و الولي الكامل يدعو اللّٰه بكل مقام و لسان و الرسل تقف عند ما أوحى به إليها و هم كثيرون و قد يوحى إلى بعضهم ما لا يوحى إلى غيره و المحمدي يجمع بمرتبته جميع ما تفرق في الرسل من الدعاء به فهو مطلق الدعاء بكل لسان لأنه مأمور بالإيمان بالرسل و بما أنزل إليهم فما وقف الولي المحمدي مع وحي خاص إلا في الحكم بالحلال و الحرمة و أما في الدعاء و ما سكت عنه و لم ينزل فيه شيء في شرع محمد ﷺ يؤذن بتركه فلا يتركه إذا نزل به وحي على نبي من الأنبياء عليه السّلام رسولا كان أو غير رسول
[اختلاف أمتي رحمة]
ثم اعلم أنه من رحمة اللّٰه بعباده أن جعل حكم ما اختلفوا فيه إلى اللّٰه فنأخذ هذا من جهة علم الرسوم أن ننظر ما اختلفوا فيه و تنازعوا فإن كان لله و لرسوله حكم فيه يعضد قول أحد المخالفين جعلنا الحق بيده فإنا أمرنا أن تنازعنا في شيء أن نرده إلى اللّٰه و رسوله إن كنا مؤمنين فإن كنا عالمين ممن يدعو على بصيرة و على بينة من ربنا فنحكم في المسألة بالعلم و هو رد إلى اللّٰه تعالى من غير طريق الايمان و ليس لنا العدول عنه البتة هذا حد علم الرسم و أما علم الحقيقة فإن المختلفين حكمهم إلى اللّٰه أي حكم ظهور الاختلاف فيهم إلى اللّٰه من حيث إن الأسماء الإلهية هي سبب الاختلاف و لا سيما أسماء التقابل يؤيد ذلك قوله في مثل هذا ﴿ذٰلِكُمُ اللّٰهُ رَبِّي﴾ [الشورى:10]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية