يعني الأسباب ﴿وَ لٰكِنْ لاٰ تُبْصِرُونَ﴾ [الواقعة:85] يعني نسبته إلينا لا إلى السبب فالحمد لله الذي فتح أبصارنا إلى إدراك هذا الوجه في كل ممكن فإذا رماه بالحصاة الثانية كما ذكرناه أخطر له السبب الذي يتوقف وجود الأركان عليه و هو الفلك فقال إن موجد هذه الأركان الفلك و صدقت فيما قتله فيرميه بالحصاة الثالثة و هي افتقار الفلك و هو الشكل إلى اللّٰه من الوجه الخاص كما ذكرنا فيصدقه في الافتقار و يقول له أنت غالط إنما كان افتقار الشكل إلى الجسم الذي لولاه ما ظهر الشكل فيرميه بالحصاة الرابعة و هو افتقار الجسم إلى اللّٰه من الوجه الخاص فيصدقه و يقول له صحيح ما قلت من الافتقار القائم و لكن إلى جوهر الهباء الذي تسميه أهل النظر الهيولى الكل الذي لم تظهر صورة الجسم إلا فيه فيرميه بالحصاة الخامسة و هو دليل افتقار الهباء إلى اللّٰه كما ذكرنا قبله فيقول بل افتقارها إلى النفس الكلية المعبر عنها في الشرع باللوح المحفوظ فيرميه بالحصاة السادسة و هو دليل افتقار النفس الكلية إلى اللّٰه من الوجه الخاص أيضا فيصدقه في الافتقار و لكن يقول له بل افتقارها إلى العقل الأول و هو القلم الأعلى الذي عنه انبعثت هذه النفس فيرميه بالحصاة السابعة و هو دليل افتقار العقل الأول إلى اللّٰه و ليس وراء اللّٰه مرمى فما يجد ما يقول له بعد اللّٰه فلذلك ما يقف عند جمرة العقبة و هي آخر الجمرات لأنه كما قلنا و ليس وراء اللّٰه مرمى
[منى موضع التمني و بلوغ الأمنية]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية