﴿ذَهَبَ مُغٰاضِباً﴾ [الأنبياء:87] و ظن أن اللّٰه لا يضيق عليه لما عهده من سعة رحمة اللّٰه فيه و ما نظر ذلك الاتساع الإلهي الرحماني في حق غيره فتناله أمته و اقتصر به على نفسه و الغضب ظلمة القلب فأثرت لعلو منصبه في ظاهره فاسكن في ظلمة بطن الحوت ما شاء اللّٰه لينبهه اللّٰه على حالته حين كان جنينا في بطن أمه من كان يدبره فيه و هل كان في ذلك الموطن يتصور منه أن يغاضب أو يغاضب بل كان في كنف اللّٰه لا يعرف سوى ربه فرده إلى هذه الحالة في بطن الحوت تعليما له بالفعل لا بالقول ﴿فَنٰادىٰ فِي الظُّلُمٰاتِ أَنْ لاٰ إِلٰهَ إِلاّٰ أَنْتَ﴾ [الأنبياء:87] عذرا عن أمته في هذا التوحيد أي تفعل ما تريد و تبسط رحمتك على من تشاء ﴿سُبْحٰانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظّٰالِمِينَ﴾ [الأنبياء:87]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية