و هي الساهرة فلا نوم فيها فإنه لا نوم لأحد بعد الدنيا و يرجع ما تحت مقعر الفلك المكوكب جهنم و لهذا سميت بهذا الاسم لبعد قعرها فأين المقعر من الأرض و يوضع الصراط من الأرض علوا على استقامة إلى سطح الفلك المكوكب فيكون منتهاه إلى المرج الذي خارج سور الجنة و أول جنة يدخلها الناس هي جنة النعيم و في ذلك المرج المأدبة و هو درمكة بيضاء نقية منها يأكل أهل المأدبة و هو قوله تعالى في المؤمنين إذا أقاموا التوراة و الإنجيل من بنى إسرائيل ﴿وَ لَوْ أَنَّهُمْ أَقٰامُوا التَّوْرٰاةَ وَ الْإِنْجِيلَ وَ مٰا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ﴾ [المائدة:66] فنحن أمة محمد ﷺ نقيم كل ما أنزل إلينا من ربنا بالإيمان و به نعمل من ذلك بما أمرنا من العمل به و غيرنا من الأمم منهم من آمن كما آمنا و منهم من آمن ببعض و كفر ببعض فمن نجا منهم قيل فيه
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية