﴿فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَ حَكَماً مِنْ أَهْلِهٰا﴾ [النساء:35] و «قال ﷺ في عيسى عليه السّلام إنه ينزل فينا حكما مقسطا» الحديث كما ورد فالحكم هو القاضي في الأمور إما بحسب أوضاعها و إما بحسب أعيانها فيحكم على الأشياء بحدودها فهي الحكم على نفسها لأنه ما حكم عليها إلا بها و لو حكم بغير ما هي عليه لكان حكم جور و كان قاسطا لا مقسطا و الحكم هو القضاء المحكوم به على المحكوم عليه بما هو المحكوم فيه و أعجب ما في هذه الحضرة نصب الحكمين في النازلة الواحدة و هما من وجه كالكتاب و السنة فقد يتفقان في الحكم و قد يختلفان فإن علم التأريخ كان نسخا و إن جهل التأريخ ما أن يسقطا معا و أما أن يعمل بهما على التخيير فأي شيء عمل من ذلك كان كالمسح في الوضوء للرجلين و كالغسل فأي الأمرين وقع فقد أدى المكلف واجبا على إن في المسألة الخلاف المشهور و لكن عدلنا إلى مذهبنا فيه خاصة فذكرناه و مرتبة الحكم أن يحكم للشيء و على الشيء و هذه حضرة القضاء من وقف على حقيقتها شهودا علم سر القدر و هو أنه ما حكم على الأشياء إلا بالأشياء فما جاءها شيء من خارج و «قد ورد أعمالكم ترد عليكم» و في الحدود الذاتية برهان ما نبهنا عليه في هذه الحضرة الحكمية
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية