لأنه عقد كل هاد *** بل مهتد لا عن الضلال
و إن كان كذلك فاجهد أن لا تصدر منك صورة إلا مخلقة في غاية الكمال في قول و عمل و لا يغرنك كون النقص من كمال الوجود لأن ذلك من كمال الوجود ما هو من كمال ما وجد عنك فإن جماعة من الناس زلوا في هذا الموضع لقيناهم فينتج هذا الذكر لصاحبه مشاهدة الحق عند قوله و قبوله له و من شاهد الحفظة فمن هذا المقام شهدهم و لما أشهدنيهم الحق تعالى تعذبت بشهودهم و لم أتعذب بشهود الحق فلم أزل أسأل اللّٰه في أن يحجبهم عني فلا أبصرهم و لا أكلمهم ففعل اللّٰه معي ذلك و سترهم عن عيني و إنما لم أتعذب بشهود الحق لأنه عند شهود العبد ربه تعالى يشهده شاهد أو مشهود أو شهوده الملك ليس كذلك فإنه يشهده أجنبيا عنه و لو كان الحق بصره فإنه أعظم في الأجنبية و أشد في القلق عند صاحب هذه الصفة لأن الملك لا ينبغي أن يكون رقيبا على اللّٰه و هو رقيب فلا بد أن يكون الملك في هذه الحال محجوبا عن اللّٰه تعالى لا يشهده صفة عبده إذ لو شهدها لم يتمكن له أن يكون رقيبا عليه فلا بد لهذا العبد أن يتقلق بشهود الملك فإذا غاب عن حسه انفرد بسره بربه و أملى على الملك ما شاء أن يملي عليه ف ﴿كٰانَ اللّٰهُ عَلىٰ كُلِّ شَيْءٍ رَقِيباً﴾ [الأحزاب:52] و الملائكة حافظون من أمر اللّٰه هذا الشخص الإنساني قال تعالى ﴿لَهُ مُعَقِّبٰاتٌ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَ مِنْ خَلْفِهِ يَحْفَظُونَهُ مِنْ أَمْرِ اللّٰهِ﴾ [الرعد:11]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية