﴿وَ ذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرىٰ تَنْفَعُ الْمُؤْمِنِينَ﴾ [الذاريات:55] فالتفت إلى القابل و ما التفت إلى المعرض فلم يرتبط الوجود إلا بالمؤمن و هو سبحانه ﴿اَلْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ﴾ [الحشر:23] على المؤمنين فجزاء اللّٰه عندنا على هذا الاعتناء العمل بما شرع و المبادرة لما به نهي و أمر اعتناء باعتناء و هو أحق بنا فإن اعتناءنا بالقبول يعود علينا نفعه لافتقارنا إلى ذلك النفع و اعتناؤه بنا امتنان منه لأنه غني حميد بغناه فوعظنا بالحوادث الواقعة على خلاف الأغراض مما تنفر عنه طباعنا و ذكرنا بأنا معرضون لحلولها بنا إلا أن يعصم اللّٰه في بعضها لا في كلها فإن منتهى الدوائر و أعظمها الموت و لا بد منه بأي وجه كان و لست أعني بالموت إلا الانتقال عن هذه الدار فإن الشهيد منتقل و إن لم يتصف بالموت هكذا أمرنا المؤدب أن نقول فإن لنا نصيبا من الأدب الإلهي الذي أدب به اللّٰه رسوله ﷺ فليس أدب اللّٰه خاصا بأحد دون أحد فمن قبله سعد و كان ممن أدبه اللّٰه و انتمى إلى اللّٰه في الأدب و هو أحسن الأدب و قد نهانا أن نقول لمن يقتل في سبيل اللّٰه إنه ميت : و لا نحسب أنه ميت بل هو حي عند ربه و في إيماني يرزق : و ذكرنا تعالى بموعظته ذكرى حال إذ أصاب من قبلنا بوقوع تلك الدوائر عليهم
ألذ الفعل فعل القهر فانظر *** بعقلك إذا رأتك سنى الوجود
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية