﴿يَوْمَ تُبْلَى السَّرٰائِرُ﴾ [الطارق:9] و هذا ميزانه عند أهل الكشف فلا يغفل الحاكم عند إقامة الحدود عن النظر في نفسه و ليحذر من التشفي الذي يكون للنفوس و لهذا نهي عن الحكم في حال غضبه و لو لم يكن حاكما في حق من ابتلي بإقامة حد عليه فإن وجد لذلك تشفيا فيعلم أنه ما قام في ذلك لله و ما عنده فيه خير من اللّٰه و إذا فرح بإقامة الحد على المحدود إن لم يكن فرحه له لما سقط عنه ذلك الحد في الآخرة من المطالبة و إلا فهو معلول و ما عندي في مسائل الأحكام المشروعة بأصعب من الزنا خاصة و لو أقيم عليه الحد فإني أعلم أنه يبقى عليه بعد إقامة الحد مطالبات من مظالم العباد و اعلم أن غير الحاكم ما عين اللّٰه له إقامة الحد عليه فلا ينبغي أن يقوم به غضب عند تعدى الحدود فليس ذلك إلا للحكام خاصة و لرسول اللّٰه ﷺ من حيث ما هو حاكم فلو كان مبلغا لا حاكما لم يقم به غضب على من رد دعوته فإنه ليس له من الأمر شيء و ليس عليه هداهم فإن اللّٰه يقول في هذا للرسول ص
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية