﴿وَ اتَّخَذَ اللّٰهُ إِبْرٰاهِيمَ خَلِيلاً﴾ [النساء:125] و «قال ﷺ لربه أنت الصاحب في السفر» فإذا علمت أن اللّٰه لا يستحيل عليه خلة عباده فاجهد أن تكون أنت ذلك الخليل بأن تنظر إلى ما يؤدي إلى تحصيل هذه الخلة الشريفة فإنك لا تجد لها سببا إلا الموافقة و لا علم لنا بموافقتنا الحق إلا موافقتنا شرعه فما حرم حرمناه و ما أحل حللناه و ما أباحه أبحناه و ما كرهه كرهناه و ما ندب إليه ندبنا إليه و ما أوجبه أوجبناه فإذا عمك هذا في نفسك و كانت هذه صفتك و قمت فيها مقام حق صحت لك الخلة لا بل المحبة التي هي أعظم و أخص من الخلة لأن الخليل يصحبك لك و المحب يصحبك لنفسه فشتان ما بين الخلة و المحبة و قد دللتك على تحصيل هذين المقامين فالخليل يعتضد بخليله و الحبيب يبطن في محبه فيقيه بنفسه فالحق مجن المحبوب و الخليل مجن خليله أ لا ترى إلى ما أجرى اللّٰه في نفوس العالم حيث يجعلون الخبز و الملح سببا موجبا لأن يكون كل واحد من الشخصين اللذين بينهما الممالحة فداء لصاحبه يقيه من كل مكروه و يحفظ عليه حفظه على نفسه و كذلك هو الأمر عليه في عينه و لما شهدناه مع الحق مشاهدة عين و وقعت الممالحة و رأيت أثرها بحمد اللّٰه برهانا قاطعا قلت في ذلك
لآكلن الخبز و الملحا *** حتى أرى البرهان و الفتحا
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية