فهذا تحرير رمى جمرات العارفين بمنى موضع التمني و بلوغ الأمنية فإنها أيام أكل و شرب و تمتع و نعيم فهي جنة معجلة و فيه إلقاء التفث و الوسخ و إزالة الشعث من الحاج و من قوة التمني الذي سمي به منى إنه يبلغ بصاحبه الذي هو معدوم مما تمناه مبلغ من عنده ما تمناه هذا المتمني بالفعل على أتم الوجوه مثل رب المال يفعل به أنواع الخير و ينفقه في سبل البر ابتغاء فضل اللّٰه فيتمنى العديم أن لو كان له مثله ليفعل فعله فهما في الأجر سواء بل هو أتم فإنه يحصل له الأجر التام على أكمل وجوهه من غير سؤال فإن صاحب الفعل يسأل عنه من أين جمعه و هل أخلص في إخراجه و بعد هذا التعب و المشقة يحصل على أجره و المتمني يحصل على ذلك من غير سؤال و لا مشقة
[بعد رمى الجمار يحلق الحاج رأسه]
من بعد رمى الجمار يحلق رأسه أعني جمرة العقبة يوم النحر و إنما سميتها جمارا و إن كانت جمرة واحدة في ذلك اليوم فإن كل واحدة من الحصى بإضافتها إلى الأخرى تسمى جماعة فهي جمار بهذا النظر كما تقول إذا اجتمع جوهران كانا جسمين أي انطلق على كل واحد منهما باجتماعه مع الآخر جسم فهما جسمان بهذا النظر كما قال ﴿وَ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنٰا زَوْجَيْنِ﴾ [الذاريات:49]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية