فسموها آلهة و هي ليست بهذه الصفة فورد حكم النفي على هذه النسبة الثابتة عندهم إليها لا في نفس الأمر لا على نفي الألوهية لأنه لو نفى النفي لكان عين الإثبات لما زعمه المشرك فكأنه يقول للمشرك هذا القول الذي قلت لا يصح أي ما هو الأمر كما زعمت و لا بد من إله و قد انتفت الكثرة من الآلهة بحرف الإيجاب الذي هو قوله إلا و أوجبوا هذه النسبة إلى المذكور بعد حرف الإيجاب و هو مسمى اللّٰه فقالوا لا إله إلا اللّٰه فلم تثبت نسبة الألوهة لله بإثبات المثبت لأنه سبحانه إله لنفسه فأثبت المثبت بقوله إلا اللّٰه هذا الأمر في نفس من لم يكن يعتقد انفراده سبحانه بهذا الوصف فإن ثبت الثبت محال و ليس نفي المنفي بمحال فعلى الحقيقة ما عبد المشرك إلا اللّٰه لأنه لو لم يعتقد الألوهة في الشريك ما عبده ﴿وَ قَضىٰ رَبُّكَ أَلاّٰ تَعْبُدُوا إِلاّٰ إِيّٰاهُ﴾ [الإسراء:23]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية