إن الفتاة التي في طرفها حور *** تفني الدموع و تذكى قلبنا لهبا
فإن أتوك و قالوا إنها نصف *** فإن أفضل نصفيها الذي ذهبا
أنقدتها ورقا حتى أفوز بها *** فمانعت فلهذا صغته ذهبا
لو أنها ظهرت لكل ذي بصر *** أعمى سناها لهذا عينها احتجبا
[إن اللّٰه هو الظاهر لنفسه لا لخلقه فلا يدركه سواه]
يدعى صاحبها عبد الظاهر و يلقب بالظاهر بأمر اللّٰه هذه الحضرة له تعالى لأنه الظاهر لنفسه لا لخلقه فلا يدركه سواه أصلا و الذي تعطينا هذه الحضرة ظهور أحكام أسمائه الحسنى و ظهور أحكام أعياننا في وجود الحق و هو من وراء ما ظهر فلا أعياننا تدرك رؤية و لا عين الحق تدرك رؤية و لا أعيان أسمائه تدرك رؤية و نحن لا نشك إنا قد أدركنا أمرا ما رؤية و هو الذي تشهده الأبصار منا فما ذلك إلا الأحكام التي لأعياننا ظهرت لنا في وجود الحق فكان مظهر إلها فظهرت أعياننا ظهور الصور في المرائي ما هي عين الرائي لما فيها من حكم المجلى و لا هي عين المجلى لما فيها مما يخالف حكم المجلى و ما ثم أمر ثالث من خارج يقع عليه الإدراك و قد وقع فما هو هذا المدرك و من هو هذا المدرك فمن العالم و من الحق و من الظاهر و من المظهر و من المظيهر فإن كانت النسب فالنسب أمور عدمية إلا أن علة الرؤية استعداد المرئي لقبول الإدراك فيرى المعدوم سلمنا إن المعدوم يرى فمن الرائي فإن كان نسبة أيضا فكما هو مستعد أن يرى يكون مستعدا أن يرى و إن لم يكن نسبة و كان أمرا وجوديا فكما هو الرائي هو المرئي لأن الذي نراه يرانا فإذا قلنا إنه نسبة من حيث إنه مرئي لنا فنقول إنه أمر وجودي من حيث إنه يرانا كما قلنا فينا من حيث إنا ندركه فالأمر واحد فقد حرنا فينا و فيه فمن نحن و من هو و قد قال له بعضنا ﴿أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ قٰالَ لَنْ تَرٰانِي﴾ [الأعراف:143] و قال عن نفسه ﴿أَ لَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللّٰهَ يَرىٰ﴾ [العلق:14]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية