توجه هذا الاسم الإلهي على إيجاد السماء الثالثة فأظهر عينها و كوكبها و فلكه و جعلها مسكن هارون عليه السلام و بهذا الاسم الإلهي أوحى فيها أمرها و كان وجود كوكبها حركة فلكه في منزلة العوا يوم الثلاثاء فمن الأمر الموحى فيها إهراق الدماء و الحميات و عن حركة هذا الفلك ظهر حرف اللام من الحروف اللفظية فكل علم و سر من الأسرار الإلهية يظهر على العارفين يوم الثلاثاء فهو من هذه السماء من روح هارون و كل أثر في الأركان و المولدات فمن أمر هذا الفلك و حركة كوكبه فإن اللّٰه لما أوحى في كل سماء أمرها أوحى بالاسم الإلهي الخاص بذلك فذلك الاسم هو الممد لها
(الفصل الرابع و العشرون)في الاسم النور
و توجه هذا الاسم الإلهي على إيجاد السماء الرابعة و هي قلب العالم و قلب السموات فأظهر عينها يوم الأحد و أسكن فيها قطب الأرواح الإنسانية و هو إدريس عليه السلام و سمى اللّٰه هذه السماء مكانا عليا لكونها قلبا فإن التي فوقها أعلى منها فأراد علو مكانة المكان فلهذا المكان من المكانة رتبة العلو و أوجدها في منزلة السماك و أظهر كوكبها و فلكه و كون حرف النون عنها و أظهر بحركة كوكبها الليل و النهار فقسم اليوم فتقسم فيه الحكم الإلهي في العالم فجعل كل واحد منهما أنثى و الآخر ذكر الإنتاج ما يظهر في الأركان من المولدات فكل ما ولد و ظهر من الآثار عموما في الأيام كلها بالنهار فأمه النهار و أبوه الليل و ما ظهر من ذلك بالليل فأمه الليل و أبوه النهار ف ﴿يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهٰارِ﴾ [الحج:61]
هذه نسخة نصية حديثة موزعة بشكل تقريبي وفق ترتيب صفحات مخطوطة قونية