهلها من حيث ما تؤدي إليه لا من حيث إنه أعطاها و إن أعطاها هذا الأمين المؤتمن إلى من أعطاه إياها ليحملها إلى غيره فذلك الغير هو أهلها لا من أعطى فقد أعلمك بالأهلية فيها فإن الحق إنما هو لمن يستحقه فاعلم ذلك و اعمل عليه
[إن الرسالة أمانة من اللّٰه]
و اعلم بأن اللّٰه قد أعطاك أمانة أخرى لتردها إليه كما أعطاك أمانة لتوصلها إلى غيرك لا تردها إليه كالرسالة فإن اللّٰه يقول ﴿يٰا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ وَ إِنْ لَمْ تَفْعَلْ فَمٰا بَلَّغْتَ رِسٰالَتَهُ﴾ [المائدة:67]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية