﴿فَسْئَلُوهُمْ إِنْ كٰانُوا يَنْطِقُونَ﴾ يريد توبيخهم و لهذا رجعوا إلى أنفسهم و هو قوله تعالى ﴿وَ تِلْكَ حُجَّتُنٰا آتَيْنٰاهٰا إِبْرٰاهِيمَ عَلىٰ قَوْمِهِ﴾ [الأنعام:83] في كل حال و إنما سمي ذلك كذبا لإضافة الفعل في عالم الألفاظ إلى كبيرهم و الكبير اللّٰه على الحقيقة و اللّٰه هو الفاعل المكسر للأصنام بيد إبراهيم فإنه يده التي يبطش بها كذا أخبر عن نفسه فكسر هذه الأصنام التي زعموا أنها آلهة لهم أ لا ترى المشركين يقولون فيهم ﴿مٰا نَعْبُدُهُمْ إِلاّٰ لِيُقَرِّبُونٰا إِلَى اللّٰهِ زُلْفىٰ﴾ [الزمر:3] فاعترفوا إن ثم إلها كبيرا أكبر من هؤلاء كما هو أحسن الخالقين و أرحم الراحمين فهذا الذي قاله إبراهيم عليه السلام صحيح في عقد إبراهيم عليه السلام و إنما أخطأ المشركون حيث لم يفهموا عن إبراهيم ما أراد بقوله ﴿بَلْ فَعَلَهُ كَبِيرُهُمْ﴾ [الأنبياء:63]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية