﴿يٰا أَبَتِ إِنِّي أَخٰافُ أَنْ يَمَسَّكَ عَذٰابٌ مِنَ الرَّحْمٰنِ﴾  [مريم:45] و الرحمة تناقض العذاب إلا على الوجه الذي قررناه في المنزل الذي قبل هذا المنزل و هو منزل فتح الأبواب كذلك أبو يزيد لو علم إن المتقي ما هو جليس الرحمن و إنما هو جليس الجبار المريد العظيم المتكبر فيحشر المتقي إلى الرحمن ليكون جليسه فيزول عنه الاتقاء فإن الرحمن لا يتقى بل هو محل موضع الطمع و الإدلال و الأنس لكنهم رضي اللّٰه عنهم صادقون لا يتعدون ذوقهم في كل حال بخلاف العامة من أهل اللّٰه فإنهم يتكلمون بأحوال غيرهم و الخاصة لا سبيل لهم إلى ذلك و إن اتفق أن يتكلم أحد منهم في حال نبي أو ولي هو فوقه فيبين أنه مترجم عن حال غيره حتى بعرف السامع عمن يقول هذه حالهم رضي اللّٰه عنهم و لا يقع منهم مثل هذا إلا في النادر لضرورة تدعو إليه فإن لهم الكشف الخبري عن مقامات من هو فوقهم و ما لهم الكشف الذوقي إلا فيما هو مقامهم و حالهم فلو لا هذه الحجب التي أسد لها اللّٰه بين الأكوان و بينه ما تميزت المراتب و اختلطت الحقائق و هذا سبب وضع الحدود في الأشياء و قد لعن اللّٰه من غير منار الأرض 
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية