قد انتجه العلم الذي قاله لنا *** فإني لعلمي بالحقيقة حارث
أعني «قوله ﷺ من عرف نفسه عرف ربه» فقدم معرفة الإنسان نفسه لأنه عين الدليل و لا بد أن يكون العلم بالدليل مقدما على العلم بالمدلول و الدليل نحن و نحن في مقام الشفعية فلذلك عبرنا بالاثنين لوجود الشفع فنتج لنا النظر فينا وجود الحق و أحديته فهو ثالث اثنين كما هو رابع ثلاثة فلذلك قلنا و اللّٰه ثالث لهذين الاثنين و أنا حارث أي كاسب لهذا العلم بالنظر ثم إن للحق ورثا منا كما قال ﴿إِنّٰا نَحْنُ نَرِثُ الْأَرْضَ وَ مَنْ عَلَيْهٰا﴾ [مريم:40] عينا و حكما فأما في العين فقوله ﴿وَ إِلَيْنٰا تُرْجَعُونَ﴾ [الأنبياء:35] فإن الأمور ترجع إلى أصولها كما ينعطف آخر الدائرة على أولها فمن أول ما تبتدئ بالدائرة إنما يطلب بذلك الرجوع إلى أصلها و هو بدؤها فإليه تنتهي فنحن لا نعلم شيئا إلا به فورث منا هذه الصفة فقال تعالى ﴿وَ لَنَبْلُوَنَّكُمْ حَتّٰى نَعْلَمَ﴾ [محمد:31]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية