و لست أفقده إذا يسارقني *** بطرفه و هو لي من أعظم الحيل
اللّٰه سخره فيما أصرفه *** و لست أصرفه عن رؤية الجبل
[أن الممكنات بالنسبة إلى الإيجاد أو نسبة الإيجاد إليها على السواء]
يدعى صاحبها عبد المقدم من هذه الحضرة يثبت بالدليل ثبوت المرجح و هو اللّٰه و ذلك أن الممكنات بالنسبة إلى الإيجاد أو نسبة الإيجاد إليها على السواء على كل واحد واحد منها فإذا تقدم أحد الممكنات على غيره بالوجود مع التسوية في النسبة دل أنه مرجح لأمر ما ليس لنفسه فعلمنا أنه لا بد من مرجح و هو المقدم له على غيره من الممكنات و هذا أشد في الدلالة من دلالة الأشعري بالزمان على هذا المطلوب فإنه يقول ما من ممكن يوجد في زمان إلا و يجوز إيجاده قبل ذلك الزمان أو بعده فما تكلم إلا فيما يدخل تحت حكم الزمان و الزمان عنده أيضا موجود و لا يوجد في زمان فيخرج الزمان عن حكم هذه الدلالة و الذي ذهبنا إليه يدخل في حكمه كل ممكن من زمان و غير زمان مما له وجود فهو أتم في الدلالة ثم إن اللّٰه تعالى بعد إبراز ما أبرزه من العالم عين للعالم مراتب و تلك المراتب نسبة كل من يقتضي حقيقته البروز بها و الإنزال فيها نسبة واحدة فإذا نالها شخص واحد من الأشخاص أشخاص هذا النوع و تقدم إليها و بها فإن الذي قدمه هو المقدم كالخلافة في النوع الإنساني ما من إنسان إلا و هو قابل لها فيقدم الحق من شاء فيها دون غيره فيتأخر الغير عنها في ذلك الزمان بلا شك و كذلك في النبوة و الرسالة و الإمارة و جميع المراتب على هذا الحد تجري ﴿وَ اللّٰهُ يَقُولُ الْحَقَّ وَ هُوَ يَهْدِي السَّبِيلَ﴾ [الأحزاب:4]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية