يعني في الضلال الذي هو الحيرة ثم قال ﴿بَلْ هُمْ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الفرقان:44] و السبيل الطريق فزاد و إضلالا أي حيرة في الطريق التي يطلبونها للوصول إلى معرفة ربهم من طريق أفكارهم فهذه حيرة زائدة على الحيرة في اللّٰه و كذلك قال فيهم حيثما قال إنما جعل الزيادة في السبيل و ليس إلا الفكر و التفكر فيما منع التفكر فيه و هو النظر في ذات اللّٰه فقال ﴿وَ مَنْ كٰانَ فِي هٰذِهِ أَعْمىٰ﴾ [الإسراء:72] و هو حال الجهل بالله كما هو في نفس الأمر من حيث الذات ﴿فَهُوَ فِي الْآخِرَةِ أَعْمىٰ﴾ [الإسراء:72] كما هو في الدنيا ثم زاد فقال ﴿وَ أَضَلُّ سَبِيلاً﴾ [الإسراء:72] و هو الطريق و لذلك قال عمرو بن عثمان المكي في صفة المعرفة و العارفين و كما هم اليوم كذلك يكونون غدا فاعلم إن كنت تفهم تشبيه اللّٰه أهل الضلال بالأنعام إنه تعالى ما شبههم بالأنعام نقصا بالأنعام و إنما وقع التشبيه في الحيرة لا في المحار فيه فلأشد حيرة في اللّٰه من العلماء بالله و لذلك «ورد عن رسول اللّٰه ﷺ أنه قال لربه زدني فيك تحيرا» لما علم من علو مقام الحيرة لأهل التجلي لاختلاف الصور و تصديق هذا الحديث
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية