﴿وَ مٰا عَلَّمْنٰاهُ الشِّعْرَ وَ مٰا يَنْبَغِي لَهُ﴾ [يس:69] فإن الشعر محل الإجمال و الرموز و الألغاز و التورية أي ما رمزنا له شيئا و لا لغزناه و لا خاطبناه بشيء و نحن نريد شيئا آخر و لا أجملنا له الخطاب إن هو إلا ذكر لما شاهده حين جذبناه و غيبناه عنه و أحضرناه بنا عندنا فكنا سمعه و بصره ثم رددناه إليكم لتهتدوا به في ظلمات الجهل و الكون فكنا لسانه الذي يخاطبكم به ثم أنزلنا عليه مذكرا يذكره بما شاهده فهو ذكر له لذلك و قرآن أي جمع أشياء كان شاهدها عندنا مبين ظاهر له لعلمه بأصل ما شاهده و عاينه في ذلك التقريب الأنزه الأقدس الذي ناله منه صلى اللّٰه عليه و سلم و لنا منه من الحظ على قدر صفاء المحل و التهيؤ و التقوى
[افتقار الطبائع إلى اللّٰه في وجود أعيانها و في تأليفها]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية