فما نفى إلا الألوهة أن تكون نعتا لأكثر من واحد فللأسماء الإلهية أو المرتبة التي هي مرتبة المسمى إلها التصريف و الحكم فيمن نعت بها فبها يتصرف و لها يتصرف و هو غني عن العالمين في حال تصرفه لا بد منه فانظر ما أعجب الأمر في نفسه و من هنا يعرف قول أبي سعيد الخراز أنه ما عرف اللّٰه إلا بجمعه بين الضدين ثم تلا ﴿هُوَ الْأَوَّلُ وَ الْآخِرُ وَ الظّٰاهِرُ وَ الْبٰاطِنُ﴾ [الحديد:3] و أما قول اليهود في البخل ﴿يَدُ اللّٰهِ مَغْلُولَةٌ﴾ [المائدة:64] فقال تعالى فيهم ﴿غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَ لُعِنُوا بِمٰا قٰالُوا﴾ [المائدة:64] أي أبعدوا عن صفة الكرم الإلهي فإن أقوالهم من أعمالهم فغلت أيديهم فوقع البخل الذي نسبوه إلى اللّٰه بهم فما شهدوا من اللّٰه إلا ما قالوا فأذاقهم طعم ما جاءوا به و كذبهم اللّٰه بعد ذلك في المال فبسط عليهم الكرم بالرحمة التي
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية