و التجلي دائم أبدا مشاهد لكل الموجودات ظاهر ما عدا الملائكة و الإنس و الجن فإن التجلي لهم الدائم إنما هو فيما ليس له نطق ظاهر كسائر الجمادات و النبات و أما التجلي لمن أعطى النطق و التعبير عما في نفسه و هم الملائكة و الإنس و الجن من حيث أرواحهم المدبرة لهم و قواها فإن التجلي لهم من خلف حجاب الغيب فالمعرفة للملائكة بالتعريف الإلهي لا بالتجلي و المعرفة للانس و الجن بالنظر و الاستدلال و المعرفة لأجسامهم و من دونهم من المخلوقات بالتجلي الإلهي و ذلك لأن سائر المخلوقات فطروا على الكتمان فلم يعطوا عبارة التوصيل و أراد الحق ستر هذا المقام رحمة بالمكلفين إذ سبق في علمه أنهم يكلفون و قد قدر عليهم المعاصي و قدر على بعضهم الاعتراض فيما لم يكن ينبغي لهم كالملائكة حين قالوا ﴿أَ تَجْعَلُ فِيهٰا مَنْ يُفْسِدُ فِيهٰا﴾ [البقرة:30]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية