﴿مِنْ نَفْسٍ وٰاحِدَةٍ﴾ [النساء:1] خلقت تلك النفس من طين فانظر ما أعجب إشارة أبي يزيد و إياك أن يخطر لك في هذا الرجل احتقار منه للمقام المحمود الذي لمحمد ﷺ يوم القيامة و أنه يفتح فيه أمر الشفاعة و هو مقام جليل
[المقام المحمود و الشفاعة]
و اعلم أنه ما سمي ﴿مَقٰاماً مَحْمُوداً﴾ [الإسراء:79] لمجرد الشفاعة بل لما فيه من عواقب الثناء الإلهي الذي يثني رسول اللّٰه ﷺ بها على ربه عزَّ وجلَّ مما لا يعلم بذلك الثناء الخاص اليوم فما حمد إلا من أجل اللّٰه لا من أجل الشفاعة ثم جاءت الشفاعة تبعا في هذا المقام فيقال له عند فراغه من الثناء سل تعطه و اشفع تشفع فيشفع في الشافعين أن يشفعوا فيبيح اللّٰه الشفاعة للشافعين عند ذلك فيشفعون فلا يبقى ملك و لا رسول و لا مؤمن إلا و يشفع ممن هو من أهل الشفاعة و أهل العهد الخالص على منابرهم
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية