«فقيل لنا قولوا في الصلاة على محمد كما صليت على إبراهيم» و الصلاة من اللّٰه الرحمة و الشفاء من الرحمة و قد اقتضى مقام النبي ﷺ أن يبين أن الأشفية التي تكون عند استعمال أسبابها أنها شفاء اللّٰه إذ لا يتمكن رفع الأسباب من العالم عادة و «قد ورد أن اللّٰه ما خلق داء إلا و خلق له دواء» فأراد اللّٰه أن يعطي محمدا ﷺ ما أعطاه إبراهيم خليله مع ما عنده مما ليس عند غيره هذا أبو بكر رضي اللّٰه عنه و هو حسنة من حسنات رسول اللّٰه ﷺ يقول الطبيب أمرضني و الخليل يقول ﴿وَ إِذٰا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾ [الشعراء:80] فانظر ما بين القولين تجد قول أبي بكر أحق و أنظر ما بين الأدبين تجد الخليل عليه السّلام أكثر أدبا فإن آداب النبوة لا يبلغها أدب كما قال معلم موسى ع ﴿فَأَرَدْتُ أَنْ أَعِيبَهٰا﴾ [الكهف:79] و ﴿فَأَرٰادَ رَبُّكَ أَنْ يَبْلُغٰا أَشُدَّهُمٰا﴾ [الكهف:82] فهذا لسان إبراهيم عليه الصلاة و السلام
و كل وقت له حال ينطقه *** و كل حال له معنى يحققه
فقول إبراهيم الخليل ﴿وَ إِذٰا مَرِضْتُ﴾ [الشعراء:80] نهاية و قوله
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية