و لما عمت رحمة اللّٰه أبا يزيد البسطامي و لم ير للكون فيها أثرا يزيل عنها حكم العموم قال للحق لو علم الناس منك ما أعلم ما عبدوك و قال له الحق تعالى يا أبا يزيد لو علم الناس منك ما أعلم لرجموك
[لا بد للخليفة أن يكسو صفة اللّٰه و نعته]
فاعلم أن الذي يريد أن يستنيب في عباده من يقوم فيهم مقامه لا بد أن يكسوه صفته و نعته فيكون الخليفة هو الظاهر و الذي استخلفه الباطن فيكون كسور الأعراف باطنه فيه الرحمة لأنه الحق الذي غلبت رحمته غضبه و ظاهره من قبله العذاب فما العذاب في ظاهره و إنما العذاب قبله فيراه قبلا ممن استخلف عليهم و قد حد الحق حدودا له يعاملهم بها ليكون إذا قام بها عند المؤمن بها و به محمودا لا يتطرق إليه ذم كما لا يتطرق لمن استخلفه ف ﴿مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطٰاعَ اللّٰهَ﴾ [النساء:80]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية