إلا هذا الاسم الرقيب و هذه الحضرة لأنه على الحقيقة من الرقبى و الرقبى إن تملك رقبة الشيء بخلاف العمري فإذا ملكت رقبة الشيء تبعته صفاته كلها و ما ينسب إليه بخلاف الصفة لأنك إذا ملكت صفة ما لا يلزم أن تملك جميع الصفات و إذا ملكت الموصوف فبالضرورة تملك جميع الصفات لأنها لا تقوم بأنفسها و إنما تطلب الموصوف و لا تجده إلا عندك فتملكها عند ذلك فهي كالحبالة للصائد فأما ملكه إياك فمعلوم بما تعطيه حقيقتك و أما ملكك إياه فبقوله ﴿فَأَيْنَمٰا تُوَلُّوا فَثَمَّ وَجْهُ اللّٰهِ﴾ [البقرة:115] و وجه الشيء ذاته و حقيقته و الرقيب اسم فاعل على كل شيء و هو المرقب عليه فإنه المشهود لكل شيء فيرقب العبد في جميع حركاته و سكناته و يرقبه العبد في جميع آثاره في قلبه و خواطره و حركاته و حركات ما خرج عنه من العالم فلا يزال صاحب هذه الحضرة في مزيد علم إلهي أبدا علم ذات ينجر معه علم صفات و نعوت و أسماء و نسب و أحكام و لا بد لهذا الاسم من حكم الإحاطة حتى يصح شمول المراقبة و لما كانت المراقبة تقتضي الاستفادة و الحفظ حذرا من الوقائع فالعلم قوله حتى نعلم فإذا ابتلاه راقبه حتى يرى ما يفعل فيما ابتلاه به لأنه ما ابتلاه ابتداء و إنما ابتلاه لدعواه لأنه قال لهم ﴿أَ لَسْتُ بِرَبِّكُمْ﴾ [الأعراف:172] فقالوا ﴿بَلىٰ﴾ [البقرة:81]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية