لما تلا رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم سورة الرحمن العامة لجميع ما خلق اللّٰه دنيا و آخرة و علوا و سفلا على الجن «فما قال في آية منها» ﴿فَبِأَيِّ آلاٰءِ رَبِّكُمٰا تُكَذِّبٰانِ﴾ [الرحمن:13] إلا قالت الجن و لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فمدحهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم لأصحابه بحسن الاستماع حين تلاها عليهم و لم يقولوا شيئا من ذلك و لم يكن سكوتهم عن جهل بأن الآلاء من اللّٰه و لا أن الجن أعرف منهم بنسبة الآلاء إلى اللّٰه و لكن الجن وفت بكمال المقام الظاهر حيث قالت و لا بشيء من آلائك ربنا نكذب فإن الموطن يقتضيه و لم تقل ذلك الصحابة من الإنس حين تلاها عليهم شغلا منهم بتحصيل علم ما ليس عندهم مما يجيء به رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم فشغلهم ذلك الحرص على تعمير الزمان الذي يقولون فيه ما قالت الجن أن يقول النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ما يقول من العلم فيستفيدون فهم أشد حرصا على اقتناء العلم من الجن و الجن أمكن في توفية الأدب بما يقتضيه هذا الموطن من الجواب من الإنس فمدحهم رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم بما فضلوا به على الإنس و ما مدح الإنس بما فضلوا به على الجن من الحرص على مزيد العلم بسكوتهم عند تلاوته و لا سيما و الحق يقول لهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية