و عن صور مقيدة تعالى *** عن المثل المحقق في المثالي
فأشهده و يشهدني فأفنى *** كمال في كمال في كمال
و يأخذني لمشهده ارتياح *** كما نشط الأسير من العقال
فما يلتذ بالحسنى سوائي *** لحسن عناية و صلاح بال
رأيت أهلة طلعت شموسا *** و أين الشمس من نور الهلال
فنفرت الظلام فلا ظلام *** و لا ليل إلى يوم انفصال
سلخت عناية من ليل جسمي *** كما سلخ النهار من الليالي
فكان المحو إثبات انفصال *** و كان النور آيات اتصالي
و بعد الوصل فاستمعوا مقالي *** دعاني للسجود مع الظلال
و إن وليك لما أراد النهوض في طريقه و النفوذ إلى ما كان عليه في تحقيقه اعترضت لوليك عقبة كئود حالت بينه و بين الشهود و البلوغ إلى المقصود و التحقق بحقائق الوجود فخفت إن تكون عقبة القضاء لما لسيفه من المضاء فرأيتها صعبة المرتقى حائلة بيني و بين ما أريده من اللقاء فوقفت دونها في ليلة لا طلوع لفجرها و لا أعرف ما في طيها من أمرها فطلبت حبل الاعتصام و التمسك بالعروة الوثقى عروة الإسلام فنوديت أن ألزم الطلب ما بقيت فعلمت أني بهذا الخطاب في صورة مثالية متجلية في حضرة خيالية و أن علاقة تدبير الهيكل ما انقطع و حكمه فيه ما ارتفع فاستبشرت بزوال إفلاسى عند رجعتي إلى إحساسي فنظمت ما شهدت و خاطبت وليي في نظمي ببعض ما وجدت فإذا نظر وليي إليها فليعول عليها و ليحذر من الأمن من مكر اللّٰه فإنه ﴿فَلاٰ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّٰهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخٰاسِرُونَ﴾ [الأعراف:99] فاسمع هديت ما به على لساني نوديت
اعترضت لي عقبة *** وسط الطريق في السفر
فأسفرت عن محن *** فيمن طغى أو من كفر
من دونها جهنم *** ذات زفير و سعر
ترمي من الغيظ و جو *** المجرمين بشرر
بحورها قد سجرت *** و سقفها قد انفطر
و شمسها قد كورت *** و نجمها قد انكدر
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية