و لما كان الصيام بهذه المثابة كما ذكرناه تولى اللّٰه جزاءه بأنانيته لم يجعل ذلك لغيره كما كان الصيام من العبد لله من غير واسطة كان الجزاء من اللّٰه للصائم من غير واسطة و من يلقي سيده بما يستحقه كان إقبال السيد على من هذا فعله أتم إقبال لأن السيد ظهر في هذا الموطن ظهور مستفيد فقابله بنفسه و لم يكل كرامته لغيره ﴿فَإِنَّ اللّٰهَ غَنِيٌّ عَنِ الْعٰالَمِينَ﴾ [آل عمران:97]
(وصل في فصل في وقت فطر الصائم)
[بالغروب يتولى الصائم الاسم الفاطر]
«خرج مسلم عن عبد اللّٰه بن أبي أوفى قال كنا مع رسول اللّٰه صلى اللّٰه عليه و سلم في سفر في شهر رمضان فلما غابت» «الشمس قال يا فلان أنزل فاجدح لنا قال يا رسول اللّٰه إن عليك نهارا قال أنزل فاجدح لنا قال فنزل فجدح فأتاه به فشرب النبي صلى اللّٰه عليه و سلم ثم قال إذا غابت الشمس من هاهنا و جاء الليل من هاهنا فقد أفطر الصائم» فسواء أكل أو لم يأكل فإن الشرع أخبر أنه قد أفطر أي أن ذلك ليس بوقت للصوم و أنه بالغروب تولاه الاسم الفاطر
[إتيان الليل هو ظهور سلطان الغيب لا ظهور ما في الغيب]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية