[63] - «الفصل الخامس والثلاثون» في الاسم الإلهي القوي
وتوجهه على إيجاد الملائكة وله من الحروف حرف الفاء ومن المنازل المقدرة سعد الأخبية قال الله تعالى عَلَيْها مَلائِكَةٌ غِلاظٌ شِدادٌ وقال في الملائكة ويَفْعَلُونَ ما يُؤْمَرُونَ وقال لا يُكَلِّفُ الله نَفْساً إِلَّا وُسْعَها وإِلَّا ما آتاها والأمر تكليف فظهرت القوة في الملائكة بإمداد الاسم القوي فإنه بقوته أمدهم وليس في العالم المخلوق أعظم قوة من المرأة لسر لا يعرفه إلا من عرف فيم وجد العالم وبأي حركة أوجده الحق تعالى وأنه عن مقدمتين فإنه نتيجة والناكح طالب والطالب مفتقر والمنكوح مطلوب والمطلوب له عزة الافتقار إليه والشهوة غالبة فقد بان لك محل المرأة من الموجودات وما الذي ينظر إليها من الحضرة الإلهية وبما ذا كانت ظاهرة القوة وقد نبه الله على ما خصها به من القوة في قوله في حق عائشة وحفصة وإِنْ تَظاهَرا عَلَيْهِ أي تتعاونا عليه فَإِنَّ الله هُوَ مَوْلاهُ أي ناصره وجِبْرِيلُ وصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ والْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذلِكَ ظَهِيرٌ هذا كله في مقاواة امرأتين وما ذكر إلا الأقوياء الذين لهم الشدة والقوة فإن صالح المؤمنين يفعل بالهمة وهو أقوى الفعل فإن فهمت فقد رميت بك على الطريق فأنزل الملائكة بعد ذكره نفسه وجِبْرِيلُ وصالِحُ الْمُؤْمِنِينَ منزلة المعينين ولا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ فدل أن نظر الاسم القوي إلى الملائكة أقوى في وجود القوة فيهم من غيرهم فإنه منه أوجدهم فمن يستعان عليه فهو فيما يستعان فيه أقوى مما يستعان به فكل ملك خلقه الله من أنفاس النساء هو أقوى الملائكة فإنه من نفس الأقوى فتوجه الاسم الإلهي القوي في وجود القوة على إيجاد ملائكة أنفاس النساء أعطى للقوة فيهم من سائر الملائكة