يقول القسم نتيجة التهمة و الحق يعامل الخلق من حيث ما هم عليه لا من حيث ما هو عليه و لهذا لم يول الحق تعالى للملائكة لأنهم ليسوا من عالم التهمة و ليس لمخلوق أن يقسم بمخلوق و هو مذهبنا و إن أقسم بمخلوق عندنا فهو عاص و لا كفارة عليه إذا حنث و عليه التوبة مما وقع فيه لا غير و إنما أقسم الحق بنفسه حين أقسم بذكر المخلوقات و حذف الاسم يدل على ذلك إظهار الاسم في مواضع من الكتاب العزيز مثل قوله ﴿فَوَ رَبِّ السَّمٰاءِ وَ الْأَرْضِ﴾ ... ﴿بِرَبِّ الْمَشٰارِقِ وَ الْمَغٰارِبِ﴾ [ المعارج:40] فكان ذلك أعلاما في المواضع التي لم يجر للاسم ذكر ظاهر أنه غيب هنالك لأمر أراده سبحانه في ذلك يعرقه من عرفه الحق ذلك من نبي و ولي ملهم فإن القسم دليل على تعظيم المقسم به و لا شك أنه قد ذكر في القسم من يبصر و من لا يبصر فدخل في ذلك الرفيع و الوضيع و المرضى عنه و المغضوب عليه و المحبوب و الممقوت و المؤمن و الكافر و الموجود و المعدوم و لا يعرف منازل الأقسام إلا من عرف عالم الغيب فيغلب على الظن أن الاسم الإلهي هنا مضمر و قد عرفناك إن عالم الغيب هو الطول و عالم الشهادة هو العرض
(منزل الإنية)
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية