الفتوحات المكية

في معرفة النفس بفتح الفاء

وهو الباب 198 من الفتوحات المكية

[اختصاص الملائكة بالقوة لأنها أنوار]

  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  


[64] - [اختصاص الملائكة بالقوة لأنها أنوار]

وإنما اختصت الملائكة بالقوة لأنها أنوار وأقوى من لنور فلا يكون لأن له الظهور وبه الظهور وكل شي‏ء مفتقر إلى الظهور ولا ظهور له إلا بالنور في العالم الأعلى والأسفل قال تعالى الله نُورُ السَّماواتِ والْأَرْضِ وقيل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما قيل له أ رأيت ربك فقال صلى الله عليه وسلم نوراني أراه‏

وقال لأحرقت سبحات وجهه ما أدركه بصره من خلقه‏

والسبحات الأنوار فهي المظهرة للأشياء والمغنية لها ولما كان الظل لا يثبت للنور والعالم ظل والحق نور فلهذا يفنى العالم عن نفسه عند التجلي فإن التجلي نور وشهود النفس ظل فيفني الناظر المتجلي له عن شهود نفسه عند رؤية الله فإذا أرسل الحجاب ظهر الظل ووقع التلذذ بالشاهد وهذا الفصل علم فيه عظيم لا يمكن أن ينقال ولا سره أن يذاع من علمه علم صدور العالم علم كيفية والله يَقُولُ الْحَقَّ وهُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ‏


  الصفحة السابقة

المحتويات

الصفحة التالية  

البحث في نص الكتاب



يرجى ملاحظة أن بعض المحتويات تتم ترجمتها بشكل شبه تلقائي!