ثم اعلم أن اللّٰه ما وضع في العموم إلا أفضل الأشياء و أعمها منفعة و أثقلها وزنا لأنه يماثل بها أضدادا كثيرة فلا بد أن يكون في ذلك الموضوع في العامة من القوة ما يقابل به كل ضد و هذا لا يتفطن له كل عارف من أهل اللّٰه إلا الأنبياء الذين شرعوا للناس ما شرعوا و لا شك أنه «قال ﷺ أفضل ما قلته أنا و النبيون من قبلي لا إله إلا اللّٰه» و قد قال ما أشارت إلى فضله من ادعى الخصوص من الذكر بكلمة اللّٰه اللّٰه و هو هو و لا شك أنه من جملة الأقوال التي لا إله إلا اللّٰه أفضل منها عند العلماء بالله فعليك يا ولي بالذكر الثابت في العموم فإنه الذكر الأقوى و له النور الأضوى و المكانة الزلفى و لا يشعر بذلك إلا من لزمه و عمل به حتى أحكمه فإن اللّٰه ما وسع رحمته إلا للشمول و بلوغ المأمول و ما من أحد إلا و هو يطلب النجاة و إن جهل طريقها فمن نفى بلا إله عينه أثبت بإلا اللّٰه كونه فتنفى عينك حكما لا علما و توجب كون الحق حكما و علما و الإله من له جميع الأسماء و ليست إلا لعين واحدة و هي مسمى اللّٰه عامر السموات و الأرض الذي بيده ميزان الرفع و الخفض فعليك بلزوم هذا الذكر الذي قرن اللّٰه به و بالعلم به السعادة فعم
(وصية)
و إياك و معاداة أهل لا إله إلا اللّٰه فإن لها من اللّٰه الولاية العامة فهم أولياء اللّٰه و إن أخطئوا و جاءوا بقراب الأرض خطايا لا يشركون بالله لقيهم اللّٰه بمثلها مغفرة و من ثبتت ولايته فقد حرمت محاربته و من حارب اللّٰه فقد ذكر اللّٰه جزاءه في الدنيا و الآخرة و كل من لم يطلعك اللّٰه على عداوته لله فلا تتخذه عدوا و أقل أحوالك إذا جهلته أن تهمل أمره فإذا تحققت أنه عدو لله و ليس إلا المشرك فتبرأ منه كما فعل إبراهيم الخليل عليه السّلام في حق أبيه آزر قال اللّٰه عز و جل ﴿فَلَمّٰا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلّٰهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ﴾ [التوبة:114] هذا ميزانك يقول اللّٰه تعالى
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية